رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه في حالة جدية المشاركين في المفاوضات النووية مع إيران إزاء بناء عالم خال من الأسلحة النووية، فإنهم سوف يتخلون عن أسلحتهم النووية. وأوضحت الصحيفة -في مقال أوردته عبر موقعها الإلكتروني مساء الاثنين- أنه من المثير للسخرية أن يبرز الاتفاق النووي الإيراني كدليل على التزام أوباما ببناء عالم خال من الأسلحة النووية في ظل إبداء القوى العالمية للكثير من المخاوف حيال القنابل النووية التي لم يتم تصنيعها بعد، بينما تبدي اهتماماً محدوداً لآلاف القنابل النووية المصنعة بالفعل، وهو الأمر الذي وصفته الصحيفة بأنه غير متوازن، مضيفة أن الترسانة النووية الإسرائيلية تعد مثالا واضحا إزاء هذا الجدل الدائر؛ حيث إنها تعد الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية بالفعل. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المفارقات أيضا أن تمتلك كافة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والتي شاركت في المفاوضات مع إيران ترسانات نووية خاصة بها، بالإضافة إلى أنهم جميعا لديهم خطط لتطويرها. وعلقت الصحيفة البريطانية على الجدل الدائر بشأن أحقية دول "تصف نفسها بانها مسؤول" في امتلاك أسلحة نووية، بينما لا يحق لإيران امتلاك سلاح نووي لأنها تعد دولة غير مسئولة حسب تصنيفهم، قائلة إن هذا يعد تطبيقا لمعايير مختلفة بين الدول، مضيفة أنه إذا ما نظرنا إلى القانون الدولي، ومواقف اغلبية دول العالم إزاء هذا السؤال المطروح، فسوف نجد أن النهج الذي تنتهجه الدول الكبرى يعد خارجا تماما عن حدود العقول والمنطق. وأردفت الصحيفة تقول إن المناقشات التي أجريت مؤخرا حول نزع السلاح والأمن الدولي في الأمم المتحدة أظهرت دعما كبيرا للمبادرات الدولية الرامية إلى فرض حظر عالمي على الأسلحة النووية، لافتة إلى أن بريطانيا وغيرها من الدول التي تمتلك أسلحة نووية تجنبت المشاركة في المناقشات الأخيرة على مستوى الدول بشأن التداعيات الإنسانية لاستخدام الأسلحة النوية والتي من الممكن أن تٌثمر بشكل كبير في فرض حظر عالمي على الأسلحة النووية. ونوهت الصحيفة إلى أنه في حالة تجنب القوى الدولية النظر في أي مبادرات دولية قابلة للتطبيق بشأن نزع السلاح، فعليهم أن يدركوا أن المخاوف حول الاتفاق النووي الحالي مع إيران سوف تتحقق. واختتمت "الجارديان" مقالها بقولها إن المشاركين في المفاوضات النووية مع إيران ليسوا مهتمين حقا بمنع انتشار الأسلحة النووية وتعزيز نزع السلاح، مضيفة إنهم لا يريدون فقط "عدوا إضافيا" في نادي التسلح النووي.