أوصى المشاركون في ملتقى العقيق الثقافي الخامس الذي نظمه نادي المدينة المنورة الأدبي بعنوان «معالم المدينة المنورة» واختتم أعماله أمس (الخميس)، بإنشاء موقع إلكتروني رسمي للإرشاد السياحي بمعالم المدينة المنورة، يكون مبنيًّا على معايير تربوية وتاريخية وفنية. ودعا المشاركون في الملتقى الذي طرح 18 بحثًا (ورقة علمية) ركزت على معالم المدينة المنورة، ضمن فعاليات الاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013م، بضرورة المحافظة على ما تبقى من «الأُطم»، وهو «الأطم» اليتيم و»أُطم الضحيان» المتبقي من حوالى 105 من مواقع الآطام بالمدينة المنورة. وشدّد الملتقى على حصر مواقع التاريخ الإسلامي بالمدينة والمحافظة عليها، وأهمية إجراء دراسات جيولوجية دقيقة حول البراكين والزلازل المحيطة بالمدينة وتتبُّع أماكن حدوثها، إضافة إلى إنشاء مركز متخصّص لعرض الصور الفوتوغرافية التاريخية للمدينة وربطها بالخرائط الفضائية والجيولوجية. ودعا الملتقى الباحثين إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث لتتبُّع طرق الجيوش الإسلامية وطرق الحج والتجارة وإعادة إبرازها. ونبّه المشاركون بضرورة تكثيف الدراسات عن الأودية الداخلة للمدينة والدعوة إلى العناية بمجاريها ومصباتها والتحذير من مخاطرها، وإعادة تسمية المواقع الأثرية بأسمائها التاريخية الحقيقية بعد أن طالتها يد الحداثة. كما أوصى الملتقى بالتركيز على بناء جيل من الأبناء مزوّد بالقيم الدينية وذلك بتعليمهم كيفية المحافظة على تاريخهم وتوجيههم نحو الزيارات الميدانية لمعالم المدينة، إضافة إلى تولِّي نادي المدينة المنورة الأدبي لتنظيم رحلات ميدانية للمعالم والآثار في المدينة ويعرّف بها وبمواقعها ضمن برامجه وأنشطته الأدبية والثقافية. وحثت توصيات الملتقى على إبراز فضائل المدينة المنورة والعيش فيها وذلك بنشر المؤلفات والمطبوعات، وحث الباحثين في تاريخ المدينة من طلاب الجامعات وأساتذتها على المبادرة في تحقيق وإخراج الجهود السابقة عن المدينة في مؤلفات ورسائل مطبوعة، وكذا تشجيع الدراسات الأدبية شعرًا ونثرًا والإفادة منها بربطها بالدراسات التاريخية والجغرافية وكتب السيرة والمعاجم من أجل الكشف عن المعالم الأثرية وتحديدها. هذا وقد شهدت الجلسات الختامية لملتقى العقيق الثقافي أمس، نقاشات حول الأوراق العلمية والبحوث التي طُرحت في الجلسة، وطالب الشاعر خالد النعمان من أبناء مؤرخ المدينة وأديبها عبيد مدني أن يسارعوا في طباعة كتاب والدهم الذي وثق تاريخ المدينة في 3 عصور مختلفة. وفي مداخلة أخرى تساءل الأديب ناجي الأنصاري عن سيل «أبو جيدة» المشهور والذي كان يقطع المدينة وترتبط به حوادث مشهورة ومصدره هل هو متفرع من وادي بطحان أم واد الرانوناء، ورد عليه الباحث عبدالله الشنقيطي بأن هذا الوادي المعروف بـ «أبي جيدة» هو نفسه وادي بطحان ويبدأ من «المجشونية» وكان يفيض على المزارع ويدمرها فوضع له أحد أبناء المدينة ويُدعى «أبو جيدة» ضفائر وخلص المزارع من ضرره فتسمي باسمه، وهو الآن باقٍ ولكن تحت الأرض، حيث وضعت له الأمانة مجرىً خرسانيًا تحت الأرض ولا زال إلى أشهر قريبة يسيل في مجراه تحت الأرض. وطالب الدكتور محمد عبدالجواد بوجود شبكة لتصريف مياه السيول بالمدينة حتى لا تحدث كارثة من فيضان أوديتها، وعلق الباحث الشنقيطي: حسب معلوماتي هناك لجنة للحماية المدنية ممثلة فيها كل الجهات المعنية بموضوع حماية المدينة من السيول، والدراسات مستمرة في هذا الموضوع.