الدكتورة بولا حريقة تؤكّد على ازدحام العيادات النفسية بالروّاد المتعبين
آخر تحديث 13:02:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

- أكّدت لـ"صوت الإمارات" أن القلق أخطر أمراض العصر

الدكتورة بولا حريقة تؤكّد على ازدحام العيادات النفسية بالروّاد المتعبين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الدكتورة بولا حريقة تؤكّد على ازدحام العيادات النفسية بالروّاد المتعبين

الدكتورة بولا حريقة
بيروت - ياسمين بشارة

شدّدت المعالجة النفسية الدكتورة اللبنانية بولا حريقة على أحقية وحاجة المريض النفسي ليس فقط الى مصداقية المعالج والطبيب النفسي إنما أيضاً الى إنسانيته في مراحل علاجه. كما رفضت الدكتورة حريقة الثقافة التي تعتبر أن المريض النفسي مجنونًا, وأصرّت في لقائنا على أن لا عمر محدّد للإنسان لخضوعه لعلاج نفسي، على عكس ما يُشاع. إذ ساد منذ زمن بعيد الإعتقاد بأن سن الـ 58 هي العمر الأخير للتدخّل العلاجي النفسي للمرء. لكن، تبيّن لها، ومن خبرتها الشخصية, أن نوع الإضطراب ورغبة الفرد في العلاج هما اللذان يحدّدان هذه السن وليس العكس.

الدكتورة بولا حريقة تؤكّد على ازدحام العيادات النفسية بالروّاد المتعبين


ثقافة نفسية خاصة تمتلكها هذه الباحثة في علم النفس، اكتسبتها بعد سنوات عديدة من الخبرة, خوّلتها نشر أكثر من 240 موضوع نفسي عبر المواقع والصحف والمجلات اللبنانية والعربية, كما حلولها ضيفة دائمة على شاشات التلفزة الأرضية والفضائية اللبنانية والعربية.  

ترى الإختصاصية في علم النفس العيادي والمعالجة نفسية والباحثة والمؤلفة بولا حريقة في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم" أن عملية تقييم العاملين في المجال النفسي لا تأتي وفقًا لعدد المرضى الذين يرتادون عياداتهم, سواء حققوا الشفاء لهم أم لا، بل بعدد المرضى الذين تغيّرت حياتهم بعد تحقيق الشفاء.    

وعن مشاريعها الحاضرة، شرحت حريقة عن تسلمها حالياً مسؤولية برامج الحماية والدعم النفسي والإجتماعي ضمن جمعية Beyond Association ، وهي برامج علاجية متخصّصة تُقدم في الأزمات والنزاعات وحالات الطوارئ. وأضافت شارحة عن أن جمعية Beyond Association  مموَلة ومدعومة من منظمة اليونسيف، يستفيد منها 21 ألف طفل من الأطفال السوريين النازحين في مختلف الأراضي اللبنانية. كما تقوم اليوم بتحضير برامج متخصّصة ضمن محور حماية الأطفال لفئة العاملين بينهم ما بين 6 و 14 عامًا، يستفيد منها أطفال منطقتيّ جبل مِحْسن وباب التبانة في شمال لبنان, ضمن مشروع لمكافحة أسوأ أشكال عَمالة الأطفال مع جمعية Beyond Association أيضًا.
 
وفي إطار سؤالنا عن الفرق بين عالِم النفس Psychologist والطبيب النفسي  Psychiatrist ، شرحت الدكتورة بأن عالِم النفس Psychologist , يجب أن يكون حاصلاً على شهادة دكتوراة واحدة في هذا الإختصاص وفق التصنيفات العالمية. أما بالنسبة الى الطبيب النفسي فهو طالب في كلية الطب ويكون اختصاصه الأمراض العصبية والمخوّل الوحيد لوصف الدواء.

تستطيع الدكتورة حريقة شخصياً تقديم العلاج للناضج والطفل والمراهق معاً.  لأن العلاج النفسي للأطفال، كما قالت، هو واحد من اختصاصاتها الكثيرة في مجال علم النفس، لذلك أصدرت عملها الموسوعي الخاص بهم، وعلى نحوه تعمل حالياً مع الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان. أما بالنسبة الى المراهق فاعتبرت أن له اختصاصه أيضًا لأن تقنيات العلاج الخاصة به تختلف عن تلك المتّبعة مع الطفل ومع الناضج الذي يشكّل اليوم النسبة الأكبر من مرتادي العيادات النفسية.

تقول حريقة إنه غالبًا ما يحتاج المريض النفسي الى معالج نفسي وطبيب نفسي في الوقت ذاته، لا سيّما في أيامنا الحالية حيث أصبح القلق أحد أخطر أمراض العصر كونه نواة العديد من الإضطرابات التي تحتاج الى العلاج الدوائي، ومنها، على سبيل المثال، الفوبيا والإكتئاب ونوبات الذعر والوسواس القهري. وتضيف أنه في حال تبيّن لنا عند وصول المريض أنه يحتاج الى الدواء، فمن الأفضل إستشارة الطبيب النفسي الذي يحدّد العلاج الدوائي أولاً ثم يبدأ التدّخل النفسي العلاجي بعد 15 أو 20 يومًا من أخذ الدواء، كما تنصح.

وافقت المعالجة النفسية على وجود حالات إمتد علاجها النفسي لسنوات بينما بالفعل كانت تحتاج لفترة علاج أقلّ بكثير. وهذا الأمر يعود الى مصداقية المعالج النفسي وإلى إنسانيته فقط. وشرحت أن لديها شخصياً العديد من الحالات التي أمضت سنوات في العلاج من دون أي تقدّم, بل كان وضعها للأسف يزداد سوءًا ، ومنها حالتين كانتا الدافع لها لإعداد المؤلفَين اللذين سيبصران النور قريبًا. الحالة الأولى عن مريض أمضى 11 عامًا في العلاج من دون فائدة وانتهى علاجه في عيادتها بعد 4 أشهر بمعدل جلسة واحدة في الأسبوع, وآخر أمضى في العلاج 14 سنة وانتهى علاجه في عيادتها بعد 6 أشهر بمعدل جلسة واحدة في الأسبوع.

وأكّدت حريقة أن للخبرة أهمية كبرى في موضوع العلاج النفسي، لأنها تمكّن المعالج النفسي من حسن اختيار التقنيات العلاجية الخاصة بكل حالة لتقصير مدّة العلاج, لأن المريض المتعب أساسًا, والذي تتأثر حياته كلها بوضعه النفسي، لا يستطيع أن ينتظر سنوات لتتحسّن حاله وتتغيّر حياته.

وأوضحت الدكتورة حريقة أنه عندما يدرك الشخص أن حياته ليست بخير بشكل عام، وأن علاقته مع الآخرين أكان في المنزل أو العمل أو المجتمع مصابة بخلل معيّن، وأنه عاجز عن إيجاد الحلول لمشاكله، ناهيك عن شعوره بالوهن الداخلي، عليه أن يدرك أنه ليس على ما يرام ويتوجّه فوراً الى المعالج النفسي. إلا أن الثقافة التي تعتبر المريض النفسي مجنونًا كما تقول, وهذا خطأ فادح في مجتمعنا الشرقي، تحول دون قيام بعضهم بالأمر، فهي تعتبر أنه كما يعْتلّ الجسم تعتلّ النفس أيضاً. ومن الأسباب الأخرى أيضًا هي تكلفة العلاج التي لا تغطية لها من الضمان الاجتماعي أو شركات التأمين، والإعتقاد الخاطئ بأن العلاج يحتاج لسنوات وهذا خطأ أيضًا. لكن السبب يعود الى بعض المعالجين النفسيين الذين أرادوا جني الأرباح بدل التعامل الإنساني مع المرضى.


وتضيف حريقة أن منظمة الصحّة العالمية أكدّت في بيان رسمي لها أن 83% من الأمراض التي تبدأ بمجرد الحساسية وصولاً الى السرطان سببها نفسيّ.

أما الحالات النفسية الأكثر شيوعاً في الوقت الحاضر فعدّدت الدكتورة حالات القلق، الإكتئاب، المخاوف المرضية، نوبات الذعر، الوسواس القهري، محاولات الإنتحار، الإضطراب الوجداني الثنائي القطب، الخلافات الزوجية والطلاق والإدمان بمختلف أنواعه ( النرجيلة، المخدرات، الألعاب الإلكترونية... )، كما المشاكل الجنسية ومن أهمها إضطراب الهويّة الجنسية.
 


