مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة
آخر تحديث 12:43:33 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعضهم يتحاشى المشاكل المتوقعة في العمل والآخرون لأسباب مهنية

مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة

مرضى السرطان يخفون حقيقة مرضهم خوفا من الضغوط العاطفية على الأسرة
واشنطن ـ رولا عيسى

يأتي المريض الذي أعالجه لرؤيتي كل ستة أشهر مع زوجته ذات الـ 40 عامًا، قاطعين مسافة تقدر بخمس ساعات بالسيارة من ولاية فرجينيا الغربية، حيث يدير عددًا قليلاً من الشركات، ويعاني من متلازمة خلل التنسُّج النقوي، وهو نوع من سرطان نخاع العظم الذي كان غير نشط في حالته، لا تتطلب سوى كمايات عادية من الهرمون، ولكن لا حاجة للعلاج الكيميائي - حتى الآن.ولم تكن تحاليل دمه طبيعية، إلا أنها كانت  كما كنت أدعو مازحًا "جيدة بما فيه الكفاية لأعمال الحكومة"، حتى جاء مريض آخر، والذي كان يعمل ساعي البريد، وقال لي إن هذا التعليق ليس مضحكًا. وكان هذا إجراء فحوصات روتينية، وأنا دائمًا أتطلع إلى رؤيته وزوجته، وعندما مشيت إلى غرفة الفحوصات، كانا يجلسان بهدوء بجانب بعضهما بعضًا، والكتب مفتوحة في أيديهما، وعندما دخلت قاما وكأنني مثل أحد الأصدقاء القدامى. وقلت لهما :"إنه لأمر جيد أن أراكما"، وكنت أعني ذلك. وردّ مازحًا "إنه لأمر جيد أن نراك!. استعرضنا تحاليل الدم الخاصة به، والتي كانت مستقرة، ولم يحتَج أيّ دم أو نقل للصفائح الدموية منذ آخر مرة رأيته فيها. وقال لي الرجل "أعتقد أننا حققنا هدفنا في إضاعة وقتك مرة أخرى، هل لديك أي خطط للاحتفال بالرابع من تموز/ يوليو الرابعة؟" وأضاف "سوف نقابل أولادنا والأحفاد لبضعة أيام". وقلت له "كيف تتعامل مع مرضك"، فنظر إلى زوجته وقال "نحن لم نخبرهم عن ذلك حتى الآن". وقد فوجئت بذلك، لأن هذا المريض يتعامل مع هذه الحالة الطبية الخطيرة منذ بضع سنوات، وكان عادة واقعيًا جدًا في كيف التعامل مع جميع جوانب حياته؛ لذلك فمن المستحيل أن ينسي أن يخبر أولاده وسألته لماذا. وقال "لقد كان ابننا بعيدًا، لديه بضع الواجبات ليؤديها في أفغانستان، ولكننا سوف نقول لابنتنا، ولكن "وتوقف لبضع ثوانٍ، في محاولة للعثور على الكلمات المناسبة، وقال "هذا ليس عدلاً لأن ذلك سيكون عبئًا عليها، ولكن كنا نخطط لمصارحتها خلال العطلة". وبدا غير مرتاح عند الحديث عن هذا الأمر، كما لو أن أفراد أسرهم لا يخفون الكثير من الأسرار عن بعضهم بعضًا، وكانت حالته يمكن أن تتدهور في أي وقت لذلك كنت قلقًا بشأن دعمهم له. وقلت له "هل سبق لك أن صارحت أصدقاء لك بمرضك؟" فضحك نصف ضحكة وقال "حسنًا، ليس عمدًا، فقد ذهبت إلى مركز السرطان للحصول على الحقن الأسبوعية، وركضت إلى واحدة من الأشخاص الذين أعمل معهم، حيث كانت تخضع لعلاج كيميائي لسرطان الثدي، ولم أُخبر أحدًا عن مشكلتي، وأنت تعرف، كنت لا أريد أن يعتقد الناس في العمل أن رئيسهم مريض".  سألته كيف تعاملت مع هذا اللقاء المفاجئ، فأجاب "لقد كانت تخفي مرضها بالسرطان، لذلك أصبح هذا سرّنا الصغير، وفكرت في الأمر مرة أخرى". السرطان، مثل الكون، يميل نحو الفوضى. إنه يعطل نمو الخلايا، ويعترض سلامة الأنسجة والأعصاب والأوعية الدموية والأعضاء، والسرطان ضيف غير مُرحَّب به لأنه يحصد الأرواح، ويُدمّر الحالة النفسية للمريض. وسط هذه الفوضى، أحيانًا يكون الشيء الوحيد الذي يمكننا التحكم فيه هو مَن هم الأشخاص الذين نخبرهم بالأمر. وهناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي تجعل المرضى يخفون حقيقة مرضهم عن المجتمع، بعضها شخصي جدًا (إنه جسدي، وما يجري داخله هو أمر خاص بي)، وبعضها مهني (فقد أبقت كاتبة السيناريو نورا إيفرون مرضها بمتلازمة التنسج النقوي سرًا لأنها تخشى عدم توقيع أيّ شركة تأمين على أيّ فيلم تحاول عمله)، وبعضها للإيثار (نحن لا نريد أن يتحمل الآخرون الضغوط العاطفية بعد معرفتهم). وقال المريض لي: "أنا أيضًا لا أريد أن أقول لأولادي حتى أتمكن من الحصول على فهم أفضل لما يحدث مع المرض، وأن أشعر وكأنني أعرف أين تسير الأمور الآن". ولا يتحدث الناس عن السرطان في بعض الأحيان، لأنهم لا يشعرون به من الأساس، فمن واجبنا، كأطباء وممرضات، شرح كيفية إعلام المرضى للآخرين بمرضهم بالسرطان، للتأكد من أنهم يفهمون ذلك. إن إخفاء هذا المرض والتكتم عليع وكأنه سر حربي عن أولئك الذين يحبوننا ويرعون مصالحنا يُعتبر عبئًا غير عادل، وينبغي ألا نسمح للسرطان بالإملاء علينا أيضًا. وتنهدتُ، وكان هناك علامات الارتياح على وجهه وكأنه أصبح قادرًا على تبادل الأخبار مع أولاده، وقال "سوف يكون من الجيد أن يعرفوا". 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة مصابو السرطان يخفون حقيقة مرضهم خشية الضغوط العاطفية على الأسرة



GMT 15:52 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

5 أطعمة تُطلق نفس هرمون "الامتلاء" مثل "أوزمبيك"

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates