المصورة الإيطالية ليتيسيا باتاجليا تؤكد أن صقلية لم تتحرر بعد من المجرمين
آخر تحديث 13:02:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد أن ذاع صيتها عالميًا في مجال توثيق جرائم عنف العصابات

المصورة الإيطالية ليتيسيا باتاجليا تؤكد أن صقلية لم تتحرر بعد من المجرمين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المصورة الإيطالية ليتيسيا باتاجليا تؤكد أن صقلية لم تتحرر بعد من المجرمين

المصورة الإيطالية ليتيسيا باتاجليا
روما - ريتا مهنا

كشفت بعدستها وحشية جرائم «كوزا نوسترا»

إذا كان لأحد الفضل في كشف حقيقة المافيا الإيطالية في صقلية، ومدى وحشية أفعالها، فإنها ستكون المصورة الصحافية ليتيسيا باتاجليا.

المصورة الإيطالية، البالغة من العمر 84 عاما حاليا، ذاع صيتها عالميًا في مجال توثيق جرائم عنف العصابات التي أرهبت مسقط رأسها باليرمو خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

وفي حوار مع وكالة الأنباء الألمانية، تقول باتاجليا «صوري بمثابة التنديد العلني» مضيفة أنها تعتبر نفسها «رسول المقاومة؛ مقاومة العنف والفساد والفقر والاختلال الأخلاقي والسياسي».

إحدى صور باتاجليا المؤثرة هي صورة بالأبيض والأسود تظهر رجلا مرتبكا يجذب جثة خارج سيارة. وهي صورة التقطتها في أثناء مرورها بالمنطقة عام 1980.

اتضح فيما بعد أن الجثة كانت لبييرسانتي ماتاريلا، رئيس إقليم صقلية آنذاك والذي قتلته المافيا. أما الرجل الذي كان يخرج جثته من السيارة فهو شقيقه الأصغر سيرجيو الرئيس الإيطالي الحالي!

التقطت باتاجليا مئات الصور على غرار هذه الصورة - كلها بالأبيض والأسود - في الوقت الذي عاصرت فيه أحداث إراقة الدماء التي ساعدت الراحل «توتو رينا» أن يصبح الزعيم الأعلى للمافيا في صقلية المعروفة أيضا باسم كوزا نوسترا.

وتضيف باتاجليا «حينما تشهد على واقعة قتل فإنك تواجه كل الآلام في العالم؛ لأنه عندما يُقتل أحدهم، عندما تُسلب حياة شخص ما بالإكراه، فإن ذلك أمر مرفوض».

لقد كانت مهمة مخيفة خاصة بالنسبة لامرأة تتحرك في بيئة عدائية يسيطر عليها الرجال.

كما قالت «إنني تعرضت للتهديدات، والدفع، والبصق. تحطمت كاميراتي. تلقيت رسائل مرعبة مجهولة المصدر». وتواصل حديثها قائلة «غالبا ما انتابني الشعور بالخوف، ومع هذا واصلت عملي. تلك كانت شجاعتي».

ويقف وراء باتاجليا، التي يعني اسمها «معركة» باللغة الإيطالية، تاريخ طويل في النضال. فإلى جانب التصوير، هي ناشطة نسائية وناشرة وسياسية من التيار اليساري في صقلية.

وبسبب تاريخها النضالي، استحقت باتاجليا المشاركة في بطولة فيلم بعنوان «المافيا لم تعد كما كانت»، وهو فيلم وثائقي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا السينمائي 2019.

ويذكر أن باتاجليا رسامة تولت تعليم نفسها بنفسها، وقد دخلت مجال التصوير الصحافي لإعالة نفسها وبناتها بعد الطلاق من زوجها الثري التي رفضت تلقي مستحقات النفقة منه.

وتقول باتاجليا إن صورها الفوتوغرافية تجمع ما بين «الألم والرعب والغضب» الذي تشعر به عند التقاطها باستخدام مهارات التكوين التي تعلمتها من خلال تأمل اللوحات الفنية لكبار الأساتذة.

كما ذكرت أنها «تحب الفن، وتحب القرن السادس عشر، وعصر النهضة، وأن تكوين صورها مستوحى مما رأته في أعمال مايكل أنجلو أو في المتاحف أو في أي عمل لفنان معاصر».

وبعد عملها لسنوات لصالح صحيفة «لورا اليسارية» التي أغلقت عام 1992. توقفت باتاجليا عن التقاط الصور لضحايا المافيا والأقارب المفجوعين في التسعينيات.

وتوضح قائلة إن آخر سلسلة الأحداث المأساوية، تمثلت في جرائم القتل التي وقعت عام 1992 وطالت القاضيين جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو المعروفين بمعاداة المافيا، وكانت على معرفة شخصية بهما.

وقُتل الرجلان جراء تفجيرات كبيرة. وتتذكر باتاجليا كيف وقفت أمام جثمان بورسيلينو الممزق، وهناك «أجزاء مفقودة من جسده» وكيف شعرت للمرة الأولى أنها غير قادرة على تصوير هذه اللحظة بكاميرتها.

تقول باتاجليا «ببساطة لم أشعر بالقوة الكافية. كنت منهكة، مصدومة بفعل سنوات من العنف، والإهانة، والعار، كنت مرتابة من فشل الحكومة الإيطالية (في محاربة المافيا)».

اليوم، تعتقد باتاجليا أن الأمور تحسنت في موطنها الغالي بصقلية حتى مع بقاء نفوذ الكوزا نوسترا التي اخترقت الأجهزة الإدارية للقطاع الاقتصادي.

وتضيف «أنه بالطبع أصبحت (صقلية) أكثر حداثة ومجتمعها أكثر عدلا، لكننا لم نتحرر بعد من قوة المافيا، فهي لا تزال هنا. فقط هي الآن ببذلة وربطة عنق، لم يعودوا الحمقى أنفسهم من كورليوني».

وجزء آخر من إرثها هو المركز الدولي للتصوير الفوتوغرافي، وهو ساحة ثقافية وسط مدينة باليرمو افتتحته باتاجليا في عام 2017 ورغم صعوبات التمويل الحادة التي تواجهها، إلا أن المركز يستضيف معارض كبيرة وورش عمل ومناقشات عامة بلا مقابل مادي. وترى باتاجليا في هذا صورة أخرى من «مقاومة المافيا».

في الواقع لا يحتفي العالم بباتاجليا لصورها المتعلقة بالمافيا فحسب، ولكن أيضا لكونها مؤرخة على دراية واسعة بالمجتمع الصقلي، كونها التقطت صورا للحياة اليومية في صقلية وأحيائها ابتداء من العشوائيات في باليرمو صعودا إلى قصور الطبقة الأرستقراطية.

وما زالت باتجليا نشطة رغم تقدم عمرها، تتمتع بالحيوية وتدخن بشراهة وتصفف شعرها القصير بقصة صبيانية وتصبغه بالألوان المختلفة.

ويتمحور تركيزها حاليا في التقاط الصور للنساء والأطفال، في رحلة بحث عن النقاء والبراءة، أما فيما يتعلق بالتقاط الصور للرجال، فتمزح قائلة: «لقد التقطت فقط صور القتلى منهم».

قد يهمك أيضًا :


كارلا حداد تغضب متابعيها بسبب تصرف مثير مع جورج قرداحي على "إل بي سي"

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصورة الإيطالية ليتيسيا باتاجليا تؤكد أن صقلية لم تتحرر بعد من المجرمين المصورة الإيطالية ليتيسيا باتاجليا تؤكد أن صقلية لم تتحرر بعد من المجرمين



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 08:24 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

لست ورقة بيضاء

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 05:49 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

6.6 مليارات درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 03:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أصابع الجمبرى بالأرز والبقدونس

GMT 03:23 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.5 درجة يهز جنوب غربي إندونيسيا

GMT 07:17 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الخاتم قطعة مجوهرات لا غنى عنها

GMT 22:43 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

البشير يُشكّل لجنة لتقصي حقائق ما تمر به السودان من أزمات

GMT 15:30 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن تفاصيل حادث حريق أبوظبي

GMT 07:08 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

ضعف المبيعات يدفع "سامسونغ" إلى تعجيل إطلاق Note9

GMT 17:04 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

أصالة تعلن أن حبها لطارق العريان لا تكفيه السطور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates