فيلم poor things يُعلن عن رحلة سريالية لإعادة اكتشاف الذات الإنسانية في أوسكار 2024
آخر تحديث 14:19:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

فيلم "Poor Things" يُعلن عن رحلة سريالية لإعادة اكتشاف الذات الإنسانية في أوسكار 2024

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فيلم "Poor Things" يُعلن عن رحلة سريالية لإعادة اكتشاف الذات الإنسانية في أوسكار 2024

أوسكار
أبوظبي ـ صوت الإمارات

في عالمٍ غريب لا يخلو من الفانتازيا، يُنقذ طبيبٌ غريبُ الأطوار امرأة شابة من العصر الفيكتوري، من محاولة انتحار بأعجوبة، وذلك من خلال عملية جراحية، يقوم خلالها بنقل مخ جنينها إليها؛ لكي تعود إلى الحياة من جديد بجسد امرأة ناضجة وعقل طفلٍ رضيع.هذه هي الخطوط العريضة لقصة الفيلم الأميركي "Poor Things" (كائنات مسكينة) المرشح لـ11 جائزة أوسكار هذا العام، لعل أبرزها هي جوائز: أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل ممثلة رئيسية، وأفضل ممثل مساعد.

الفيلم المأخوذ عن رواية بالعنوان ذاته من العام 1992، للكاتب الأسكتلندي ألسدير غراي، يجمع في بطولته عدداً من النجوم، مثل: إيما ستون Emma Stone، ومارك رافالو Mark Ruffalo، وويليم دافو Willem Dafoe، ورامي يوسف Ramy Youssef، وهو من إخراج المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس Yorgos Lanthimos، الذي قدّم من قبلُ عدداً من الأفلام الهامة مثل: "The Favourite"، و"The Lobster"، وقام بكتابته المخرج والمؤلف الأسترالي توني مكنمارا؛ مستنداً على الرواية الأصلية.خلال أحداث فيلم "كائنات مسكينة" نتابع قصة امرأة شابة (إيما ستون)، يتم إنقاذها بعد إقدامها على الانتحار، على يد الطبيب العبقري غريب الأطوار "جودوين باكستر" (ويليم دافو)، الذي يُجري لها عملية جراحية باستخدام مخ جنينها الذي كان في أحشائها.

تعود الشابة إلى الحياة، بجسد امرأة وعقل طفلٍ رضيع، ويمنحها الطبيب "جودوين باكستر"، اسم "بيلا باكستر".

يستعين "جودوين" بطالب طب يُدعى "ماكس ماكاندلز" (رامي يوسف)، والذي يصبح عاشقاً لـ"بيلا". ومع ذلك؛ فهي مفتونة أكثر بمحتال واضح يُدعى "دنكان ويديربوم" (مارك روفالو). تهرب معه لترى العالم وتكتشفه، وتختبر لذة التمرد البشري الذي قد تكون عواقبه وخيمة.

هذا هو العالم الفلسفي المعقّد شديد الخصوصية الذي لا يخلو من الكوميديا والرومانسية والتراجيديا، الذي صنعه المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس في رائعته "كائنات مسكينة"، التي شاهدناها لأول مرة خلال تغطية «سيدتي» المميزة لأحداث مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2023 في إيطاليا؛ حيث شهد الفيلم آنذاك عرضه العالمي الأول، وحصد كذلك أوليا جوائزه وهما جائزتا: الأسد الذهبي كأفضل فيلم، وجائزة أفضل مخرج في مهرجان فينيسيا.

عندما تبدأ قصة فيلم "كائنات مسكينة"، نرى ما يمكن اعتباره جثة امرأة شابة تغوص في النهر قبالة الجسر، إنها اللحظة التحريضية للفيلم بأكمله، لكننا لن نفهم سياقها إلا لاحقاً. نراها بعد ذلك على أنها "بيلا باكستر"، التي تكون حركاتها متصلبة، ومفرداتها مفردات طفل. يتم الاعتناء بها من قِبل الدكتور "جودوين باكستر" ذي المظهر البشع، والذي يشبه هو نفسه وحش "فرانكشتاين" الشهير، وسْط عالَم لا يخلو من الرمزيات حول الكون والجسد وتعقيدات النفس البشرية.

في أحد الأيام، أثناء أحد الفصول الدراسية التي يقوم بالتدريس فيها، يستعين بمساعدة الطالب "ماكس"، لرسم تقدم بيلا في أن تصبح شخصاً بالغاً متطوراً؛ فنجد أن "ماكس" مفتونٌ بها، ويريد أن يتزوجها. ولكن قبل أن يحدث ذلك، يقوم المحامي "دنكان ويديربوم" بإغواء بيلا للهرب معه؛ فتخرج إلى العالم، وتبدأ في اكتشاف ذاتها واكتشاف ماهية العالم الذي تعيش فيه؛ لتتكشف الحقيقة وراء هذا المشهد الافتتاحي حول انتحارها- أو بمعنى أدق- محاولة انتحارها، ونرى مَن الرجال الذين يهتمون حقاً بها، ومَن الذين يعتبرونها مجرد وسيلة يقومون باستغلالها فحسب.في فيلم "كائنات مسكينة" تقدّم نجمة فيلم "لا لا لاند" النجمة "إيما ستون" أداءً استثنائياً لافتاً، لأحد أكثر الأدوار جرأة في هوليوود في السنوات الأخيرة.

من خلال أداء "إيما ستون" لشخصية "بيلا باكستر"، نكتشف معاً رحلة النفس البشرية بكافة تعقيداتها وتطوراتها المذهلة؛ فها هي "بيلا" في بداية الفيلم تتعلم المشي، وتسير بطريقة خشبية شبه آلية، نراها كلوحة بيضاء تتنفس حية غيرَ مقيدة بالضغوط المجتمعية أو اللياقة أو المجاملات، ثم تبدأ في اكتشاف ذاتها وجسدها، واختبار لذة التمرد والخطأ؛ فتهرب من عالم "جودوين" الذي تحكمه القوانين والنظريات، إلي عالم أكثر تطرفاً وتمرداً وجموحاً، تختبر خلاله معاني الحب والحزن والرغبة والخيانة والنضج؛ لتقدّم "إيما ستون" واحدة من الأداءات الدرامية الفريدة التي لا يجرؤ سوى القليل من الآخرين على تجربتها، والتي تستحق أن نتوقف عندها طويلاً، وأن تنال الإشادة الكافية والتقدير المستحَق في موسم الجوائز، وهو ما حدث بالفعل بعد فوزها المستحَق بجائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي، وترشُّحها المستحَق لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيسي.

الأداء التمثيلي المميز في "كائنات مسكينة" لم يقتصر على "إيما ستون" فحسب؛ حيث قدّم النجم "مارك رافالو" واحداً من أفضل أدواره التمثيلية عبْر مسيرته، من خلال الأداء المحكم لشخصية المحامي "دنكان ويديربوم"، الانتهازي المبتذَل الذي يستغل حاجة "بيلا" إلى استكشاف العالم أسوأ استغلال.

أداء "مارك رافالو" لشخصية "دنكان ويديربوم" منحه كذلك ترشحاً مستحَقاً لجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد هذا العام، وترشحاً آخرَ لجائزة الغولدن غلوب في الفئة ذاتها.

النجم "ويليم دافو" قدّم كذلك أداءً استثنائياً لشخصية الطبيب غريب الأطوار "جودوين باكستر"، الذي يحمل ملامحَ لا يخطئها العقل من شخصية العالِم فيكتور فرانكنشتاين الشهيرة، والذي يصنع مخلوقاً غريباً عاقلاً، في تجربة علمية غير تقليدية.

"جودوين باكستر" طبيب عبقري مسكين معذَّب مشوّه الوجه لا يخلو من الجنون، يعشق التجريب، ويقوم بصنع كائنات غريبة من خلال عمليات جراحية تتسم بالجنون؛ فنجد في قصره حيوانات عدة تحمل رأس حيوانات أخرى، لكن إنجازه الأكبر هي "بيلا باكستر" التي صنعها وحبسها في قصره ليختبر تطورها الجسدي والعقلي كحالة علمية، قبل أن تهرب "بيلا" من قصره، في رحلة اكتشاف وصنع عالمها الخاص.يبدو فيلم "كائنات مسكينة" وكأنه أحد أفلام Universal Monsters الكلاسيكية؛ خاصة في بداية الفيلم؛ حيث تم تصوير الكثير منه بالأبيض والأسود، وتدور أحداثه في قلعة دكتور باكستر ومختبرات مختلفة؛ حيث تأثيرات الرعب والغرابة واضحة جداً. ولكن عندما ترى بيلا العالم؛ فإن تصميمات الموقع تصبح مذهلة للغاية وملوّنة، وهي مزيج من الجمالية الفيكتورية والقوطية وبعض العالم المستقبلي الغريب، مع سيارات الأجرة الغريبة التي تطير نوعاً ما. من الصعب وصف ذلك إلا إذا كنت قد شاهدت الفيلم. الأزياء والمكياج يستحقان الإشادة أيضاً؛ بدءاً من العباءات الفخمة والغريبة التي ترتديها "بيلا"، وحتى وجه الطبيب "جودوين" الذي يُعتبر بحد ذاته بمثابة لوحة من لوحات بيكاسو، التي لم تنجُ من محاولة تشويه واضحة؛ حيث يبدو الوجه وكأنه منحوت بعشرات الجثث.

هذا الفيلم قد يكون غريباً جداً بالنسبة للبعض؛ حيث إن أفلام لانثيموس هي في الواقع أفلام غريبة من نوعية أفلام المخرج ديفيد لينش. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يريدون وليمة بصرية ونظرة جديدة لقصة كلاسيكية، لا يمكنني أن أوصي بأكثر من هذا الفيلم، الذي يحتوي على صورة سينمائية رائعة للغاية، وفكرة إبداعية واسعة النطاق، تحتوي على كثير مما يمكن أن نقوله عن استقلالية المرأة وقدرتها على التصرف، ورغبة المرء الفطرية في التمرد والاكتشاف، ويتوّج كلَّ هذا أداءٌ تمثيلي ممتاز، لم يترك مكاناً للدهشة فور علمنا بنيل هذه التحفة الإبداعية لـ11 ترشيحاً أوسكارياً جعله يفرض نفسه بقوة على لائحة أفضل الأفلام السينمائية في عام 2023.

قد يهمك ايضاً

مشاعل الحمدان تؤكّد أنّها استوحت تصميماتها الجديدة من العصر الفيكتوري

 

 

منزل صغير يمزج بين العصر الفيكتوري والحداثة شرق لندن

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم poor things يُعلن عن رحلة سريالية لإعادة اكتشاف الذات الإنسانية في أوسكار 2024 فيلم poor things يُعلن عن رحلة سريالية لإعادة اكتشاف الذات الإنسانية في أوسكار 2024



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ صوت الإمارات
المخرجة اللبنانية نادين لبكي باتت حديث الجمهور خلال الساعات الماضية بعد أن تم اختيارها لتكون عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لنسخة مهرجان كام السينمائي الـ77، والتي ستقام ما بين 14 و25 مايو القادم، وذلك بعد أن سبق لنادين لبكي وقد شاركت كعضو في لجنة تحكيم في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" عام 2015، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر حرص جمهور نادين لبكي على تسليط الضوء على أجمل إطلالاتها التي ظهرت بها في بعض المهرجانات الفنية والتي تميزت بالبساطة والرقي في كل مرة. نادين لبكي سبق وقد ظهرت في إحدى الفعاليات الفنية بأحد المهرجانات مؤخرًا وهي مرتدية فستان باللون الأسود الذي يبدو وأنها تعشق الظهور به باستمرار، وجاء الفستان طويلًا ومجسمًا وبصيحة الكب، مع فتحات عند منطقة الخصر، وانسدل الفستان مريحًا بداية من تلك المنطقة�...المزيد
 صوت الإمارات - جامعة الإمارات تتصدر تصنيفات «كيو إس» العالمية

GMT 02:26 2012 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

معرض لمقتنيات رواد المسرح والموسيقي

GMT 10:42 2013 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بدء معرض الخرج الأول للعملات السعودية والعالمية الاحد

GMT 22:30 2013 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح الدورة السادسة من مهرجان سماع الدولي 16 نوفمبر

GMT 18:28 2016 الإثنين ,15 شباط / فبراير

منتجع "جبل نوح" يوفر تجربة سياحية فريدة من نوعها

GMT 02:10 2013 الخميس ,25 إبريل / نيسان

معرض لنوادر ومقتنيات الدكتور جمال حمدان

GMT 13:18 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

"إبداعات مصرية" معرض تشكيلي في الأوبرا

GMT 18:13 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مطعم ياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 10:01 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"الكفاح الأميركي" أحسن فيلم في رأي نقاد نيويورك

GMT 11:44 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إقامة معرض للکتب الایرانیة في أفغانستان

GMT 16:18 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

هايدي كلوم بثوب أسود عاري الصدر والظهر

GMT 12:03 2013 السبت ,20 تموز / يوليو

ريهانا مثيرة في بدلة ليكرا عليها جلد النمر

GMT 13:55 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

زيادة حرارة الأرض تغيّر تفاصيل موسم الربيع

GMT 01:11 2013 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

l’oréal paris"" يخلصك من علامات تقدم السن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates