المئات يفترشون الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب
آخر تحديث 15:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

المئات يفترشون الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المئات يفترشون الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب

السوريين يفترشون الأرصفة أو الحدائق العام
دمشق ـ نور خوام

مشاهد الذين يفترشون الأرصفة أو الحدائق العامة صارت من الملامح المألوفة والاعتيادية في سوريا التي تركت سنوات الحرب الثمانية ندوبا كثيرة على ملامحها، "أن أنام على فراش رقيق من الإسفنج، تحت سقف لا يخترقه المطر، صار حلما، شعرت أمس أنه صعب المنال" يقول أبو إبراهيم، وهو يصف ليلة الأمس التي فاجأه فيها المطر كغيره من "نزلاء الحدائق"، ونهض باحثا عن سقف يمضي ليلته تحته.

وقبل ساعات من المطر الغزيز الذي تساقط على دمشق، كانت أم أحمد القادمة من القامشلي لإجراء عملية في الغدة الدرقية تتحدث عن ليلتها الثامنة تحت سماء الحديقة المقابلة لمشفى المواساة، أحد أكثر مستشفيات سوريا شهرة واكتظاظا:

كانت وزوجها يفترشان بضع قطع قماش على الأرض، تغطيهما "بطانية" واحدة في ليلة باردة، تنذر بالمطر.

وفي اليوم التالي تتحدث كيف باغتها المطر، ولم تجد كغيرها سوى الذهاب إلى المشفى، رغم أن الباب المفتوح لم يرد البرد عنها.

"بكيت"، تقول أم أحمد، بل كدت أختنق: ( صعب صعب كتير والله كأنك حطيت المشنقة بحلقي" ثم كلام زوجها أبو أحمد  يقول: بس إيش ما بي فَيْ، أو دروة وشقد تطول الأمور معانا ما حدا يعرف)

أسرة كاملة
أسرة محمود أيضا لا تعرف إلى متى ستبقى تحت السماء، أسرة كاملة لا سقف لها سوى أوراق شجرة: رجل مع أمه، وزوجته، وأخته المصابة بكسر في الحوض، واثنين من أبنائه.

غادروا البوكمال منذ سنوات، هو لا يتذكرها بالضبط، ومؤخرا غادروا منزلا كانوا يستأجرونه في جرمانا بعد أن رفع صاحب البيت السعر إلى نحو 90 ألف ليرة، ومن جديد عاد إلى الحديقة، وهناك وسط العاصمة يجلس مع العائلة، ينتظر موعدا حدده لهم المشفى للمراجعة، لمتابعة علاج أخته التي لا تستطيع الحراك:
( "والله صارلنا يجي 8 تيام هين)

لمحمود ولدان ليسا في المدرسة، أسأله عن الأكبر الذي تجاوز الثانية عشرة من عمره، دون أن يدخل المدرسة، يبتسم: "أنا ما أقدر أشتريله دفتر واحد"

فندق ليوم واحد
تختلف الأسباب وربما الأعداد، لكن الظاهرة تستمر، ومنذ أن بدأت الحدائق والأرصفة تستقبل نازحين من مناطق ومحافظات أخرى، صار يمكن أن تجد معالم حياة خاصة بـ "نزلاء الحدائق" في وسط دمشق (التي بقيت نسبيا بعيدة عن الدمار): أطفال يحاولون أن يألفوا الحياة، باعة الشاي والسندويش، باعة الأغطية، عروض الفنادق الرخيصة لكن الباهظة بالنسبة لهم.

إحدى المقيمات في الحديقة، اعتادت النوم في مكان آخر قريب حيث تنضم إلى زوجها الذي يحول "بسطة" تجارته الرخيصة، إلى فراش للنوم، كما اعتادت أن "تستأجر" غرفة في أحد الفنادق المجاورة كي تقضي يوما يكون الهدف الأساسي منه الاستحمام.

أجرة الليلة الواحدة في الفنادق المجاورة وسط العاصمة تتراوح بين ألفي ليرة، وحتى ثمانية آلاف، وهي مبالغ دون استطاعة معظم الذين يفترض أن تكون تلك الفنادق مخصصة لهم.

لهذا، وكي لا يقضي بعض أصحاب الفنادق أيامهم في "كش الذباب" كما قال أحد العاملين هناك، فإنهم يقدمون عروضا متباينة: تأجير غرف مشتركة، أو أسرة ضمن غرفة واحدة، بأسعار "رمزية"، لكنها لا تتدنى إلى ما دون الألفي ليرة، وهو ما دفع أحدهم لاستثمار منزله ليصير فندقا "على قد الحال" بلا أسرّة، ولا "تفييش" ولا أي شيء يكفي فقط 800 ليرة أجرة تأمين "المنامة تحت سقف، وبين جدران" وفقط.

وحتى هذا العرض دون استطاعة آخرين، فلجأوا إلى العرض الأرخص: تأجير الفراش، أو البطانية، دون سقف أو جدران طبعا.

أجرة "الطرّاحة" أو البطانية: 200 ليرة في اليوم، ورغم أنه العرض الأرخص، يبقى دون استطاعة البعض، يتحدث أبو إبراهيم عن تلك "الكرتونة" التي يفرشها ويستلقي، ويتنهد "الصباح رباح

قد يهمك أيضًــــــــــا:

القوات العراقية تعلن القضاء على 5 متطرفين حاولوا التسلل عبر الحدود السورية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المئات يفترشون الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب المئات يفترشون الحدائق العامة والأرصفة في سورية بعد 8 سنوات من الحرب



GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates