التعاون الاقتصادي بين الصين ودول الشرق الأوسط

مبادرة "حزام واحد وطريق واحد" التي اقترحتها الصين، أصبحت التبادلات الاقتصادية والتجارية بين دول الشرق الأوسط والصين أكثر حيوية، كما أنها وفرت فرص تنمية كبيرة لدول الشرق الأوسط.

تجدر الإشارة إلى أن الصين استثمرت 29.5 مليار دولار أمريكي وتمثل 31.9٪ من إجمالي الاستثمارات الإقليمية، ما يجعلها أهم مستثمر في الشرق الأوسط.

وارتفع مستوى التعاون الاقتصادي بين الصين والدول العربية بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، لذلك ليس من المستغرب أن تصبح الصين المستثمر الرئيسي في الشرق الأوسط هذا العام.

وقال إبراهيم الغيطاني الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية في مصرـ منذ فترة طويلة، لم يقتصر التعاون بين الجانبين على النفط والغاز فحسب، بل لعبت الشركات الصينية أيضًا دورًا مهمًا في الاستثمار في البنية التحتية في الشرق الأوسط.

وتشير الاحصائيات إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية، استثمرت الشركات الصينية في الشرق الأوسط في مشاريع الاتصالات الإلكترونية وتجارة التجزئة، وارتفع حجم التجارة بين الصين والشرق الأوسط من 20 مليار دولار إلى 230 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يكسر حجم التجارة الثنائية بحلول عام 2020 الـ 500 مليار دولار.

وأوضح عناني أن "البيانات في الاحصائيات تؤكد بشكل كامل على إنجازات الصين في دخول سوق الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن بعض الدول العربية تأثرت بالاضطرابات السياسية، والآن يتسارع معدل الانتعاش في بيئة الاستثمار العربية، وهو أمر لا ينفصل عن استثمارات الصين".

وفي السنوات الأخيرة، حقق التعاون الاقتصادي الصيني العربي نتائج رائعة في العديد من المجالات، بعد ما يقرب من 10 سنوات من جهود البناء، وعلى المستوى الأفريقي جذبت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وإثيوبيا ما يقرب من مليار دولار أمريكي واستقرت حوالي 70 شركة في المنطقة.

ووقعت الصين في إبريل الماضي على إنشاء 10 شركات كدفعة أولى للعمل في منطقة المدينة الصناعية الصينية- العمانية بالدقم، كما وقعت مذكرة تعاون كمستثمر أجنبي وحيد في تنفيذ مشروع مدينة محمد السادس للتكنولوجيا في طنجة، والذي يشتمل على مجالات الفضاء، السيارات،  التجارة الإلكترونية والبيئة والنقل بالسكك الحديدية وذلك تشجيعا لمدينة طنجة وحتى المغرب ككل على التصنيع.  

وتحتاج دول الشرق الأوسط إلى تحول صناعي لتسريع التنمية. وتعمل الدول العربية ممثلة في مصر على تعزيز صناعتها وتحسين قدرتها، وتسعى دول الخليج إلى التنويع الاقتصادي والصناعي. وخلال عملية تعزيز التصنيع، يمكن للصناعات الكثيفة العمالة تعزيز الحيوية الاقتصادية الوطنية وخلق فرص العمل. وأصبحت التجربة الناجحة لبناء "مجمعات صناعية" في الصين تحظى بشعبية كبيرة بعد ادخالها الشرق الأوسط، كما تتعاون بعض الدول بنشاط مع الصين لبناء مجمعات صناعية.

ويتقدم التعاون المالي بين الصين والشرق الأوسط بشكل مطرد، مما يفضي إلى استخدام اليوان في المعاملات عبر الحدود من جانب المؤسسات والمؤسسات المالية في المنطقة، ما يزيد من تعزيز التجارة الثنائية وتيسير الاستثمار.

وحقق الاستثمار الصيني في الدول العربية، وخاصة في السنوات الأخيرة، تقدماً كبيراً، حيث أتاحت مبادرة "حزام واحد وطريق واحد" التي اقترحتها الصين فرصة نادرة لتنمية اقتصاد الشرق الأوسط.

وقدمت الصين تكنولوجيا متقدمة إلى دول الشرق الأوسط وساعدت الدول العربية على تحقيق قفزة في التنمية. وفي الوقت نفسه، بدأت شركات التكنولوجيا الفائقة وعلى رأسها هواوي وزتي في الوصول الى بلدان الشرق الاوسط، حيث فازت تقنية 5G هواوي بسوق ضخمة في الشرق الأوسط.