رحل الممثل و المخرج المسرحي الجزائري رضا حبيب ، عن عمر ناهر (94 عامًا) ، بعد صراع مرير مع المرض، حيث ووري ، الخميس ، جثمان الراحل في مقبرة القطار في الجزائر العاصمة، وكانت وزارة الثقافة قد نظمت تأبينية له في قصر الثقافة مفدي زكرياء  وسط حضور جمع غفير من قامات الفن الجزائري والعربي الأصيل الذين حضروا فعاليات الدورة  الـ8 لفعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف،  تم تلاوة الفاتحة على روح الفقيد في جو مهيب صنعه تأثر عمالقة الفن الجزائري رفقة أهله.  هذا و علق المخرج المسرحي الكبير أحمد راشدي على  رحيل المخرج حبيب رضا  "إن الجزائر فقدت قامة، ولطالما أكد الفنان ارتباطه بوطنه رغم غربته" . وأعرب راشدي عن أسفه لمدى خسارة الساحة الفنية لأحد قامات الفن الرابع الذين دفعوا الغالي والنفيس من أجل الارتقاء بكل ما له صلة بالفن والعيش الكريم في الجزائر، كما كان قد أكد في الكثير من مراحل حياته عمق ارتباطه في الجزائر سواء كان في داخل البلاد أو خارجها. ومن جانبها قالت رئيسة دائرة السينما في وزارة الثقافة زهيرة ياحي عند تعريفها بمناقب الراحل " بدأ التمثيل رفقة بشطارزي كممثل، أتقن اللغة العربية فكانت الممهدة لمرحلة الكتابة التي انبثقت عنها أزيد من 10 مسرحيات فمنها ما تم إخراجه ومنه من ينتظر، كما كتب في الموسيقى، قبل أن يلتحق بحرب التحرير التي شغل فيها منصب المكلف بالتفجيرات قبل أن يتم إلقاء القبض عليه ليتم بعدها تعذيبه بأبشع ألوان العذاب ثم الحكم عليه بالإعدام، وبعد الاستقلال انتقل إلى المسرح الإذاعي ليقوم بعدها بالسفر إلى الخارج دون قطع الصلة برفقائه". من جهته استرسل الفنان القدير أحمد بن عيسى في حديثه عن ذكر مناقب الفقيد الذي قال عنه "إنه كان حسن الوجه بهي الطلعة يتوغل في صفوف العدو الفرنسي دون أن يتم كشف أمره لاعتقادهم أنه واحد منهم، فيقوم بزرع القنابل وزعزعة استقرار المستعمر الفرنسي في الكثير من الوقائع التي يشهد على عظمتها التاريخ، كما أنه كان أحد المؤسسين لبوادر المسرح الوطني الجزائري من خلال تمثيله رفقة بشطارزي وغيرهم من عمالقة الفن الرابع. وأضاف احمد بن عيسى أن  سنة 2013 هي سنة الحزن والخسارة لقامات الثقافة الجزائرية بدأت بالراحل مصطفى تومي وبعده يمينة مشاكرة وصولا إلى المجاهد الراحل حبيب رضا". جدير بالذكر أن  ولد محمد حطاب المشهور باسم حبيب رضا في 28 مارس1919 في مدينة مليانة ( غرب الجزائر) ، باشر مساره المهني كممثل في 1939 ضمن فرقة باشطارزي و التي كان أحد أعمدتها البارزين، ثم غادر حبيب رضا المسرح في 1955 لينضم إلى الكفاح المسلح ويصبح بذلك احد مسؤولي المنطقة المستقلة للجزائر العاصمة خلال حرب التحرير قبل أن يلقى عليه القبض ويحكم عليه بالإعدام في 1957، وبعد الاستقلال غادر حبيب رضا الجزائر سنة 1965 ليستقر في بوسطن بالولايات المتحدة الأميرو كية، لكن دون أن يقطع صلته ببلده الأم وجميع أصدقائه من الذين رافقوه في الكفاح المسلح وعلى خشبة المسرح. كرم المجاهد والممثل حبيب رضا في العديد من المناسبات عبر مشواره الفني كان آخرها سنة 2011 في حفل نظمته جمعية الألفية الثالثة في المسرح الوطني محي الدين بشطارزي.