أكد استاذ الدراما والعلوم المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور نادر الخنة اليوم ان مصطلح الكوميديا في المسرح لا يرتبط بالضرورة بالضحك انما اتخذ قاعدة فنية وجمالية محددة. واضاف الدكتور الخنة في المحور الأول من الندوة الرئيسية المصاحبة لمهرجان الكويت المسرحي في دورته ال14 الذي جاء بعنوان (نشأة الكوميديا..لمحة تاريخية أنواعها ومدارسها) ان مسرح التراجيديا لا يرتبط بالبكاء "ولكن تتميز التراجيديا بنهايتها الحزينة والكوميديا بالسعيدة". واشار الى ان نشأة الكوميديا في التاريخ الانساني كانت في زمن الدولة الأثينية الوثنية في القرن السادس قبل التاريخ الميلادي ثم تطورت بالدولة الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد وفي القارة الأوروبية في القرن السادس عشر. وذكر ان عددا من الدول الحديثة مثل إيطاليا وفرنسا وبالتحديد في القرن السادس عشر أي في بداية عصر العلمية والثقافية في أوروبا توسعت في مجال المسرح الكوميدي الناقد مبينا ان المسرحيات الكوميدية في ذلك العصر وجهت بشكل عام الى الطبقتين الوسطى والدنيا وجعلت الناس تقبل عليها بشغف وشكلت المفهوم الجديد لفن التلقي وفن الكوميديا الهادفة. واضاف ان المسرح الأمريكي في منتصف القرن ال19 عكس "الطبيعة الأنثروبولوجية للشعب الأمريكي الذي يفضل الصخب والإثارة والسرعة وعدم التقيد بالقواعد الفنية" مشيرا الى انتشار هذا اللون في معظم المسارح الأمريكية "وصار له جمهوره خاصة أنه راح ينتهج أسلوب النقد والهجاء السياسي للحياة الأمريكية والأوروبية متسلحا بالنزوع نحو الديموقراطية وحرية الفرد في التعبير والنقد السياسي". وقدم الدكتور الخنة عددا من التوصيات التي من شأنها تعزيز هوية هذا النوع من المسرح منها التفكير بإقامة مهرجان مسرحي للعروض المسرحية الكوميدية "حتى نفرق بين المسرحيات الكوميدية الرصينة وما يقدم من ثقافة مسرحية استهلاكية تحت مظلة الكوميديا". وجدد دعوته إلى ضرورة البدء في الإعداد لإنجاز موسوعة مسرحية علمية على غرار الموسوعات العلمية الأكاديمية العالمية التي تصدرها الدوائر النقدية المعترف بها والتي تشكل مرجعيات مهمة للباحثين والدارسين في علوم المسرح وتفك التشابكات الإشكالية الواقعة على بعض الاصطلاحات المسرحية نتيجة ما حدث لها من التباسات مفاهيمية أثناء تطورها.