المنتخب الاماراتي

انتهت أحلام المنتخب الوطني لكرة القدم في التأهل لمونديال كأس العالم في روسيا، بعد أن خرج خالي الوفاض من التصفيات الأخيرة، وأثبتت المحاولة السابعة للتأهل إلى النهائيات، بعد إيطاليا 1990، أن الأبيض بحاجة للاستفادة من سبعة دروس أفرزتها التصفيات الأخيرة، منها: ضرورة الانضباط في المعسكرات، والاعتماد على المجموعة وليس على الأفراد، وعدم جدوى المعسكرات الطويلة، وخوض مباريات ودية قوية، ودروس أخرى نلقي عليها الضوء في التقرير التالي:
1- المعسكر والانضباط
انتقد كثير من مشجعي المنتخب، على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ما قالوا إنه «غياب الانضباط» لدى بعض اللاعبين في معسكرات مختلفة للمنتخب، منه ما حصل في لقاء فلسطين بالأردن، ومواجهة أستراليا في سيدني، ومعسكر مباراة السعودية في الذهاب، مطالبين بضرورة محاسبة المقصّرين، والحزم أكثر مع اللاعبين، قائلين إن بعضهم كان يتخذ من المعسكر فرصة للنزهة، وليس للتدريب الجدي لخوض مباريات فاصلة ومهمة.
2- الاستقرار الفني
دفع المنتخب فاتورة عدم الاستقرار الفني بشكل واضح، إذ استعان بالمدرب الأرجنتيني، ادغاردوا باوزا، في توقيت حرج، كما أن الأخير لم يحصل على فرصة كافية للتحضير والوقوف على مستويات لاعبيه لإحداث النقلة المطلوبة، فقد بدأ أول معسكر له بعدد قليل من اللاعبين، ثم لم يسمح له الوقت كثيراً للتجهيز للقاء تايلاند، وحتى في التحضير لمواجهتي السعودية والعراق بدأ التحضيرات بـ10 لاعبين فقط قبل أن يرتفع العدد.
3-خليل ومبخوت
لم تشفع الأهداف الـ23 التي سجلها الثنائي أحمد خليل (16 هدفاً)، وعلي مبخوت (7 أهداف)، خلال التصفيات في تأهل المنتخب، رغم أن اللاعبين اجتهدا كثيراً، لكن تأكد أن اللاعبين وحدهما لا يكفيان، وأن وجود بدلاء لهما على مستوى عالٍ ضرورة ملحة لخوض تصفيات طويلة، وأن اللعب الجماعي مطلوب أكثر لضمان مستوى ثابت لفترة طويلة.
4- وديات دولية
ظل المنتخب يفضّل الاعتماد على إقامة معسكرات خارجية طويلة، يخوض خلالها مباريات ودية أمام أندية ضعيفة، بدلاً من السير في طريق المنتخبات العالمية، التي تتجمع في أيام «فيفا» لخوض مباريات ودية دولية قوية للتحضير لاستحقاقاتها، وكان آخر لقاء دولي قوي خاضه المنتخب في التاسع من نوفمبر 2016، حين لعب أمام البحرين في معسكر مدينة العين.
5- الانسجام يحتاج إلى الخبرة
واصل المدرب الأرجنتيني باوزا نهج سلفه، مهدي علي، بالاستقرار على مجموعة واحدة من اللاعبين في المباريات، وتجاهل اللاعبين أصحاب الخبرة. وكان مهدي وباوزا قد فضلا الانسجام على الخبرة، كون القائمة التي ظلا يعتمدان عليها تنبني أساساً على مجموعة من اللاعبين، يعرفون بعضهم بعضاً منذ المنتخبات السنية. كما أن لقاء السعودية الأخير أظهر ضرورة عودة الروح القتالية، التي تجسدت في لاعبين من ذوي الخبرة والتجربة، أمثال محمود خميس.
6- نقاط الأرض
فرّط المنتخب في ست نقاط مهمة بخسارته على أرضه أمام أستراليا واليابان، كانت كفيلة بحسم تأهله للمونديال في ظروف مناسبة، خصوصاً أنه حصد أربع نقاط ثمينة بالفوز على اليابان في ملعب سايتاما، كما تعادل مع تايلاند في ملعب راجامانجالا الدولي، غير أن فقدان النقاط الست على أرضه تسبب في تراجع حظوظه بصورة كبيرة في منتصف المشوار، مقابل تسع نقاط جمعها من الفوز على العراق والسعودية وتايلاند.
7- مشجعون لا متفرجين
لم يحظ المنتخب بالدعم والمساندة المطلوبة من قبل الجماهير في المباريات التي أقيمت على أرضه خلال التصفيات إلا في مواجهة أستراليا، إذ إن طريقة استقطاب الجمهور في المباريات أصبحت لا تؤتي أكلها، نظراً لتحول الجماهير من مشجعين إلى متفرجين، وليس ذلك فحسب، بل في بعض الأحيان تتحول إلى مصدر ضغط على اللاعبين داخل الملعب، وهو ما أشار إليه الحارس الدولي، ماجد ناصر، في حديث سابق لـ«الإمارات اليوم»، ما يستلزم إعادة النظر في تهيئة الجماهير للمباريات المهمة بالنسبة للمنتخب.