أكدت باحثة بيئية كويتية ان الفكرة السائدة عن طبيعة الكويت بأنها صحراوية ليست صحيحة وانما مزدهرة بمختلف أنواع النباتات لاسيما في فصلي الشتاء والربيع وتجتذب اليها الطيور والحشرات في ما يشكل سلسلة بيئية غذائية متكاملة.وقالت عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة الباحثة موضي الدوسري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان النباتات البرية التي تنمو بعد هطول الامطار خصوصا اذا كانت كافية من شأنها ان تضفي على صحراء البلاد مساحات واسعة من الاخضرار بما فيها من ازهار مختلفة الاشكال والالوان.وأضافت ان الغطاء النباتي في الكويت يمتاز بانتشار العشائر النباتية والرئيسية مثل الرمث والعرفج والثندى والتمام والهرم والنباتات الملحية التي تنتشر في بيئات ذات ملوحة عالية.واوضحت ان الغطاء النباتي من الموارد الطبيعية المتجددة وله أهمية في تثبيت الرمال والتقليل من العواصف الرملية التي تؤدي الى تفاقم مشاكل الغبار والتي تؤثر سلبا على صحة الانسان كما يوفر ذلك الغطاء النباتي الكلأ الذي يساهم في تغذية الحيوانات الرعوية والبرية.وذكرت ان التضاريس الأرضية والمناخ وطبيعة التربة تؤثر بصورة مباشرة على نوعية الغطاء النباتي وانتشاره ويكون في اتزان متجانس مع هذه العوامل وتوفر بيئة مناسبة لحياة أنواع عديدة من الحيوانات والطيور المحلية والمهاجرة.وبينت الدوسري ان التربة في الكويت رملية بصفة عامة ويوجد في بعضها طبقة صلبة تسمى (كاتش) تختلف عن بعضها حسب نسب مكوناتها ومكان وجودها وتتكون من خليط من كربونات الكالسيوم مضافا اليها بعض اكاسيد الحديد والالمنيوم.ولفتت الى ان طبقة (كاتش) اذا وجدت على عمق قريب من سطح التربة وبصورة متماسكة فإنها تمنع تسرب المياه وتعوق اختراق الجذور للتربة وتسبب ارتفاع تركيز الاملاح ما يؤدي الى جفاف وموت النباتات كما انها لا تسمح بتكون غطاء نباتي.واشارت الدوسري الى دراسة علمية أعدتها شخصيا تعنى بالغطاء النباتي لسبع جزر كويتية هي فيلكا ومسكان وكبر وعوهه وأم المرادم وقاروه وأم النمل وتم من خلالها التعرف على 138 نوعا نباتيا زهريا مقسمة الى 60 نوعا معمرا و78 نباتا حوليا تنتمي الى 30 فصيلة نباتية.وذكرت ان من اكثر الفصائل النباتية انتشارا بالجزر الكويتية العائلة النجيلية ومنها 23 نوعا نباتيا والعائلة المركبة 14 نوعا والعائلة البقولية 13 نوعا والعائلة الرمرامية 13 نوعا نباتيا.وبينت ان جزيرة فيلكا حصلت على المرتبة الاولى من حيث كثرة النباتات وتنوعها ولوحظ وجود بعض النباتات فيها دون غيرها من مناطق الكويت وهي نباتات نادرة مثل شتراج الذي ينمو بالاماكن المزروعة وذلك لاشتهار جزيرة فيلكا بالزراعة قديما.وقالت ان نبات فول العرب يكثر في جزيرة فيلكا لكن تم رصده في محمية صباح الاحمد وبعض الاماكن المحمية في دولة الكويت مؤخرا ونبات سيف الغراب ايضا الذي يوجد فيها فقط وهو من النباتات النادرة وكان يوجد قديما في حقول الذرة المزروعة بالجزيرة.واشارت الى ان جزيرة ام النمل ومسكان جاءتا على التوالي بعد جزيرة فيلكا لناحية وجود النباتات اما جزيرة قاروه فقد جاءت بالمرتبة الاخيرة نظرا الى قلة النباتات فيها.