الصحافي يافوز بايدر يُعلن أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله
آخر تحديث 18:46:47 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

كشف أنَّه هارب من أردوغان واستهجن الهجوم على الصحافة في تركيا

الصحافي يافوز بايدر يُعلن أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الصحافي يافوز بايدر يُعلن أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله

عامل يُغطّي غرافيتي ضد أردوغان بالقرب من مقر جريدة أوزغور غونديم الموالية للأكراد
اسطنبول ـ عادل سلامة

استيقظت صباح الثلاثاء على تنبيه تحذيري من هاتفي وكان هذا هو الروتين في هذه الأيام في ظل استمرار محنة الصحافيين في تركيا، وكان التنبيه التحذيري رسالة نصية من بواب العقار حيث شقتي في إسطنبول وجاء فيها "سيد يافوز دخلت الشرطة شقتك منذ فترة قصيرة بمساعدة صانع الأقفال ولم يتلفوا أو يأخذوا أي شيء أثناء البحث لكنهم تحدثوا عن أمر اعتقال لك"، شعرت بالارتياح قليلا أن المداهمة تمت بالشكل الصحيح على الأقل، واتصلت بزوجتي التي كانت في ساحل بحر إيجه واستيقظت لتوها، ويمكنك تصور شعورها تجاه اقتحام خصوصيتنا، وأدرك تماما أن نتيجة محاولة الانقلاب الفاشلة هي إحباط ما تبقى من الصحافة الكريمة في تركيا، وعندما شاهدت استهداف "شاهين الباي" (72 عامًا) وهو أحد أقوى كتاب الأعمدة الليبراليين في تركيا والصحافية المخضرمة "لالي كامل" التي أرسلت للسجن بسبب مهنتها  أدركت أنه يوما ما سيأتي دوري.
في الأيام التي سبقت الحملة كانت هناك علامات واضحة على التصعيد الوحشي للهجمات ضد حريتنا والتنوع، وبعد الاغلاق الأخير لصحيفة أوزغور غونديم المؤيدة للأكراد واعتقال المثقفين مثل الكاتب أسلي أردوغان داهمت الشرطة صحيفة كردية أخرى هي "أزدية ويلات" في ديار بكر، والقت القبض على 27 موظفًا كرديًا، كما أعتُقل 36 عاملًا في محطة TRT وأرسلوا إلى السجن، وكنا قد بدأنا الأسبوع بضغط هائل علينا يوجه رساله لكل شخص في هذه الصناعة مفادها " كن حذرا"، وماذا بإمكاننا أن نفعل إذا تخلى عنا الساسة الأوروبيون؟، وعلمت صباح الثلاثاء أن مراد أكسوي كان من بين المعتقلين، وهو مُعلق في الصحف المطبوعة والتليفزيون ذو ميول اشتراكية ديمقراطية ولم يخف جذوره العلوية مطلقا، ولا يعد مراد صحفي فقط لكنه أصبح مستشارا صحفيا مؤخرا لزعيم حزب الشعب الجمهوري كامل قليتش دار أوغلو، وفي نفس الصباح الباكر علمت أنه تمت مداهمة منزل علي يورتاغول والذي لا يبعد كثيرا عن موطن إقامتي بالقرب من مضيق البسفور، وكان علي كاتب عمود مثلي في النسخة الإنجليزية من جريدة زمان اليومية حتى تم الإستيلاء عليها وإغلاقها في الربيع الماضي، وكان علي مستشار محترم في البرلمان الأوروبي للشؤون التركية منذ عقود، وعضو في الحركة الخضراء الهولندية.
وقرأت قريبا تقريرًا جديدًا عن اعتقال 35 صحافيًا في ذلك اليوم، وصدرت قائمة جديدة من "أعداء العامة" واحتوت على اسمي، وبحلول مساء الثلاثاء علمنا أن تسعة أسماء على الأقل من القائمة تم اقتيادهم إلى الاحتجاز، ما يعني قضاء حتى 30 يومًا تحت الحبس التعسفي وفقا لأنظمة الطوارئ، ولكن لماذا يحدث كل ذلك؟، وفي هذا المساء لم تساعد جهودي مع المحامي الخاص بي على فهم لماذا يحدث كل ذلك، ولم يكن لدي أدنى فكرة حتى وقت كتابة هذه السطور بما أنا متهم به، لأن المحامي أخبرني " كل الملفات في هذا الاجتياح مُصنفة".
ربما يبدو الأمر وكأنه لغز للقارئ لكننا جميعا الأن نعرف ما هذا النمط المدمر من استهداف الوسائل الصحفية، واتضح ذلك في وقت مبكر منذ احتجاجات حديقة "غيزي"، وكان منطق الحملة سهل ومباشر، حيث تحرص الحكومة التركية الخاضعة لحكم صارم من قبل أردوغان على ملء جدول الأعمال بما تراهم "أعداء الداخل" الذين وصفتهم بالإرهابيين، ووصفت أجزاء كبيرة من وسائل الاعلام التركية بهذا النحو لمجرد النظر إليها باعتبارها تابعة لحركة غولن، ويكاد يُنظر إلى مجمل وسائل الاعلام الكردية التي تخدم مصالح حزب العمال الكردستاني بهذه الطريقة، ولا يتعلق الأمر بما تغطيه أو تعلق عليه ولكن بالمنظمة الإعلامية التي تعمل معها، وطالما كنت شخصا ناقدا لسياسات أردوغان فأنت شخص غير مرغوب فيه، وربما يتم إطلاق النار عليك، ولكن إذا أصررت على الصحافة المستقلة فينتهي بك الطريق إلى المحكمة أو إلقاء القبض عليك.
وتم إبلاغ منصة الصحافة المستقلة (P24) اعتبارا من يوم السبت أن 108 من الزملاء  في السجن، وارتفع العدد في ظل عمليات الاعتقال الأخيرة إلى ما يزيد عن 150 شخص، وغني عن القول أن قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم يأتون على قمة أعداء الصحافة بشكل أعلى من الديكتاتوريات مجتمعة، إلا أن الكثير في الغرب يعتقدون أن هذه المحنة جزء من احتفالات الديمقراطية عقب محاولة الانقلاب الدموية، وأشعر حاليا بالعجز عن الكلام  وشعور مرير للغاية لأنني مجبرًا على منفى اختياري في أوروبا بعيدًا عن بلدي الحبيب الممزق.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافي يافوز بايدر يُعلن أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله الصحافي يافوز بايدر يُعلن أنَّه لم يرتكب خطأ حتى يصدر أمرًا باعتقاله



GMT 00:10 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 صوت الإمارات - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 00:01 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 صوت الإمارات - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 21:45 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:30 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تسريحة الكعكة الناعمة تُعطيك إطلالة جميلة داخل منزلك

GMT 05:42 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المنامة يواصل صفقاته ويتعاقد مع سلمان عيسى

GMT 12:56 2014 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

متفرقات الأحد

GMT 07:24 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الوحدة يشارك بـ 3 زوارق في بطولة العالم للفورمولا 1

GMT 19:50 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم هاني شاكر يدعو لإيمان البحر درويش بالشفاء العاجل

GMT 05:27 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عطوي يفاضل بين 3 أندية للانضمام اليها في الموسم المقبل

GMT 10:17 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الإسكان تبدأ تنفيذ "المليون وحدة" ٢٠ نوفمبر

GMT 17:49 2013 الجمعة ,22 آذار/ مارس

"سمراويت" رواية أريتريا المجهولة

GMT 14:11 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة التنورة مرهونة بطولها المناسب

GMT 18:39 2021 الثلاثاء ,13 إبريل / نيسان

سكودا تكشف سعر أيقونتها الكهربائية "Enyaq iV"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates