"فيرجين غالاكتيك" تجري رحلتها الاختبارية الثانية لكسر حاجز الصوت

 واشنطن ـ يوسف مكي أصبحت السياحة الفضائية أقرب للبشرية بعد أن أجرت "فيرجين غالاكتيك" رحلتها الاختبارية الثانية لكسر حاجز الصوت، والصعود لمستوى أعلى من السابق، فيما أكَّدت الشركة أنها تسير على الطريق الصحيح لإطلاق الخدمة التجارية في العام 2014. ويُعَد المستوى الذي وصلت له المركبة الفضائية لـ "فيرجين غالاكتيك" هو أعلى مستوى تصل إليه مركبة تجارية مُجنّحة، واستعرضوا في تجاربهم للطيران "نظام الريشة"، الذي يستخدمونه ليضمنوا عودة المركبة بأمان إلى الغلاف الجويّ للأرض.
وقامت طائرة شحن نفاثة عملاقة تعمل بالطاقة تُدعى "وايت نايت" بحمل السفينة الفضائية (SS2) حتى ارتفاع 46 ألف قدم فوق صحراء موهافي قبل أن يبدأ الطيارون في تشغيل محركات المركبة الفضائية، التي أدت إلى رفع المركبة "SS2" إلى ارتفاع 69 ألف قدم فوق سطح الأرض.
وأحرقوا محرك الصاروخ لمدة 20 ثانية فقط، ولكن المركبة الفضائية وصلت إلى سرعة قصوى تبلغ 1.43 ماخ.
وفي حين كانت سرعة الاختبار مثيرة للإعجاب، كان العلماء مهتمين أكثر بكيفية عمل نظام إعادة دخول السفينة للغلاف الجويّ.
وتم نشر آلية "الريشة" بشكل كامل في الطيران على علو شاهق للمرة الأولى، وهي آلية تساعد على إبطاء سفينة الفضاء، وبالغة الأهمية في عودتها مرة أخرى إلى الغلاف الجوي للأرض.
وقال مؤسس "فيرجين غالاكتيك" ريتشارد برانسون "إن أقسام الجناح والذيل تدور لأعلى إلى ما نسميه وضع الريشة، وذلك لتتيح للمركبة الإبطاء على نحو سلس ومستقر تمامًا مثل الريشة".
وتمّ الإطلاق فوق صحراء موهافي، وكان يقود المركبة مارك ستوكي وكلينت نيكولز، واستمرت التجربة نحو ساعة.
وقال متحدث باسم "فيرجين غالاكتيك" لموقع "MailOnline": نهدف إلى أن تصل المركبة الفضائية إلى 360 ألف قدم بسرعة 2.500 ميل في الساعة، وهو ما يمكن مقارنته برحلة تجارية عادية على متن طائرة تطير على ارتفاع 35 ألف قدم وبسرعة 600 ميل في الساعة.
وقال ريتشارد: "إنه كان مثيرًا رؤية النظام كله يعمل للمرة الأولى خلال رحلة واحدة، بما في ذلك نظام الريشة لإعادة المركبة للغلاف الجويّ".
وأضاف "لقد كانت ميزة السلامة هذه أكثر من أيّ شيء آخر هي التي أقنعتنا أصلاً أن التصميم العام للنظام يناسب بشكل فريد الغرض المصنوع لأجله".
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة "فيرجن غالاكتيك" جورج إيتسايدز: "قمنا بتوسيع اختبار طيران المركبة الفضائية التي تعمل بطاقة صاروخين، وذلك من خلال مد فترة الحرق، والاختبار القوي لآلية الريشة، وديناميكا أن نكون أسرع من الصوت، بالإضافة إلى بنية رفع الجناح".
وتابع " كل رحلة ناجحة للمركبة الفضائية تساهم في تقدمنا نحو توفير رحلات تجارية للفضاء تكون آمنة ومثيرة".
وأكَّدت الشركة أنها تسير على الطريق الصحيح لإطلاق الخدمة التجارية في العام 2014.
وقال ريتشارد "إن الفريق حاليًا يقوم بوضع اللمسات الأخيرة على التصميم الداخلي للمقصورة بدل الطيران، وغيرها من التفاصيل الصغيرة، قبل أن نقوم بتقديم رحلة آمنة ومثيرة للفضاء لمئات من رواد الفضاء الطموحين".
وقال متحدث باسم الشركة لموقع "MailOnline": "على مدى الأشهر المقبلة سنقوم بالمزيد من الرحلات الجوية الاختبارية، وتمديد وقت الحرق للصاروخ، وبالتالي ستزيد السرعة والارتفاع حتى نصل إلى العلوّ الذى نهدف له مع حلول نهاية هذا العام".
وستقوم "فيرجن غالاكتيك" بإجراء رحلات أكثر الفضاء، وستنقل عملياتها إلى الميناء الفضائيّ في نيومكسيكو قبل أن تبدأ أول مشروع لها لركاب الفضاء.
وقالت الشركة: "إن الرحلة الافتتاحية التجارية الأولى ستضم ريتشارد وسام وهولي برانسون كروّاد للفضاء".
وتُعَد "فيرجين غالاكتيك" أول خط فضائيّ تجاريّ في العالم، ويملكها مجموعة "فيرجن" لصاحبها ريتشارد برانسون، بالإضافة إلى شركة "أبوظبي للاستثمار".
وأنجزت الشركة بالفعل إحدى الرحلات التي تجاوزت سرعتها سرعة الصوت وكانت تحمل الركاب، وذلك باستخدام مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام.