ناقشت الندوة البحثية التى اقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة، اليوم /الخميس /العديد من القضايا المتعلقة بفنون الشعر كخطاب تجديد الشعر العربي وصداه في رواد الشعر الحر . كما ناقشت الندوة مساهمات جماعة أبولو في ترجمة الشعر الأجنبي للعربية ، وبدايات ترجمة الشعر العربي في العصر الحديث ، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثالثة للملتقي العربي الدولي للشعر . وقال الناقد الدكتورعبد الرحمن الشرقاوى ، إن هناك العديد من الاتجاهات الأدبية في الشعر العربي الحديث من بينها مدرسة التجديد الشعري المعروفة بمدرسة " الإحياء " أو " البعث " ، ويرجع الاسم لكونها أحيت القصيدة العربية وأعادت لها القوة كما كانت في عصورها الذهبية الأولي ، مشيرا إلى أن محمود سامى البارودى ، وأحمد شوقى ، وحافظ إبراهيم من أهم رواد هذه المدرسة . من جانبه أكد الدكتور محمد زكريا عنانى ، أن التاريخ لايزال يقر بفضل المدقق الرائع رفاعة الطهطاوى لكونه أحد أهم العظماء الذين عكفوا على ترجمة الشعر من الأجنبية إلى العربية فهو علامة فارقة في هذا الصدد خلال عصرنا العربي الحديث ، وما يمتلكه من رؤية مستقبلية ثاقبة جعلته يسابق الزمن. وأوضح الناقد الدكتور ماهر شفيق فريد ، أن ترجمة الشعر من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية شغلت قدرا يتفاوت حظه قوة وضعفا من اهتمامات شعراء جماعة أبولو ، وذلك بما يتوافق مع مدى إجادتهم لهذه اللغات ، وانفتاحهم على الثقافات الغربية والشرقية، وإيمانهم بضرورة التفاعل مع ثقافات مغايرة..مشيرا إلى أنه ربما كان الإنجاز الأكبر لشعراء أبولو هو أنهم بحكم مواهبهم الشعرية ترجموا كثيرا مما ترجموه نظما ، وبذلك صنعوا منه قطع أدبية تنتمي إلى الشعر العربي بقدر ما تنتمي إلى الشعر الإنجليزي. ومن ناحية أخري ،ناقشت الندوة في حضور الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى رئيس ملتقي القاهرة الدولي الثالث للشعر العربي ، البحث الخاص والمسمي " قراءة نقدية في ديوان تنداري للشاعر مهدى مصطفى ، ديوان أغنيات الليل للشاعر السوداني عبد الإله زمراوي " ، حيث أشار الناقد الدكتورعبد الناصر حسن إلى أن الشاعر مهدي مصطفى يعد واحدا من أهم شعراء العصر الحديث ، حيث استطاع في ديوان " تنداري والذى يعد أهم تجلياته الشاعرية والشعرية في آن واحد " أن يستخدم باقتدارموتيفات بعينها مثل " الليل " ، و" الخطوات " ، و"المدينة " للتعبيرعن الغربة والوصول للعالم الآخر والتفاعل مع هذا الآخر بكل صوره وأشكاله المتعددة وكأنه يقول عن نفسه أن الغربة جزء أصيل من تكوينه . وأضاف أن مهدى استطاع بنجاح تصوير المعاناة الداخلية وما تطمح إليه نفسه من آفاق مستقبلية سعيدة عبر سراديب المكان والزمان ، وتتميز نصوص ديوانه بالثورة على الواقع الكائن بخطاب شعري يحمل جمالا فنيا مغلفا بالآهات الحزينة والعبرات الثائرة التي تتخللها ومضات من الأمل المشرق والفرح المعسول المؤقت ، موضحا أن من يتأمل ديوان مهدى مصطفى سيجد فيه أن بنية التنوع والإختلاف هي السائدة في تشكيل الديوان . ومن جانبها ، تحدثت الدكتور فاطمة الصعيدى ، عن الشاعر السودانى عبد الإله زمراوى ، وقالت :"هو مجموعة من المهارات والقدرات الإنسانية المتدفقة والمتميزة فهو شاعر وقانوني وقاضي هاجر إلى الولايات المتحدة في مطلع التسعينيات واستقر حاليا بجوار شلالات نياجرا في كندا وهو يعد تجربة فريدة تستحق الدراسة والتأمل في كونه واحدا من أعظم الشعراء السودانيين والعرب على صعيد التميز الشعري وموهبته الفطرية التى جسدت إبداعات أعماله الشعرية والأدبية" . وأضافت أن الشاعر عبد الاله زمراوي يتمتع بالعديد من المزايا وفى مقدمتها استخدامه الملحوظ للوتر الوطني الرنان الذي يتميز به في معظم قصائده وهو وتر شديد الفعالية إذ ينذر بالكارثة المقبلة التي ستحيق بالبلاد والعباد وتطيح بكل الأحلام بصورة تستفز الشعور بالتحفز والاستنفار الوطني.