إيفانكا ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو

تصدرت زيارة إيفانكا ترامب على الأجواء في اليابان، الجمعة حيث ركزت النظرة الوطنية على الابنة الأولى ومستشارة البيت الأبيض في الوقت الذي قامت فيه بزيارة عابرة ولكن بارزة للعاصمة، وفي ما قد يُعتبر إحماءً مفيدًا استراتيجيًا بالنسبة للرئيس الأميركي الذي وصلت شعبيته مؤخرًا إلى نسبة منخفضة بلغت 24 في المائة بين اليابانيين، توجهت أيفانكا ترامب إلى طوكيو يوم الخميس، قبل ثلاثة أيام من جولة والدها الآسيوية، ولعله ترامب ليس هذا الرجل الذي يحب المثالية. فقد مُني رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بخسارة في اليابان عشية أول زيارة رسمية له إلى آسيا من خلال ابنته إيفانكا.

وأثار وصولها شيئًا من جنون وسائل الإعلام في اليابان، مع تغطية واسعة لابتسامتها وتلوحيها بالنظارات الشمسية على غرار المشاهير الكبار بينما كانت في طريقها إلى مطار ناريتا في طوكيو، وحتى إدارة شرطة طوكيو أجرت تعديلات لوجود إيفانكا ترامب، وكشفت النقاب عن أول فرقة إناث بالكامل لحمايتها، مزودين بدروع ضخمة وبذلات سوداء.
ومع ذلك، كانت هناك لحظة محرجة صباح يوم الجمعة عندما وجدت إيفانكا ترامب نفسها تلقي خطاب حول تمكين المرأة بينما كان مكان انعقاد المؤتمر فارغ تقريبا وألقى المنظمون باللوم على إجراءات الأمن المشددة بشكل واضح.

ويبدو أن إيفانكا ترامب (36 عامًا) تتمتع بشعبية واسعة الانتشار في اليابان، حيث أفادت التقارير بأن بعض النساء وصفنها بأنها نموذجا عصريا على غرار الأميرات، وذلك بفضل نجاحاتها الواضحة كأم لثلاثة أطفال مع بريقها الدائم على نطاق واسع الحياة اليومية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن خط الملابس الذى يطلق عليه اسمها يزداد شعبية في اليابان مع زيادة كبيرة في مبيعات الشركات اليابانية التي تستورد هذه العلامة التجارية. وكانت النقطة المحورية في رحلتها في طوكيو كلمة في صباح اليوم الجمعة في المؤتمر العالمي للمرأة التي تنظمها الحكومة والمؤتمر العالمي للمرأة الذي شاركت فيه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي.

وخلال كلمتها، حثت على المساواة بين الجنسين في القطاعات التي يهيمن عليها الذكور تقليديا مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قبل أن يلقي آبي الضوء على ما يسمى بسياسات "اقتصاديات النساء".

وتعاني اليابان منذ فترة طويلة من الفوارق المزمنة بين الجنسين، وهي حاليا تحتل المرتبة 114 من بين 144 دولة في التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين الذي وضعه المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017، بينما تمثل النساء في البرلمان 14 في المائة فقط من السياسيين. غير أن الخبراء سلطوا الضوء على الفوارق الصارخة بين حياة إيفانكا ترامب - وعدد لا يحصى من التحديات اليومية التي تواجه غالبية النساء اليابانيات العاملات، من النقص الحاد في رعاية الأطفال إلى التحرش في مكان العمل.
وقال مدير الدراسات الآسيوية في جامعة تيمبل في طوكيو البروفسور جيف كينغستون، إن "المهنيين قد يجدون شيئا يصادق عليه في نمط حياتها الحالم ويطمحون إلى ذلك، ولكن بالنسبة لمعظم النساء العاملات في اليابان في الوظائف غير العادية مع انخفاض الأجور وعدم وجود أمن وظيفي، فإن الحقيقة المحزنة، إن إيفانكا  تمثل قناة ديزني، وهو خيال لا يمكن تحقيقه ولا علاقة لها بشجاعتهم".

وفي أشار إلى خطابها فى طوكيو قال "إن ايفانكا توفر غطاء سياسى لفشل ابي في تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين وتحسن صورة ترامب التي كانت تشكل خيبة أمل كبيرة للجمهور اليابانى. وانخفضت الثقة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة من 79 في المائة في ظل أوباما إلى 24 في المائة تحت إدارة ترامب، وفقا لاستطلاع جديد أجري مؤخرا".

وكان من المقرر إن تتناول إيفانكا العشاء  مع ابي وزوجته فى فندق فاخر بوسط طوكيو ليلة الجمعة، وستغادر اليابان قبل وصول والدها المرتقب الى البلاد صباح الأحد، وفي المقابل، من المرجح أن تركز زيارة ترامب لآسيا، والتي تشمل أيضا رحلات إلى كوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين، على الأمن الإقليمي، بعد أشهر من تصعيد التوتر حول التهديد النووي لكوريا الشمالية.