وضع مثقفون وأدباء وشعراء مصريون"خارطة طريق" لتحقيق المصالحة المجتمعية ما يفتح الباب للمشاركة السياسية لكل أبناء الوطن. واشترط المثقفون أن تشمل المصالحة المجتمعية كافة أبناء المجتمع ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء المصريين، أو الذين لم يقترفوا جرائم فساد أو روعوا الآمنين. وأكد المثقفون والأدباء - في أحاديث منفصلة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - ضرورة أن تكون "المواطنة" هي الأساس، مشددين علي ضرورة عدم قيام أحزاب على أساس ديني. وأكد الدكتور أحمد مجاهد رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب أنه "لا مصالحة إلا بأسس"، واستشهد في هذا الصدد بما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "والصلح أولى إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا"، وقال " لا تصالح على دم لان هذا حق الشهداء .. ولا تصالح على فساد لان هذا حق الشعب"، وأضاف "خارج نطاق هذين الأمرين يمكن التصالح مع من كانوا قبل 25 يناير أو قبل الثلاثين من يونيو". من جانبه، يقول الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة "نحن نقول لمن لم تتلطخ أيديهم بدماء المصريين أن أيدينا ممدودة لكم وقلوبنا مفتوحة لكم على أساس المواطنة"، وأضاف "يجب بناء الأحزاب على أساس سياسي وليس ديني لان الاختلاف يجب أن يكون سياسيا وليس دينيا". وأعرب عبد الرحمن عن تفاؤله "بتساقط جماعة الإخوان"، وقال إن "مصر بدأت تتقدم خطوات على الطريق الصحيح بالتخلص من هذا النظام الذي روع ودمر وحرق كثيرا من المنشآت الحكومية ودور العبادة المسيحية إلى آخر هذا المسلسل الدموي" ، وقال "أنا متفائل لان الأمور بدأت تسير إلى الأفضل المهم أن يتكاتف الجميع، ولن نسمح بعودة نظامي مبارك ومرسي إلى سدة الحكم مرة أخرى". وأضاف "لسنا أقل من دولة البرازيل التي عانت طويلا من فقر مدقع، ولننظر كيف أصبحت الآن، المهم أن يتوافر للقيادة شرطان ضروريان هما الإرادة والإخلاص التي بهما نستطيع أن نتحول لدولة عظمى". بدوره ، قال عبد الناصر حسن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية إن "الوضع كان مرتبكا ومتوترا خلال الفترة الماضية، ولكن الأوضاع في تحسن وتسير إلى الأفضل .. وأسأل الله أن يلهم الجيش المصري العظيم القدرة ، وهو قادر بالفعل ، على الدفاع وحماية حدود مصر وحياضها" ، وأكد أن المصريين يعلمون أن التحديات التي تواجه مصر داخليا وخارجيا أكبر من الصراع على المناصب والكراسي، واعتبر أن ما يحدث هو سحابة صيف ستمر سريعا، مؤكدا ضرورة تطبيق القانون بحزم حتى يكون القانون والقانون وحده فقط هو الفيصل بين حقوق الناس. أما المفكر السياسي د.عمرو الشوبكي فأكد أن المصريين ليسوا مستعدين لان تنهار دولتهم وجيشهم الوطني ، معتبرا أن ما حدث في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي لم تكن له علاقة بالإصلاح وإنما كان له علاقة بالتمكين والسيطرة والاستحواذ. وأوضح أن هناك دولا تدفع بملايين الضحايا كي يتم الوصول إلى بناء الجيش الوطني كما أن هناك دولا فقدت ملايين الضحايا نتيجة غياب الجيش الوطني، مشيرا إلى أنه "لأول مرة في العالم تتحكم جماعة سرية تسمى "الإخوان المسلمون" في البلاد، رغم أنها كانت في السلطة، هذا الشعور هو الذي جعل الناس تنزل بالملايين ..وأعتقد أن الجميع سيدافع عن الدولة الوطنية المدنية والنظام الديمقراطي". بدورها، أكدت الدكتورة زبيدة عطا مقررة لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة أن "ما يحدث في مصر كان متوقعا ..لو انتظرنا بقية مدة مرسي كان الوضع سيسوء مما هو عليه الآن ، لأنهم سيكونون قد تمكنوا من الدولة ومفاصلها ، فهم كانوا يخططون للبقاء طيلة 500 عام" ، مؤكدة على عدم وجود تشرذم .. فنحن شعب في ناحية وهم في ناحية أخرى ، وهم لا يعتبرون فصيلا موازيا"، مشيرة إلى أن "الإخوان لا يشعرون وهم يدمرون هذا البلد أنهم يدمرون أنفسهم ، فهم يمارسون الكذب والقتل اللذين نهى الدين عنهما..ونحن نريد أن ننهي هذا الوضع سريعا ..يجب أن نقضي على الفتنة". وأعرب د.نبيل الطوخي الأستاذ المساعد للتاريخ الحديث والمعاصر عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة عن حزنه الشديد لما يراه في هذه الأيام وما يحدث في مصر، وقال إن "مصر كانت تواجه كثيرا من التحديات ، ولكن هذه التحديات كانت خارجية، المشكلة الأخطر أن تكون هذه التحديات نابعة من الداخل" ، معربا عن استغرابه الشديد من وجود فصيل سياسي يخرب البلد ويدمر فيها ثم يدعي بعد ذلك أنه يحب الوطن ، مشددا على أن "ما يحدث من حرائق وتخريب في المنشآت يبكي أي مصري ، ويجب علينا كمثقفين وأهل فكر وثقافة أن نقف وقفة واحدة" ، وأوضح أن مصر تواجه عدوانا في الداخل والخارج وبالتالي ما تشهده مصر يحتاج إلى تكاتف كافة القوى الأمنية والعسكرية والثقافية والإعلامية ، وقال "يجب علينا جميعا وكل من يستطيع أن يقدم شيئا لهذا البلد أن يقدمه بدءا من أصغر عامل وحتى رئيس الجمهورية" ، فنحن في أزمة كبرى، يجب علينا أن نتكاتف جميعا كي نوقف هذا الإرهاب، لأننا لن نحتمل أن تتوقف الحياة على أرضنا أو نرى مصر تعاني أكثر مما تعاني منه الآن".