وأكّدت حريقة عن وجود صحّة نفسية نسائية وأخرى خاصة بالرجال من حيث الفوارق النفسية والتربوية والإجتماعية والفيزيولوجية بين الجنسين.
 
وعن رواج العلاج النفسي نسبيًا في السنوات الأخيرة بعدما كان مغموراً في الماضي، قالت حريقة إنه لم يكن مغموراً بل كان مرفوضًا في دولنا العربية, واليوم أصبح رائجًا لشدّة الحاجة اليه. فالغالبية اليوم منا تعاني من القلق والخوف على المستقبل وعدم الاستقرار النفسي وكل الاضطرابات الأخرى الناجمة عن الوضع الحالي المأزقي في الوطن العربي, لذلك تزدحم العيادات النفسية بالروّاد المتعبين.

أما الثقة بالمعالِجة النفسية بالنسبة الى الرجال فتعود، كما قالت حريقة، الى  مسألة الثقة التي تتعلق بمصداقية المعالج وإنسانيته وخبرته وقدرته على تطويع التقنيات العلاجية لمصلحة المريض. أما بالنسبة إليها فقد عملت كباحثة، ولسنوات طويلة على ابتكار تقنيات علاجية خاصة بي، ثم عملت على تطويرها وفق الحالات التي عالجتها، مما أفضى النتائج المرجوة.

ونفت الباحثة حريقة عن أن هناك حالات إضطرابية تؤدي بالمريض الى الانتحار وتَستعصي على الطبيب معالجتها، إلا في حال كان المريض لا يتناول الدواء في أوقاته ولا يتابع جلسات العلاج بانتظام. أما بالنسبة الى العنف فغير مسموح أساسًا ضمن العلاج النفسي، لكن في حالات خاصة، تضيف حريقة، يمكنها اللجوء الى ما يُسمى بالعلاج الصدمة، وهو تقنية علاجية تفاعلية بين المعالج والمريض تعطي زخمًا للعلاج ومفيدة للغاية.

أما  في حالات تعلّق المريض بطبيبه فلم تنف حريقة الأمر، إلا أن على المعالج أن يستثمر هذه العلاقة بالإتجاه الصحيح. وقد عمدت حريقة في حديثنا عن الموضوع على التفريق بين إستغلال العلاقة واستثمارها. ففي الإستغلال إطالة وفائدة مادية، وفي الإستثمار خير المريض والشفاء السريع. ثم يبقى على المعالج أن يعيد العلاقة الى وضعها الطبيعي في الوقت المناسب بحيث لا يتأثر المريض بشكل سلبي.
 
أما المفاهيم الخاطئة عن الطب النفسي فهي أن بعض العاملين في هذا المجال يطيلون مدة العلاج فيستغلون المرضى تحقيقًا للربح المادي.


مؤلفات المعالجة النفسية الدكتورة بولا حريقة

- موسوعة الأسرة الحديثة بسيكوبيديا، موسوعة الطفل من الحمل إلى البلوغ، 18 مجلّدًا، صادرة عن دار نوبليس 2001.
- مشاركة مع المؤرخ "طوني مفرّج" في إعداد موسوعة قرى ومدن لبنان، 24 مجلداً، صادرة عن دار نوبليس.
- مشاركة مع المؤرخ "طوني مفرّج" في إعداد موسوعة عالم الأديان، 24 مجلداً، صادرة عن دار نوبليس 2004
- قريبًا في الأسواق كتابان أوّلان من سلسلة الشفاء النفسي الذاتي كما بحث أسبوعي سيُنشر في مجلة علمية أميركية.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدكتورة بولا حريقة تؤكّد على ازدحام العيادات النفسية بالروّاد المتعبين الدكتورة بولا حريقة تؤكّد على ازدحام العيادات النفسية بالروّاد المتعبين



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 08:24 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

لست ورقة بيضاء

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 05:49 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

6.6 مليارات درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 03:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أصابع الجمبرى بالأرز والبقدونس

GMT 03:23 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.5 درجة يهز جنوب غربي إندونيسيا

GMT 07:17 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الخاتم قطعة مجوهرات لا غنى عنها

GMT 22:43 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

البشير يُشكّل لجنة لتقصي حقائق ما تمر به السودان من أزمات

GMT 15:30 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن تفاصيل حادث حريق أبوظبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates