رحلة تحوُّل سنغافورة من مُستعمَرة إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم
آخر تحديث 13:02:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الأغلى في تكلفة المعيشة ولا يخشى سكانها السرقات والجريمة

رحلة تحوُّل سنغافورة من "مُستعمَرة" إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - رحلة تحوُّل سنغافورة من "مُستعمَرة" إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم

مدينة سنغافورة
واشنطن - صوت الإمارات

تتصدر سنغافورة قائمة أغلى مناطق العالم من حيث تكلفة المعيشة، إلا أنها تُصنّف الدولة الأكثر أمانًا في العالم، فعلى عكس الحياة في الكثير من المدن الكبرى، لا يخشى السكان هنا السرقات أو العنف، ويعد معدل الجريمة في سنغافورة من بين أدنى المعدلات في العالم، كما أن معدل الضرائب بسنغافورة من بين أقل معدلات الضرائب في العالم، ولا يزيد إجمالا عن 22 في المئة.

احتفلت سنغافورة عام 2015 بمرور خمسين عاما على استقلالها، وبعد أربع سنوات من هذا التاريخ بدأت الاستعداد للاحتفال بمرور 200 عام على تأسيسها عندما وضعها السير ستامفورد رافلز كمركز تجاري لشركة الهند الشرقية التابعة لبريطانيا.

وخلافًا للاحتفالات التي شهدها عيد الاستقلال الخمسين، يجرى الاحتفال بالذكرى المئتين للتأسيس من خلال إحياء لحظات ذات مغزى خاص في تاريخ البلاد، نظرا لاختلاف الآراء إزاء الاستعمار البريطاني للجزيرة ورفض الكثيرين من سكان سنغافورة للاحتفال بهذه الذكرى من الأساس. لكن الهيئة المعنية بتنظيم الاحتفالات تقول إن هذه المناسبة تعد فرصة لكي يتأمل المواطنون في الماضي الاستعماري الذي لا يعود إلى 200 عام فقط بل إلى 700 عام إجمالا، والتفكير في القيم التي ساهمت في وصول سنغافورة إلى ما هي عليه الآن.

وقد حددت الهيئة تلك القيم بالانفتاح والتعددية الثقافية وتقرير المصير، وهي القيم التي يثمنها الكثيرون ممن يعيشون هنا. ويقول إل جي هان، صاحب مطعم لابيرنث الحائز على نجمة ميشلان: "سنغافورة بلد له هويته الخاصة، فالتنوع في العرق والدين يمتزج بسهولة في التفاعل الاجتماعي وفي الطعام والمعالم الموجودة في البلاد. ورغم هذا التنوع، هناك العديد من القواسم المشتركة بين السنغافوريين في الطريقة التي يتحدثون بها والقيم التي يلتزمون بها، وقبول الناس باختلاف مشاربهم".

ورغم ما تتمتع به سنغافورة من تنوع ثقافي، ما زال موقفها إزاء الميول الجنسية المختلفة لم يتطور بعد، ولا تزال تلتزم بقاعدة ورثتها من العهد الاستعماري البريطاني تحظر مثلية الجنس، رغم الطعن على هذا الحظر مرارا أمام المحاكم. وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذا الحظر سيخضع لمراجعة قضائية جديدة في 2019 بعد أن ألغت الهند حظرا مماثلا يعود للعصر الاستعماري.

إقرا ايضا: 

منارات في سنغافورة تجعل منها مكانًا مثاليًا لشهر العسل

إن مزيج الثقافات في تلك البلاد يساعد الوافدين إليها، ولاسيما الغربيين، على التكيف بسرعة. وتقول ألكسندرا فيغ، أمريكية تعيش في سنغافورة منذ ثلاث سنوات وتكتب مدونة للرحلات بعنوان "مسافرة عذراء" إن سنغافورة "بوابة رائعة لآسيا، سواء جغرافيا بفضل كونها مركزا رائعا لمقاصد سياحية أخرى قريبة مثل بالي وبوراكاي؛ أو ثقافيا لعلاقاتها المتجذرة بالغرب، ولاسيما بريطانيا."

وتضيف: "يُشاهد المتجول في سنغافورة المعابد البوذية جنبا إلى جنب مع المتاجر المشيدة على الطراز البريطاني، وأسواق الطعام المحلية التي تقدم وجبات الدجاج والأرز الصيني إلى جانب الأرز المقلي على الطريقة الإندونيسية وشطائر اللحم على الطريقة الغربية".

وحسب تقرير أصدرته مؤخرا مؤسسة "إكونوميست انتليجنس يونيت"، إذ يصل سعر استئجار شقة صغيرة مكونة من غرفة واحدة إلى 1394.50 دولارا أمريكيا، بينما يصل متوسط سعر السيارة الجديدة إلى نحو 73.978 دولارا أمريكيا. وتتسم سنغافورة بالنظافة الفائقة وسهولة المواصلات، حيث تندر الاختناقات المرورية. ويرجع ذلك جزئيا للقيود التي تفرضها الحكومة على السيارات وارتفاع أسعار المركبات.

ويقول جوردن بيشوب، كندي يعيش في سنغافورة ويعمل كمحرر بصحيفة "هاو آي ترافل، إن أسواق الطعام المفتوحة في سنغافورة ليست كباقي الأماكن التي تقدم أطعمة في الشوارع، مشيرا إلى أن اثنين من محال البيع بتلك الأسواق قد حصلا على نجمة ميشلان عام 2016، وهو أمر غير مسبوق بالمرة.

ولا تتوقف التعددية الثقافية عند الطعام، بل لدى السكان لغتهم الخاصة التي تعكس بوتقة الانصهار تلك، وهي لغة لا تعترف بها الحكومة (بل اتخذت مؤخرا خطوات لإثناء الناس عنها) ألا وهي لغة الـ"سنغليش" التي تمزج بين الإنجليزية ولغات أخرى مثل الماندرين والهوكين والكانتونيز فضلا عن لغة الملايو والتاميل، والتي يتحدث بها الناس في المناسبات غير الرسمية. 

وتقول أليسون أوزاوا ساندرز، وهي أمريكية تعيش في سنغافورة منذ خمس سنوات وتشارك في كتابة "دليل المغتربين إلى سنغافورة": "يمكنك أن تترك سيارتك مفتوحة أو حقيبة يدك بدون مراقبة. وكامرأة يمكنني الخروج ليلا في أي منطقة دون أن أشعر بالقلق على سلامتي. وكأم، لا يساورني القلق من أنني لو غفلت عن أولادي لحظة فسوف يتعرضون للخطف".

يقول بينو تشوا، الذي يقيم في سنغافورة منذ 11 عاما: "البعض يقول إن الحياة هنا مملة، لكنني شخصيا أرى أن ما يشعرون به من رتابة يرجع للأمن والراحة، وهو أمر أفضله كثيرا على القلق يوميا من التعرض للسرقة في الشارع".

وتظهر ملامح النشاط التجاري بوسط المدينة، حيث يتنقل الموظفون بخطى سريعة، لكن يستطيع المرء أن يهرب من صخب المدينة إلى المناظر الطبيعية الخلابة في أماكن قريبة.

يقول دانيال بيرنهام، متخصص البحث عن الرحلات الجوية الآسيوية بشركة سكوتس تشيب فلايتس للرحلات، "لا تبعد شقتي أكثر من 25 دقيقة سيرا على الأقدام عن الغابات الكثيفة، حيث يمكن الاستمتاع بمشاهدة الطيور البرية. وتضم سنغافورة عددا كبيرا من الحدائق الوطنية الجميلة والكثير من أشكال الحياة البرية، بالنظر إلى حجمها وكثافتها السكانية".

ونظرا لصغر مساحة تلك الجزيرة، يُنصح السكان بالاستفادة بمطار تشانغي الذي يتمتع بشهرة عالمية ورخص أسعار الطيران للسفر للخارج. ويقول بيرنهام: "إذ شعرت بالملل، من السهل أن أستقل الطائرة للقيام برحلة للخارج".

تقع سنغافورة شمال خط الاستواء بدرجة واحدة ومناخها حار طوال العام، وهو ما يعني أن المغتربين يكونون بحاجة لبعض الوقت للتعود على تلك الأجواء.

تقول أوزاوا ساندرز: "على المرء أن يعتاد التعرق طوال الوقت، وستترك الرطوبة أثرها على شعرك فلن يبدو كهيئته ببلدك الأصلي". ويشير بيرنهام إلى أنه لا غنى عن أجهزة التكييف في كل مكان بسبب ارتفاع درجة الحرارة. 

يقول بيرنهام: "كثير من الزوار والمغتربين يخلطون تصورهم للحياة في سنغافورة بما يشاهدونه في أفلام مثل 'آسيويون أثرياء بجنون' أو بحياة المغتربين المترفين الذين تدفع شركاتهم نفقات انتقالهم للعيش بسنغافورة، لكن تكلفة العيش في سنغافورة لن تكون فلكية لو عشت كما يعيش السكان المحليون الذين يستأجرون مسكنا شعبيا ويطبخون في المنزل ويستخدمون المواصلات العامة. وبالتالي، فإن تكلفة المعيشة بهذه الطريقة ستكون أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة".

قد يهمك أيضًا:

فرصة رائعة للتسوق في سنغافورة وسط أكشاك الطعام التي يسيل لها اللعاب

مطار تشانغي في سنغافورة الأفضل في العالم للعام السادس على التوالي

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة تحوُّل سنغافورة من مُستعمَرة إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم رحلة تحوُّل سنغافورة من مُستعمَرة إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 08:24 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

لست ورقة بيضاء

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 05:49 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

6.6 مليارات درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 03:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أصابع الجمبرى بالأرز والبقدونس

GMT 03:23 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.5 درجة يهز جنوب غربي إندونيسيا

GMT 07:17 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الخاتم قطعة مجوهرات لا غنى عنها

GMT 22:43 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

البشير يُشكّل لجنة لتقصي حقائق ما تمر به السودان من أزمات

GMT 15:30 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن تفاصيل حادث حريق أبوظبي

GMT 07:08 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

ضعف المبيعات يدفع "سامسونغ" إلى تعجيل إطلاق Note9

GMT 17:04 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

أصالة تعلن أن حبها لطارق العريان لا تكفيه السطور

GMT 03:38 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تكشف عن سلسلة أجهزة "لاب توب "Elitebook 800

GMT 01:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

أجمل منتجعات صحية هادئة في بالي

GMT 08:32 2013 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

"نسيان"سينما الخيال العلمى

GMT 10:39 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

النجم جورج وسوف يحتفي بعيد ميلاده في منزله

GMT 12:02 2016 الأربعاء ,23 آذار/ مارس

موضة اطلالة الأسود والأبيض المخطط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates