جوزيه مورينيو

واصل لايبزيغ الألماني وأتالانتا الإيطالي مغامرتهما التاريخية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وذلك ببلوغهما الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخهما عن جدارة بعد أن جددا فوزهما على توتنهام الإنجليزي 3 - صفر وفالنسيا الإسباني 4 - 3 في إياب ثمن النهائي.
وبعد أن فاز ذهاباً في لندن 1 - صفر، تسيد لايبزيغ مباراة الإياب بين جمهوره وحسمها بشكل كبير في الشوط الأول بثنائية قائده النمساوي مارسيل سابيتسر في الدقيقتين 10 و21. قبل أن يضيف بديله الدولي السويدي إميل فورسبرغ الهدف الثالث بالدقيقة 87 وبعد 20 ثانية من دخوله ومن أول لمسه، وهي المشاركة الثانية فقط للايبزيغ الذي تأسس عام 2009. في المسابقة القارية بعد الأولى الموسم قبل الماضي عندما خرج من دور المجموعات بحلوله ثالثاً في المجموعة السابعة.
في المقابل، فشل توتنهام في تكرار إنجاز الموسم الماضي في نصف نهائي المسابقة القارية العريقة عندما حقق المعجزة بقلب الطاولة على أياكس أمستردام الهولندي محولا تخلفه صفر - 1 ذهاباً في لندن وصفر - 2 في الشوط الأول إياباً، إلى فوز 3 - 2 بفضل هاتريك مهاجمه الدولي البرازيلي لوكاس مورا سجله في الشوط الثاني.
واعترف البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتوتنهام بأن فريقه لم يكن يستحق الفوز على لايبزيغ وأن الأخير تأهل عن جدارة لدور الثمانية.
وقال مورينيو: «لايبزيغ كان الأفضل والأقوى من الناحية البدنية وكذلك من حيث الضغط الهجومي، تفوق لاعبوه بشكل هائل في المواجهات المباشرة مع لاعبينا واستحقوا الفوز والتأهل. نحن نشعر أننا فريق يمر بمحنة».
وأضاف: «لن أتحدث مجدداً عن كل اللاعبين المصابين في فريقي. ولكن عليكم أن تتخيلوا ليفربول من دون ساديو ماني وروبرتو فيرمينو ومحمد صلاح أو لايبزيغ من دون مارسيل سابيتسر وباتريك وتيمو فيرنر. هل ترون أن من دونهم سيكونون قادرين على الفوز في هذه المباراة؟».
وأكد مورينيو: «كانت تجربة سلبية بالنسبة لنا. ولكن إذا نظرنا من منظور إيجابي، سنجد فيها العديد من الإيجابيات لنتعلمها من أجل المستقبل».
وعلق نجم توتنهام ديلي آلي على الخسارة قائلا: «أعتقد أننا كنا مؤمنين بقدرتنا على التأهل قبل المباراة، وقلنا أن هذا دوري الأبطال ويجب أن نحسن الأداء وإلا سنعاقب، وهو ما حصل ونحن الآن نشعر بخيبة أمل».
وأضاف: «الهدف الأول لم يغير الكثير لأنه كان علينا تسجيل هدفين ولكننا عوقبنا بالهدف الثاني وكان من الصعب العودة مرة أخرى عندما تكون متخلفاً بهدفين. كان يتعين علينا القتال ولكننا لم نفعل».
وواصل: «علينا أن نكافح. لا يمكن أن نكون في هذا الوضع الذي نحن فيه بالدوري الإنجليزي. لا يمكننا أن نخفي هذا. هذا ليس موسماً جيداً لنا. الحقيقة أننا في وضع سيئ. الثقة اختفت في الوقت الحالي».
وخاض توتنهام المباراة في غياب العديد من العناصر الأساسية بسبب الإصابة أبرزها قائده الدولي هاري كين والجناح الدولي الكوري الجنوبي سون هيونغ مين والوافد الجديد الهولندي ستيفن بيرغفين والفرنسي موسى سيسوكو.

ودفع مورينيو بالثنائي آلي ومورا أساسيين في خط الهجوم. في المقابل، خاض لايبزيغ المباراة بتشكيلته الكاملة تقدمها تيمو فيرنر الذي صنع الهدف الأول لسابيتسر.

وأقيمت المباراة بحضور 42176 متفرجاً رغم دعوات وزير الصحة الألماني ينز سباهن إلى إلغاء «جميع الأحداث التي تشمل أكثر من ألف شخص، حتى إشعار آخر» بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد والذي دفع الاتحاد الألماني أمس إلى اتخاذ قرار بإقامة مباريات البوندسليغا خلف أبواب موصدة.

وكانت المباراة مواجهة بين المدرب «التلميذ» الألماني يوليان ناغلسمان و«الأستاذ» البرتغالي مورينيو، حيث بات الأول في سن الثانية والثلاثين، أصغر مدير فني في تاريخ دوري أبطال أوروبا يبلغ ربع النهائي.

وكان ناغلسمان في أبهى صور السعادة أمام عقب فوز فريقه لايبزيغ على النادي اللندني وصيف بطل النسخة الأخيرة بثلاثية نظيفة وقال: «هذه نتيجة مهمة جداً بالنسبة للنادي» مذكِّرا بأن لايبزيغ، في تاريخه القصير (تأسس عام 2009)، لم يصل أبداً إلى هذه المرحلة من المسابقة.

وأضاف: «إنها لحظة مهمة بالنسبة لكتب (التاريخ)، إنه إنجاز سيكون في الصفحة الأولى للايبزيغ. يمكننا تصفح الكتاب وقراءة ما حققناه مع هذا النادي».

الكتب ستحكي أيضاً أن ناغلسمان أطاح بوحش خبير في عالم التدريب والمسابقة، وهو مورينيو (57 عاماً)، المتوج بلقبين في البطولة القارية العريقة، ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى ربع النهائي منذ عام 2014.

وقبل هذه المواجهة المزدوجة، اعترف المدرب الألماني أن مورينيو أثار إعجابه في شبابه، وقال: «لقد استلهمت كثيراً من الفترة التي قضاها مورينيو في بورتو. الطريقة التي فاز بها معه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2004 ضد موناكو (الفرنسي)، مع فريق قوي جداً في البرتغال، لكنه لم يكن أكبر الأندية الأوروبية، أثارت إعجابي كثيراً».

وأضاف: «وقتها كان لا يزال مدرباً شاباً جداً (41 عاماً)، ولم يكن هو نفسه لاعباً رائعاً، وبالتالي كان لديه مسيرة مماثلة إلى حد ما لمسيرتي».

وعن المقارنة بينه وبين المدرب البرتغالي أوضح: «لقد فزت بلقب واحد، مع فريق للشباب، وهو فاز بأكثر من 20 لقباً على المستوى الاحترافي».

وعلى ملعب «ميستايا»، واصل أتالانتا مغامرته التاريخية ببلوغه ربع النهائي في أول مشاركة له، وذلك بعدما واصل أداءه الهجومي المميز بالفوز على مضيفه فالنسيا 4 - 3 أمام مدرجات خالية بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا.

ودخل ممثل مدينة برغامو الإيطالية الذي تبقى له أفضل نتيجة قارية وصوله إلى نصف نهائي كأس الكؤوس موسم 1987 - 1988 وربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي بعدها بثلاثة أعوام، إلى ملعب «ميستايا»، وهو في موقع مثالي لمواصلة الحلم الذي بدأه بثلاث هزائم متتالية في دور المجموعات ونقطة واحدة بعد أربع جولات، بعد فوزه الكبير ذهاباً على ملعبه 4 - 1.

ويدين فريق المدرب جان بييرو غاسبيريني بالخروج فائزاً مجدداً إلى السلوفيني يوسيب إيليشيتش الذي سجل الأهداف الأربعة بعد أن كان أيضاً صاحب أحد أهداف في الذهاب، فيما سجل الفرنسي كيفن غاميرو اثنين من أهداف فالنسيا والثالث لكان لفيران توريس، من دون أن يكون ذلك كافياً لوصيف بطل عامي 2000 و2001 من أجل مواصلة مشواره.

وضرب أتالانتا منذ الثواني الأولى وعقد مهمة فالنسيا أكثر فأكثر بحصوله على ركلة جزاء انتزعها إيليشيتش من الفرنسي مختار دياكابي، ونفذها بنفسه هدفاً في الدقيقة الثالثة.

وسرعان ما عاد فالنسيا بهدية من المدافع الأرجنتيني خوسيه لويس بالومينو الذي أخطأ في اعتراض تمريرة بينية من فيران توريس بالشكل المناسب، فخطفها غاميرو وتخطى الحارس ماركو سبورتييلو قبل أن يسدد في الشباك في الدقيقة 21.

ومع اقتراب الفريقين من دخول استراحة الشوطين، أهدى دياكابي الضيف الإيطالي ركلة جزاء أخرى بعدما لمس الكرة بيده داخل المنطقة، وانبرى لها إيليشيتش مجدداً مسجلاً هدف فريقه الثاني بالدقيقة 43.

ونجح فالنسيا في إدراك التعادل مطلع الشوط الثاني بالدقيقة 51 بهدف آخر لغاميرو، وهذه المرة بكرة رأسية محكمة إثر عرضية من فيران توريس، إلا أن هذا الهدف لم يحبط عزيمة أتالانتا إذ اختبر حظوظه مجدداً في محاولة لاستعادة التقدم بأسلوبه الهجومي المعتاد الذي خوله تسجيل 70 هدفاً في 26 مباراة خاضها في الدوري المحلي هذا الموسم.

لكنه ترك وراءه مساحات ما سمح لتوريس في إعادة الحياة لفريقه بهدف التقدم الذي جاء من هجمة مرتدة سريعة وتمريرة متقنة من دانيال باريخو وضع بها زميله في مواجهة الحارس الإيطالي الذي خرج من مرماه لقطع الطريق عليه، فلعبها خادعة من فوقه وإلى الشباك في الدقيقة 67. لكن أتالانتا أدرك التعادل سريعاً بواسطة المتألق إيليشيتش الذي قاد هجمة مرتدة سريعة وتبادل الكرة مع البديل الكولومبي دوفان زاباتا، فتقدم بها داخل المنطقة قبل أن يسددها في الزاوية اليسرى في الدقيقة 71، مكملاً ثلاثيته التي جعلته عن 32 عاماً و41 يوماً أكبر لاعب يسجل «هاتريك» خارج الديار في دوري الأبطال. ولم يكتف إيليشيتش بذلك، بل أضاف هدفاً رابعاً بتسديدة في الزاوية اليمنى العليا بعد تمريرة من السويسري رومي فرولر في الدقيقة 82. ليصبح أول لاعب من الأندية الإيطالية يسجل رباعية أو أكثر في المسابقة منذ الأوكراني أندريه شفتشنكو مع ميلان ضد فناربغشه التركي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005.

قد يهمك ايضا 

مورينيو يؤكّد أنّه أدرك تربّع ليفربول على قمّة "البريميرليغ" منذ شهور عدة