صحافي أميركي ينأى بنفسه عن سياسات دونالد ترامب الخارجية
آخر تحديث 22:01:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أُدين بالتجسس بمُحاكمة مُغلقة في طهران 2015

صحافي أميركي ينأى بنفسه عن سياسات دونالد ترامب الخارجية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - صحافي أميركي ينأى بنفسه عن سياسات دونالد ترامب الخارجية

واشنطن بوست
واشنطن يوسف مكي

كانت خطة الصحفي الأميركي جيسون رضيان بصفته رئيس مكتب واشنطن بوست في طهران إمتاع القراء بحكايات مبهجة عن إيران المغلقة بشكل كبير أمام العالم الخارجي، وكان رضيان ينتوي نقل القصص إلى القراء وليس أن يصبح هو جزء من قصة أخرى،ويعتبر رضيان واحد من أكثر الصحافيين المؤهلين لإخبار القراء بالقصص بوصفه ينتمي إلى أم أميركية وأب إيراني، إلا أن خطة رضيان توقفت قبل 6 أسابيع عندما كان يصور فيلم " أجزاء غير معروفة" الذي يناقش الثقافة والتراث الإيراني مع أنتوني بوردان، ثم أعتُقل رضيان من قبل السلطات الإيرانية في 22 يوليو/ تموز 2014، وأدين بالتجسس في محاكمة مغلقة في إيران عام 2015.

وكانت الاتهامات الموجهة إلى رضيان قاسية، ففي طهران أتُهم بأنه جاسوسًا أميركيًا على رأس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ففي إيران دولة الملا يعتبر الأميركيين أعداء النظام الإيراني اللدود، وأخبر رضيان أنه في حالة اعترافه بكل شيء يمكنه الرحيل إلى الولايات المتحدة، لكن رضيان أصر على أنه مجرد صحافي وليس عميلا لوكالة المخابرات المركزية، ولم يكن ذلك ما ترغب في سماعه السلطات الإيرانية، لذلك ألقي رضين في الحبس الانفرادي وأصبح معزولا تماما عن العالم بلا محام أو راديو أو تليفزيون.

إقرأ أيضا .. 

طالب أميركي يتّهم صحيفة "واشنطن بوست" بالتشهير به

وفي حديث له مع "بزنس انسيدر" انتقد رضيان بشدة النظام متحدثا عن الظلم والإرهاب، وهي نفس الكلمات التي تأتي على ذهن ترامب عندما يتحدث عن إيران، وينأى رضيان بنفسه عن سياسات الرئيس ترامب بشأن إيران واصفا إياها بأنها "مضللة وغير مطلعة".

ويمكن استيعاب قصة رضيان في سياق المشهد السياسي الكبير، حيث تعكس قضيته الصرار المرير على السلطة بين إيران  والولايات المتحدة وفي ثنايا القيادة الإيرانية ذاتها، ويتزامن اعتقال رضيان مع الوقت الذي طرح فيه أوباما سياسات انفراج جديدة تجاه إيران ما أدى إلى مفاوضات صعبة بشأن البرنامج النووي للبلاد، وتلقت إيران تعليمات جديدة بتجميد البرنامج كما طالب الأمريكيون، ويصبح السؤال هنا بشأن تكلفة ذلك.

وانقسم النظام الإيراني ذاته إلى قسمين، الأول هم المعتدلون حول الرئيس حسن روحاني الذين أرادوا انفتاح البلاد، والثاني هم قسم المحافظين يمن فيهم الحرس الثوري الغيراني الذين لا يثقون بالولايات المتحدة الأمريكية ورفضوا الثفقة، وأخيرا المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي وهو الرجل الأقوى في الدولة والذي اتخذ موقفا وسطا بين القسمين، وأصبح رضيان بطريقة ما بيدق  المحافظين في صراعهم على السلطة مع المعتدلين، وفي الوقت نفسه كان بيدق في مفاوضات إيران النووية مع الولايات المتحدة.

وحظي رضيان بحلفاء أقوياء متمثلين في عائلته وفريق واشنطن بوست، والذين ضغطوا على حكومة الولايات المتحدة والنظام الإيراني لإطلاق سراحه، إلا أن حراس السجن حاولوا إقناعه بأن الجميع تخلى عنه، ويقول رضيان "كانت مهمتهم غرس الخوف داخلي، من خلال وضعي في الحبس الانفرادي، كانوا يرغبون في تضليلي وفصلي عن الواقع الخارجي"، وبعد انقضاء49 يوم انتهى الحبس الانفرادي ووضع رضيان مع سجين آخر، حيث أمكنه مشاهدة التليفزيون الحكومي الإيراني، وتابع رضيان " بث التليفزيون العديد من الدعاية، لكن الأمور أصبحت واضحة، لم أستطع فهم ما يحدث بالضبط لكني فهمت على الأقل أن هناك محاولات لتحريري".

ومن الغريب أن الحكومة الإيرانية المعتدلة أصبح لديها شكوك بشأن الاتهامات الموجهة ضد رضيان، حتى أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وصفه بأنه "مراسل جيد" وفقا لصحيفة واشنطن بوست، وأعرب عن أمله في تبرئة رضيان في المحكمة، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث حُكم على رضيان بالسجن في أكتوبر 2015 لمدة غير محددة، إلا أن أزمة رضيان انتهت فجأة كما بدأت في 16 يناير 2016 بعد قضاء 544 يوما في السجن.

ويقول رضيان متذكرا وقت اعتقاله: "شعرت بخيبة أمل شديدة لأنني كصحفي معروف أغطي أخبار البلاد بشكل قانوني وشفاف تعرضت للمعاناة لفترة طويلة، وكان غضبي موجه دائما للأشخاص الذين أخذروني كرهينة والأشخاص داخل النظام الإيراني، وكنت أتمنى في ذلك الوقت أن تفعل الحكومة الأمريكية المزيد من أجلي"، وعلم رضيان فيما بعد أن إدارة أوباما أمضت شهورا في التفاوض على إطلاق سراحه سرا وبشكل منفصل عن المحادثات النووية.

وعلى الرغم من الظروف القاسية التي مر بها رضيان إلا أنه يبدو محظوظان حيث أتاحت الصفقة النووية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وربما لم يكن من قبيل الصدفة إطلاق سراح رضيان، وتوقيع الاتفاق النووي في نفس اليوم، وأضاف رضيان "كان التوقيت مهما للغاية"، وأعلن أوباما حينها "لقد حققنا هذا الإنجاز التاريخي من خلال الدبلوماسية دون اللجوء إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط"،إلا أن ملامح المشهد الأمريكي تغيرت حيث لم يعد أوباما في الحكم، وأصبح دونالد ترامب الرئيس الأمريكي.

وانتهت سياسات الانفراجة ووضعت الولايات المتحدة إيران تحت ضغط هائل، وفي المقابل تفاعلت إيران، وأصبح الأمريكيون مرة أخرى مجددا سجناء في أرض الملا، وتبدو فرص إطلاق سراحهم ضئيلة، وأوضح رضيان " عندما انسحب ترامب من الصفقة النووية أول ما فكرت فيه أن الأمريكيين المحاصرين في إيران سيظلوا عالقين هناك لفترة طويلة جدا، وتتضاءل فرص إطلاق سراحهم، وهذا ما يكسر قلبي".

وانتقد رضيان جهود الحكومة الأمريكية الحالية لعزل إيران عن بقية العالم، مضيفا " كان الاتحاد السوفيتي أكبر عدو للولايات المتحدة في الحرب الباردة ولكن كانت هناك دائما محادثات واتصالات"، إلا أن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة أصبحت مختلفة إلى حد كبير الآن، حيث يتبادل الجانبان التهديدات، وقال رئيس الوزراء الإيراني حسن روحاني العام الماضي "إن على الأمريكيين أن يدركوا أن الحرب مع إيران هي أم كل الحروب، وأن السلام مع إيران هو أم السلام ككل" وفقا لما أشارت إليه رويترز.

ورد ترامب بتغريدة كتبت بحروف كبيرة على تويتر " إياك أن تهدد الولايات المتحدة أبدا وإلا ستعاني من عواقب مثل تلك التي عانت منها قلة على مر التاريخ"، وتبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها لعزل إيران وشل اقتصاد البلاد بالعقوبات، كما أن حظر السفر الذي أصدره ترامب يمنع الإيرانيين من القدوم إلى الولايات المتحدة، وأضاف رضيان " لقد قطعنا كل الاتصالات الإنسانية، وفي الوقت نفسه تقول الحكومة الأمريكية إنها تدعم تطلعات الشعب الإيراني، لكن كلامها لا يتفق مع أفعالها، فالعقوبات والقيود المفروضة على تنقلات الشعب الإيراني لا تعيق النظام لكنها ببساطة تعززه".

وأوضح رضيان أنه على العالم السماح للعب الإيراني بأن يكون لهم رأي، معربا عن تفضيله سياسات أوروبا تجاه إيران عن سياسات ترامب، مضيفا " ربما ترى أوروبا في إيران شريكا محتملا يمكن العمل معه فيما يتعلق بقضايا التجارة والأمن الإقليمي، وهو ما لا تستطيع فعله إدارة ترامب، كما تدعم من ناحية أخرى نظام المملكة العربية السعودية الذي يقال أنه قتل الصحفي جمال خاشقجي، ويشن حربا غير إنسانية في اليمن، على الأقل تدرك أوروبا أنه يجب تعديل ميزان القوى في الشرق الأوسط".

وتوجد مشاكل لدى أوروبا مع إيران، فهناك أربعة مواطنين ألمان محتجزين حاليا في سجون إيران، ولم يتضح عدد المعتقلين لأسباب سياسية، ولا تخجل إيران من إلقاء مواطني الاتحاد الأوروبي في السجن لأسباب غير واضحة تماما.

واستأنف رضيان وظيفته في كتابة القصص بشكل أفضل، حيث نشر كتابه "سجين" في يناير هذا العام، حيث سرد فيه تفاصيل وقته في سجن إيران الأكثر شهرة، كما طرح فيه صورة أكثر شمولا عن إيران، وتمسك رضيان بعلاقاته مع إيران بطريقة أخرى، فلا يزال يكتب عموده في واشنطن بوست عن السياسة الإيرانية، لكنه لم يخاطر بالعودة مرة أخرى منذ 2016.

قد يهمك أيضا .. 

إيران تفرج عن زوجة مراسل صحيفة "واشنطن بوست" في طهران

تمديد توقيف مراسل "واشنطن بوست" في إيران

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافي أميركي ينأى بنفسه عن سياسات دونالد ترامب الخارجية صحافي أميركي ينأى بنفسه عن سياسات دونالد ترامب الخارجية



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:04 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة
 صوت الإمارات - الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 09:02 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي عهد الفجيرة يشهد احتفالية اليوم العالمي للتسامح

GMT 08:18 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

GMT 07:55 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

"دوران" يشارك في مسابقة أفضل الأفلام القصيرة في كاليفورنيا

GMT 21:15 2014 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة فلسطين في "مونديال" القاهرة رسالة بأننا شعب حي

GMT 15:44 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بدء التصويت في الانتخابات التشريعية في البرتغال

GMT 10:18 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

معرض الكتاب يناقش مستقبل "النشر الإلكتروني" في مصر

GMT 12:49 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تجارب سريرية تكشف دور فطر "البسيلوسيبين" في علاج الاكتئاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates