دوري الخليج العربي في الإمارات بين ثبات الصدارة وتجرع المرارة

تمضي الأيام، وتتسارع الأسابيع تتلاحق الأحداث، فما تمر جولة إلا وتلاحقها أخرى بين دوري وكأس حتى وصل دوري الخليج العربي الإماراتي إلى الجولة الرابعة التي تنطلق مساء الخميس بمباراتين على أن تستكمل يومي الجمعة بثلاث مباريات والسبت بمباراتين، ولا تعترف كرة القدم بالفوارق الفنية والإمكانيات المادية بين الفرق، وكذلك فارق النقاط والترتيب،

ولكنها تعترف فقط بالجهد المبذول داخل المستطيل الأخضر من حيث استغلال الفرص التهديفية المتاحة، والصلابة الدفاعية، وصناعة الألعاب المؤثرة التي تتيح للمهاجمين الوصول بكثافة إلى مناطق الضعف في صفوف المنافس والتسجيل.

ويمكن لنتائج هذه الجولة أن تحدث تأثيرًا كبيرًا وتبديلاً في ترتيب بعض الفرق، على سبيل المثال المباراة الأولى بين الشارقة صاحب المركز التاسع برصيد 3 نقاط وفريق الظفرة متذيل الترتيب بلا نقاط، فوز الظفرة يصعد به ثلاث درجات في سلم الترتيب شريطة خسارة دبا الفجيرة وبني ياس والإمارات، بينما فوز الشارقة يحجز له موقعا بين الخمسة الكبار تبعًا لنتائج الفرق التي تسبقه في النقاط والترتيب.

وعندما يحل الوصل خامس الترتيب ضيفًا على الوحدة السادس سيكون اللقاء مؤثرًا على وضع الفريقين نظرًا لتقاربهما في النقاط فالوصل لديه 6 نقاط ويليه الوحدة 5 نقاط، وسيحاول الوحدة استغلال عاملي الأرض والجمهور لتخطي الوصل والوصول الى النقطة الثامنة والصعود إلى مركز الوصافة في حال خسارة الجزيرة وتعادل الأهلي والعين، بينما فوز الوصل يصل به إلى النقطة التاسعة يمكن أن تضعه على قمة الترتيب إذا سارت نتائج الفرق الأخرى طبقا لما يتمنى. 

أما مباريات الجمعة فيستضيف اتحاد كلباء نظيره الجزيرة والفوز طموحهما، كلباء العاشر برصيد 3 نقاط لتعويض خسارة الجولة الثالثة أمام حتا والوصول إلى المنطقة الدافئة، والجزيرة للبحث عن النقطة العاشرة للتصدرعلى أمل تعثر الشباب صاحب الصدارة حيث سيكون ضيفا ثقيلا على فريق الإمارات المتعطش للفوز الأول الذي يعتبر طوق النجاة بالنسبة له قبل أن يداهمه الوقت ويجد نفسه مرشحًا بقوة للعودة الى دوري الدرجة الأولى.

وسيكون اللقاء المثير الذي سيجمع بين العميد ثامن الترتيب والزعيم الرابع في ملعب آل مكتوم في نادي النصر فرصة لفريق النصر للعودة من جديد بعد الانطلاقة المتعثرة بالخسارة في مباراتين، والعين سيحاول هو الآخر استغلال حالة النشوة التي يعيشها بالوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا والاحتفال مع جماهيره من خلال تحقيق الفوز على العميد للاستمرار كذلك في المنافسة على صدارة الدوري.

وتنتهي مباريات الجولة الرابعة من دوري الخليج العربي السبت إذ يجمع اللقاء الأول بين بني ياس المترنح والبعيد عن مستواه والذي يقبع في المركز الثاني عشر، وفريق حتا المنتشي بالفوز على اتحاد كلباء في الجولة الماضية والوصول إلى المركز السابع، وسيكون على السماوي إثبات أنه فريق كبير، وأن الخسارتين والتعادل في الجولات الثلاث الماضية كانت مجرد

كبوة، وأن الفريق يمرض ولا يموت، في حين سيحاول حتا الملقب بالإعصار التعبير عن نفسه بصورة أكبر والدخول إلى مناطق المنافسة، وأنه صعد إلى دوري المحترفين ليبقى وليس مجرد زائر ثم يعود إلى الدرجة الأولى.

وسيكون الأهلى في شبه نزهة حين يستضيف على ملعبه باستاد راشد، دبا الفجيرة الذي فرط في المدرب الألماني ثيو بوكير، والتعاقد مع البرتغالي باولو سيرجيو والذي يحتاج للمزيد من الوقت لنقل فكره الخططي إلى اللاعبين.ويسعى دبا الفجيرة خلال المباراة لإحداث مفاجأة وتحقيق الفوز على الأهلي الذي يرى أنه البطل وأن مكانه الطبيعي هو القمة لما لديه من لاعبين وجهاز فني لا يشق لهم غبار، وإن كانت كرة القدم لا تعترف بكل تلك الفوارق إذ يمكن أن تحدث المفاجأة ويفوز دبا لتكون بارقة أمل له للابتعاد عن شبح الهبوط.

وفي المقابل ستكون خسارة الأهلي علامة استفهام كبيرة يجب التوقف عندها كثيرا بالفحص والتحليل، بينما الفوز يقربه من العودة إلى مكانه الطبيعي على القمة للتنافس بروح رياضية على اللقب مع الكبار العين والجزيرة والشباب والوحدة والوصل وكل ذلك يصب في صالح الدوري والجماهير والمنتخب الإمارات.