تمتاز معظم السيارات الحديثة بتوفيرها العديد من التكنولوجيا والتقنيات المميزة والكثيرة، والقادرة على تنبيه السائق إلى مكامن الخطأ أو المشاكل المحتملة، ما يمكن سائقها من التصرف وإصلاح المشكلة وهي صغيرة قبل أن تكبر أو تتسبب بحصول مشاكل جانبية أخرى. أما بعض السيارات التي لا تحتوي على هذه التقنيات والإمكانيات، فقد يعاني سائقوها من اللذين لا يملكون خبرات فنية وميكانيكية كافية، من عدم معرفتهم بالعديد من مسببات هذه المشاكل في سياراتهم، الأمر الذي من المؤكد أنه سيحول المشكلة من صغيرة إلى كبيرة إذا لم يتم التعامل معها وإصلاحها في الوقت المناسب. مشكلة الروائح الكريهة التي تصدر من السيارة خلال السير أو عند الركوب بها بعد وقوفها لفترة زمنية قليلة، هي من المشاكل المهمة والمعروفة في عالم السيارات، وهي من المشاكل التي لا يجب الاستهانة بها، وإهمالها أبداً، لأنها قد ترتبط بمشاكل ميكانيكية كبيرة قد تصل إلى محرك السيارة نفسه. وتحتوي كافة السيارات، على 7 قطع رئيسة، قد تصدر هذه الروائح الكريهة منها أو من خلالها. ويمكن تحري هذه الروائح السيئة، من خلال محاولة معرفة المصدر والجهة التي تنبعث منه الرائحة، والذي سيمكن السائق في الغالب من معرفة القطعة الإلكترونية أو الميكانيكية المسؤولة عن هذه الرائحة. ◆ أولاً: رائحة كريهة تشبه رائحة “العفونة”: قد تصدر من حجرة القيادة وخصوصاً أثناء فترات وقوفها. والسبب فيها على الأغلب أن يكون أحد أفراد العائلة قد ترك بعض الطعام في السيارة، الأمر الذي أدى إلى هذه الرائحة، وذلك إما في حجرة القيادة أو في صندوق السيارة الخلفي. أما إذا كانت السيارة غير عائلية، وتصدر مثل هذه الرائحة، فحاول أن تتفقد محرك السيارة، فقد يكون هنالك حيوان نافق في هذه المنطقة. ◆ ثانياً: رائحة “رطوبة” نفاذة: تنبع من حجرة القيادة وبعد فترات وقوف ليست طويلة. وهي قد تكون رائحة فرش السيارة، وخصوصاً إذا قمت بغسل الفرش من الداخل بالماء، ولم تقم بتنشيف الماء بشكل كامل عن فرش المقاعد أو الأرضيات أو حتى سقف السيارة الداخلي. فستصدر رائحة كريهة جداً من الأماكن التي يتركز بها الماء، وهنا سيكون وفي الغالب الإسفنج الداخلي للفرش قد تعفن ما يجعله يصدر هذه الرائحة باستمرار مهما استخدمت من وسائل للتعطير أو التهوية. ◆ ثالثاً: رائحة تشبه رائحة “خشب البناء” والذي يسمى “القيقب”: وهي التي تصدر عن تشغيل السيارة “التسخين” أو عند إيقاف محركها، والتي يمكن أن يشعر بها بشكل كبير السائق والراكب الأمامي، والتي قد تكون بسبب تسرب ماء التبريد في “الرادييتر”، وهنا يجب تفقد غطاء الرادييتير والتأكد من سلامته وإغلاقه بإحكام، ويحب الحذر من ارتفاع درجة حرارته. أما إذا كنت تشم هذه الرائحة وأنت خارج السيارة أيضاً، فأعلم بأن هنالك تسريبا في خزان ماء تبريد المحرك أو اسطوانات الرادييتر الرئيسة، الأمر الذي يتطلب إرسال السيارة فوراً وبدون تردد لأقرب فني متخصص، لإصلاح العطل، حتى لا ينتقل إلى قطعة ميكانيكية أخرى، ويؤثر عليها سلباً، مثل محرك السيارة، الذي قد ترتفع حرارته إلى درجات تؤثر على قطعه الداخلية بشكل مباشر.