ما يحدث بين "تويتر" و"فيسبوك" تنافسية تبحث في مفاهيم تأصيل العيش في الحاضر عبر الصورة بشكل أكبر، وتحديداً بعد إعلان موقع التواصل الاجتماعي الشهير للصور "انستغرام " المملوكة حقوقه لـ"فيسبوك"، عن إضافة ميزة الفيديو لمدة 15 ثانية ، ما سبب صدمة فنية لتطبيق "فاين" على تويتر، والذي تقدر مدته بـ6 ثواني، معلناً "فيسبوك" بصوت التنافسية: "وداعاً.. كييك"، الذي لن يستطيع مجاراة الخصائص السينمائية لفيديو"انستغرام" المتنوع بين القدرة على مونتاج الفيديو والتحكم في لونه وزاوية الالتقاط وبؤرة التركيز. وجاء تحميل نحو 5 ملايين فيديو للتطبيق الجديد خلال 24 ساعة من انطلاقه، ظاهرة تتعدى التكنولوجيا في تطلعاتها، بل استثمار آني لمفهوم الزمن والمجتمع الافتراضي، موضحاً السينمائي الفرنسي يان موا في مقالة له بعنوان: "الإنسان التغريدي" عن تجليات أزمة الحاضر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصائصها المتنوعة، مبيناً أننا في حاضر غير قابل للنمو، ويرفض التقدم، حتى ولو لثانية واحدة، ممثلاً حاضراً لا ماضي له، رافضاً التسليم للمستقبل. منظومة تنافسية مع استمرار اللغط والحديث عن ما سيطرأ عليه مفهوم الصورة من تغييرات اجتماعية، تمارس شركات الإنتاج التكنولوجي تقديم خيارات تقنية واحترافية أكثر في تعزيز قيمة هذه التوجهات، والتي أعلن عنها القائمون على تطبيق "انستغرام" وهي قدرة 130 مليون مستخدم (شهرياً) على استخدام خصائصه الحديثة، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى إقامة منظومة للتنافسية فيما بينها، وجعل من نفسها جزءاً حيوياً من الصياغة المجتمعية عبر تفاعلاتها بأبعادها السياسية والاقتصادية والتنموية.