فالنسيا المدينة المُليئة دائمًا بعطر الليمون والبرتقال وتجمع مبانيها عبق التاريخ
آخر تحديث 14:19:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

يبترد صيفها بنسائم الغوطة المحيطة بها وترتدي معطف الدفء في الشتاء

"فالنسيا" المدينة المُليئة دائمًا بعطر الليمون والبرتقال وتجمع مبانيها عبق التاريخ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "فالنسيا" المدينة المُليئة دائمًا بعطر الليمون والبرتقال وتجمع مبانيها عبق التاريخ

مدينة فالنسيا
روما - صوت الامارات

هل تبحث عن مدينة أوروبية تسطع الشمس في سمائها 300 يوم في السنة، وتمتد عند أقدامها شواطئ ذهبية الرمال لا نهاية لها، وتضجّ الحياة فيها بالثقافة والفنون والمأكولات الشهيّة، وتجمع مبانيها بين روائع الطراز الباروكي والهندسة الحديثة من المستوى العالمي... ولا تعاني مثل كثيرات غيرها من زحمة السيّاح الخانقة التي أصبحت كابوساً للمقيمين وللزائرين في الكثير من الوجهات السياحية الأوروبية؟

إذا كان الأمر كذلك فعليك بفالنسيا. موطن الطبق الأشهر في المطبخ الإسباني La Paella، وعروس المتوسط الأخرى التي منذ سنوات تنافس برشلونة على ساحل إسبانيا الشرقي، تعرض كل يوم مفاتن جديدة وتنفض عنها أسمال ذلك اللقب الذي مُنحته منذ خمسين عاماً عندما أعلنها مواطنوها عاصمة للسياحة المضادة، تدور فيها الحياة بهدوء ومن غير زحمة، قريبة من الأماكن والأشياء، يبترد صيفها بنسائم الغوطة المحيطة بها وترتدي معطف الدفء في الشتاء... معطّرة دائماً بزهر الليمون والبرتقال.

تعيش فالنسيا أصخب أيامها كل عام أواسط شهر مارس (آذار) خلال الاحتفال بعيد الأب في واحد من أشهر المهرجانات الشعبية في إسبانيا وأوروبا Las Fallas. ينتهي المهرجان بإحراق عشرات التماثيل الكرتونية التي ترمز إلى أحداث أو شخصيات بارزة خلال السنة التي انقضت، والتي تخرج من محترفات كبار الفنانين والحرفيين الذين يمضون عاماً كاملاً في إعدادها قبل أن تلتهمها ألسنة النار في لحظات.

مع بداية تسعينات القرن الماضي شهدت فالنسيا سلسلة من المشاريع الهندسية والعمرانية الرائدة غيرت وجه المدينة وأعطتها شهرة عالمية، حيث فتحت لها أبواب السياحة على مصاريعها لتصبح إحدى الوجهات الرئيسية في إسبانيا التي يزيد عدد زوّارها منذ سنوات على ضعف عدد السكّان.

أوّل هذه المشاريع كان تحويل مجرى نهر «توريا» الذي يعبر المدينة لمسافة عشر كيلومترات، وتحويل المجرى القديم إلى متنزه شعبي يبدأ بحديقة للنبات والحيوانات، وينتهي عند «مدينة الفنون والعلوم» التي صممها المهندس الشهير سانتياغو كالاترافا. وتعتبر بتصميمها العصري الرائد واحدة من الروائع الهندسية العالمية الحديثة. وفي عام 2007، عندما استضافت فالنسيا المسابقة الشهيرة لسباق المراكب الشراعية «كأس أميركا»، تحوّل ميناؤها الرياضي الجميل إلى المحور الجديد للحياة الترفيهية في المدينة حول مبنى «أشرعة ورياح». أصبح هو أيضاً من المعالم الهندسية العالمية، علماً بأنه سيستضيف في عام 2022 الأنشطة الرئيسية للاحتفال بإعلان فالنسيا عاصمة عالمية للتصميم. وينتظر أن تستقبل المدينة خلال هذه الاحتفالات عشرات الآلاف من المصممين والمهندسين والفنانين من شتّى أنحاء العالم.

القطب الآخر للأنشطة الترفيهية والثقافية في المدينة هو المبنى الضخم الذي كان في السابق «مصنعاً للثلج» عند أبواب المرفأ القديم، وأصبح اليوم مركزاً ثقافيّاً وفنّياً يضجّ بالحياة والموسيقى يدفع بكثيرين إلى شراء وترميم البيوت القديمة المحيطة به.

وسط المدينة التاريخي يُعدّ من أغنى مراكز الفن المعماري الباروكي في إسبانيا، ترصّعه بعض المباني القوطيّة الطراز. يبرز بينها مبنى سوق الحرير الذي وضعته منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي، ويعود بناؤه إلى أواخر القرن الخامس عشر عندما كانت فالنسيا في أوج ازدهارها ومركزاً عالمياً لتجارة الحرير، والدير القديم الذي تحوّل اليوم إلى مركز للثقافة المعاصرة يضمّ معهد الفنون الحديثة الذي انطلقت منه في السنوات الأخيرة إحدى أهم الحركات الفنية في إسبانيا.

لكن الحياة الفنية والثقافية النشطة في فالنسيا ليست مقصورة على الأحياء الجديدة أو الراقية، بل هي منتشرة أيضاً في الأحياء الشعبية التي تمتدّ حتى شاطئ Saler الشهير الذي تطلّ عليه حقول الأرز وبساتين البرتقال المعروف الذي يحمل اسم المدينة.

من المحطات الجميلة التي ينبغي التوقف عندها خلال زيارة هذه المدينة «السوق المركزية»، أحد المباني الكلاسيكية في فالنسيا والتي تُعدّ من أفضل الأسواق القديمة في العالم من حيث هندستها وبنائها الضخم الذي يضيئه النور الطبيعي طوال النهار. ويشتهر هذا المبنى بهيكله المعدني الضخم وقببه العالية، وقد تمّ ترميمه للمرة الأخيرة في عام 2016 على يد الفنّان الإيطالي جيان لويجي كولالوتشي، الذي أشرف على ترميم سقف كاتدرائية الفاتيكان. ثم هناك «دير كارمن» الذي يعود بناؤه لمطلع القرن السابع عشر، ويضمّ منذ عام 2017 مركزاً ثقافياً خاصاً ومطعماً يابانيّاً شهيراً يقصده السيّاح بمن فيهم اليابانيون.

الحياة الثقافية والأنشطة الفنّية التي تزخر بها فالنسيا يزيدها جاذبية أيضاً مطبخها المحلّي المميز، خاصة بكل ما يتعلّق بأطباق الأرز والأسماك وثمار البحر... والطبق العالمي الشهرة «الباييا»، التي يستحسن أن يحجم السائح العربي عن الافتخار أمام أهل المدينة بأن هذا الطبق هو عربي الأصل مثل تسميته المشتقّة من عبارة «بقايا»، حيث كان الوجهاء العرب في المدينة يرمون فضلات طعامهم للعامّة التي كانت تستخدمها لتحضير الباييا. والسبب في ذلك هو أن هذه المعلومات ليست صحيحة لأن الطبق يعود تاريخه لمطلع القرن الثامن عشر، ولأن في مثل هذا الادعاء ما قد يجرح مشاعر أهل المدينة الذين يفتخرون بتراثهم الأندلسي ومئات العبارات التي دخلت من لغة الضاد إلى مصطلحاتهم في مجالات الزراعة والري. وللراغبين في إتقان تحضير هذا الطبق الذي يتهافت عليه أهل البلاد والزوّار، هناك دروس مخصصة لذلك في أماكن عدة من المدينة.

ولمن يتسّع وقته، لا بد من زيارة إلى المحميّة الطبيعية La Albufera «البحيرة» التي تبعد خمس دقائق عن المدينة وفيها شواهد على نظم الري المتطورة التي انشأها العرب، كالنواعير والقنوات وخزّانات الحصر، ومبنى «محكمة المياه» التي تأسست في العهد الأندلسي وما زالت إلى اليوم المرجع الإداري والقانوني الوحيد لتوزيع مياه الري على مزارع غوطة فالنسيا، ويفتتح دورة نشاطها العاهل الإسباني كل عام.

اقتراح آخر لمن أتيحت لهم الفرصة، هي رحلة على متن مركب شراعي قديم بقبطانه وبحّارته وطهاته، في جولة على البلدان الساحلية الجميلة المحيطة بالمدينة، والتوقّف في بعضها وزيارتها.

وليس أفضل أو أجمل من ختام الزيارة، من الجلوس في أحد المقاهي التي تحيط بميدان النافورة البديع في الوسط التاريخي للمدينة، حيث يتسنّى لك مشاهدة مسرى الحياة الهانئة في ساحة العذراء التي تقوم على أنقاض منتدى روماني محفوفة بمبنى الحكومة الإقليمية «الجنراليتات» من القرن السابع عشر، وكاتدرائية السيدة مريم التي تُعدّ من روائع الفن القوطي الإسباني.

 قــــــد يهمــــــــــك أيضًـــــا:

مدينة مالطا الوجهة المثالية لقضاء عُطلة عائلية لا تُنسى

"مالطا" جوهرة البحر المتوسط وواجهة السياحة لدى الأوروبيين

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فالنسيا المدينة المُليئة دائمًا بعطر الليمون والبرتقال وتجمع مبانيها عبق التاريخ فالنسيا المدينة المُليئة دائمًا بعطر الليمون والبرتقال وتجمع مبانيها عبق التاريخ



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ صوت الإمارات
المخرجة اللبنانية نادين لبكي باتت حديث الجمهور خلال الساعات الماضية بعد أن تم اختيارها لتكون عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لنسخة مهرجان كام السينمائي الـ77، والتي ستقام ما بين 14 و25 مايو القادم، وذلك بعد أن سبق لنادين لبكي وقد شاركت كعضو في لجنة تحكيم في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" عام 2015، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر حرص جمهور نادين لبكي على تسليط الضوء على أجمل إطلالاتها التي ظهرت بها في بعض المهرجانات الفنية والتي تميزت بالبساطة والرقي في كل مرة. نادين لبكي سبق وقد ظهرت في إحدى الفعاليات الفنية بأحد المهرجانات مؤخرًا وهي مرتدية فستان باللون الأسود الذي يبدو وأنها تعشق الظهور به باستمرار، وجاء الفستان طويلًا ومجسمًا وبصيحة الكب، مع فتحات عند منطقة الخصر، وانسدل الفستان مريحًا بداية من تلك المنطقة�...المزيد

GMT 23:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 صوت الإمارات - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 صوت الإمارات - جامعة الإمارات تتصدر تصنيفات «كيو إس» العالمية

GMT 09:15 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 08:39 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بوجاتي تحتفل بتوصيلها 70 تشيرون حول العالم

GMT 04:50 2013 الأحد ,16 حزيران / يونيو

روي ويلسون رئيسًا لجامعة واين ستايت

GMT 19:29 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

سفير الدولة يلتقي وزيرخارجية باراغواي

GMT 04:10 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

انطلاق عروض مهرجان المسرح الكشفي في الشارقة

GMT 16:54 2013 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عرض كتيبًا لرسوم 118 فنان إیراني في معرض الکتاب

GMT 06:05 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

غرفة جدة تطلق مهرجان " جدة بحر 2018 " الجمعة القادم

GMT 08:43 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إيمان العاصي ضيفة "افصل واسمع"

GMT 14:08 2013 الإثنين ,11 شباط / فبراير

فيلم "زيرو"عنف المدينة ولغة العنف

GMT 14:49 2013 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

نائب العاهل الأردني يلتقي مسؤولاً أمميًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates