الغاز الطبيعي الراقد تحت المياه في شرق البحر المتوسط .. قد يكون سبباً في انفلات أزمة حادة بين تركيا وقبرص.. فقبرص الغارقة في مشكلة الديون والاقتصاد ترى في حقول الغاز الطبيعي طوق نجاة يدر عليها دخلاً واستغناء ًعن الاستيراد. ولذلك فقد أهلت قبرص أربع شركات طاقة عالمية هي "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"كوغاز" الكورية و"نوفوتيك" الروسية للتنقيب عن الاحتياطات التي قد تصل إلى ربع تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. ولم تعبأ قبرص برفض تركيا استغلال تلك المكامن لأنه لا يراعي بنظرها حقوق القبارصة الأتراك في تلك الثروات. وقد تعول نيقوسيا على دعم الاتحاد الأوروبي موقفها أمام الجار التركي القوي، لا سيما أن قبرص تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الجاري. وبوسع قبرص أن تعول على مدد من حليفتها التقليدية اليونان، ولكن وضع الأخيرة لا يساعد على ذلك أبدا. أما إسرائيل المعنية باستغلال حقولها المحاذية للحقول القبرصية، فهناك تنسيق ومشاورات بين الجانبين، ولكن يصعب التكهن بموقفها إذا ما وصلت الأمور بين أنقرة ونيقوسيا إلى حد المواجهة. لذلك فإن الأمل يبقى معلقا بالاتحاد الأوروبي، أمل يدعمه تأهيل قبرص شركات أوروبية كبرى للمشروع. هذا ولم تعرف بعد أحجام احتياطات شرق المتوسط من الغاز الطبيعي وكذلك صعوبة الاستخراج من الناحية الجيولوجية. وفي حال تأكد هذه المشكلات، فإن حدة الخلاف التركي القبرصي ستخف تلقائيا. أما إذا تأكد حجم الاحتياطيات أو سهولة استغلالها فسيكون ذلك زيتا في نار الأزمة.