حلم المنتخب الإماراتي في الوصول إلى كأس العالم في روسيا لايزال قائمًا

لم يفقد المنتخب الوطني حظوظه في تحقيق حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، على الرغم من الخسارة القاسية أمام المنتخب السعودي بثلاثة أهداف نظيفة على استاد الجوهرة في جدة، ضمن مباريات الجولة الرابعة من تصفيات الدور الآسيوي الحاسم، لكنه أصبح مطالباً بالاستفادة من الدروس التي خرجت بها المواجهة الأخيرة على الصعيدين الفني

والتكتيكي. وتراجع المنتخب الوطني إلى المركز الرابع برصيد ست نقاط خلف السعودية المتصدرة (10 نقاط) وأستراليا الثانية (8) واليابان الثالثة (7 نقاط)، ما يعني أن مهمة المنتخب باتت صعبة نسبياً، لكنها موجودة.

وفقد نجم خط وسط المنتخب الوطني، عمر عبدالرحمن، خطورته بسبب الأدوار الدفاعية التي ظهر بها خلال اللقاء، ما جعله يقوم بدور لاعب المحور في الكثير من الكرات، ومع كل عودة لعموري إلى المنطقة الدفاعية يتسبب في زيادة المسافة بينه وبين خط الهجوم، وهو ما منح خط دفاع المنتخب السعودي أريحية تامة خلال أوقات المباراة، ومع ذلك استطاع اللاعب أن يصنع بعض الفرص لزملائه، لكنها لم تساعد في الوصول للشباك.

وربما يكون "الأبيض" حقق مبتغاه في إنهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي، وواصل كفاحه الدفاعي أمام الهجمات الخطرة حتى منتصف الشوط الثاني من اللقاء، لكنه دفع ثمن التكتل الدفاعي على الطريقة الإيطالية المعروفة بـ"الكتناتشو" غالياً، خصوصاً أنه منح أصحاب الأرض فرصة نقل المباراة الى نصف ملعب "الأبيض" الذي اكتفى بالاستماتة الدفاعية، وبمجرد قبوله لأول هدف بواسطة البديل فهد المولد انهار الجدار الدفاعي لتتوالى الأهداف، وتفشل خارطة الطريق للحصول على نقطة التعادل.

وحققت التشكيلة التي دفع بها مدرب المنتخب مهدي علي أمام تايلاند الفوز، لكن التغيرات التي أجراها في لقاء السعودية بمشاركة أحمد خليل بجوار علي مبخوت منذ البداية، ووضع المجتهد سالم صالح في دكة البدلاء تسببت في استنزاف خليل لمخزونه البدني، في الوقت الذي كان فيه خط الدفاع السعودي لايزال يحتفظ بكامل لياقته البدنية وتركيزه.

كما تسبب خروج لاعب المحور طارق أحمد الذي ظهر بصورة مميزة في لقاء تايلاند وواصل بالمستوى نفسه أمام السعودية في زيادة الضغط على خط الدفاع، وترك طارق مكانه للاعبي المنتخب السعودي الذين استفادوا من خروجه بصورة صحيحة، وتشتت بديله حبيب الفردان ما بين القيام بدور المحور وبين تقديم الزيادة العددية في حالة الهجوم.

وقدم المنتخب الوطني شوطاً أول جيداً نسبياً تقاسم فيه الأداء مع أصحاب الأرض، كما تساوى فيه الطرفان في نسبة الاستحواذ 50%، لكن النسبة تراجعت في الشوط الثاني ووصلت إلى 48%، وفقاً لإحصاءات الاتحاد الآسيوي، وبلغت نسبة الهجمات الخطرة في الشوط الأول 18% وفي الشوط الثاني 24%، في حين ظلت نسبة جميع الهجمات ثابتة خلال الشوطين عند 39%، بينما تراجع أداء الدفاع في الشوط الثاني، حيث بلغت نسبة الكرة في وضع آمن 37% مقابل 43% في الشوط الأول، وتظهر الإحصاءات أن المنتخب سدد ست كرات في الشوط الأول مقابل تسديدتين فقط في الشوط الثاني.

وحصل المنتخب الوطني على دفعة معنوية كبيرة بعد فوزه الثمين على حساب مستضيفه الياباني في الجولة الأولى من التصفيات، لكنه في الوقت نفسه منح الجهاز الفني واللاعبين ثقة مفرطة بأن "الأبيض" قادر على أن يكون الحصان الأسود للمجموعة وحصد النقاط من خارج ملعبه، فبعد فوزه على نظيره التايلاندي رغم الأداء الباهت لم يراجع الجهاز الفني العقلية التكتيكية ليستفيق بالخسارة من السعودية.