عارضة الأزياء الأميركية حليمة عدن

لفتت عارضة الأزياء الأميركية حليمة عدن صومالية الأصل، أنظار عشاق الموضة، وذلك بعد ظهورها على إحدى منصات عرض الأزياء العالمية مرتدية الحجاب الإسلامي، لتصبح أول امرأة محجبة تظهر في عروض الموضة العالمية، فقد عرضت حليمة أزياء لدار العرض الإيطالي "ماكس مارا" خلال أسبوع الموضة في ميلان الشهر الماضي.

وكشفت حليمة، أنها منذ الصغر لم تكن تشاهد المسلمات المحجبات في التلفاز، إلا عندما يكون هناك أزمة أو عملية متطرفة، لكنها الآن تظهر محجبة على التلفاز في عمل تراه جيدًا، وقبل أن تصل إلى تلك المكانة في العروض العالمية، كانت حليمة قد ظهرت في مسابقة "مينيسوتا" للجميلات، مرتدية الحجاب كأول امرأة محجبة تُشارك في المسابقة.

 وقالت حليمة: "كانت المسابقة ميدانًا للنساء الجميلات دون تفريق في اللون أو العرق"، مضيفة "أريد أن أشارك بدور إيجابي في إيصال صورة حسنة للإسلام في الغرب، وأعتقد أن المصممون الغربيون يسعون الآن إلى تمكين المرأة في مختلف دول العالم".ورغم أن المتهكمين يرون أن عروض الموضة لا تهتم بتمكين المرأة بل تهتم فقط ببيع الأزياء، إلا أن حليمة تود أن تترك سمعة جيدة للإسلام، لا سيما أن الولايات المتحدة لا تحتوي إلا على نسبة ضئيلة من المسلمين، وبالتالي فإن غالبية الشعب لم يقابلوا يومًا مسلمًا، ويعرفون ما يتميز به المسلم من أخلاق كريمة وتربية سليمة، فهم ييسمعون فقط النسبة القليلة من المسلمين المخربين الذين لا يمثلون الإسلام.

 وولدت حليمة، الصومالية الأميركية في مخيم للاجئين في كينيا، وهاجرت مع أسرتها كلاجئة في عمر 6 أعوام إلى سانت كلاود في مينيسوتا، والتي تعتبرها وطنها الآن، وترتاد جامعة مينيسوتا، وتؤكد أن هدفها بعد التخرج هو أن تصبح سفيرة للأمم المتحدة، كما اتُهمت بأنها ليس لديها شعر تحت حجابها، لتضطر الفتاة لكشف شعرها ذات مرة حتى تسكت الحاقدين.

 وأضافت حليمة، "رغم أني أحصل على تعليقات إيجابية من المعجبين، إلا أنني أيضًا أحصل على تعليقات سلبية، فمنهم من يأمرني بخلع حجابي إذا أردت أن أكون أميركية"، وتعد هذه الجميلة واللامعة، أقصر بقليل من العارضات العاديات، إلا أنها تعتقد أن عروض الموضة بحاجة إلى تغيير أحيانًا.

وبشأن اختيارها للبس الحجاب، واتهام البعض الإسلام بظلم واضطهاد أتباعه بإلزامهم بارتداء أزياء معينة، أوضحت حليمة "لست مضطهدة أو مجبرة على ارتداء الحجاب بل أني أرتديه باختياري، كما يختار النساء في أميركا ارتداء الأزياء القصيرة، ولست آمرهم بارتداءه، بل أني سعيدة باعتناقي للإسلام، وارتداءي الحجاب".

ويُعد سوق الأزياء الإسلامية حاليًا، ثالث أكبر الأسواق بعد الولايات المتحدة والصين، حيث بدأت شركات عالمية مثل فوغ، ودكني، ودولتشي وغابانا، في إطلاق مجموعات من الأزياء الإسلامية، لا سيما في مناسبات الأعياد الإسلامية، وظهرت الموضة المحتشمة لتصبح من أهم عروض الموضة في الآونة الأخيرة، وقامت دار الأزياء العالمية "نيتا بورتر"، بإطلاق مجوعة من الأزياء المحتشمة، وقالت الشركة أن "بعض النساء يفضلن الأزياء المحتشمة لأغراض دينية، ويفضلها أخريات لشعورهن بأناقة تلك الأزياء".

وتعتقد حليمة، أن الدين الإسلامي ليس الآمر الوحيد بارتداء الأزياء المحتشمة، بل أن لديها صديقات يرفض أولياء أمورهن أن يخرجن مرتديات أزياء قصيرة أو مجسدة للجسم، بل ينصحوهن دائمًا بارتداء الأزياء الطويلة والبحبوحة، معربة عن سعادتها بفتح مجال النقاش في شيء كانت تود التحدث بشأنه، وتعد شركة "ماكس مارا" الإيطالية التي تعمل حليمة لصالحها حاليًا، من أهم وأكبر شركات الموضة في العالم.