عكف ثلة من المهتمين والمتخصصين في مجالات التاريخ والآثار والحضارات رجالاً ونساءً,  خلال جلسات وفعاليات الندوة العلمية التي أقامتها دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت عنوان ( آثار المدينة المنورة وحضارتها وتراثها عبر العصور)  على دراسة طروحات متنوعة تحكي جوانب عدة من آثار وتاريخ المدينة المنورة. وشهدت الندوة التي افتتحت بالمدينة المنورة يوم الأربعاء الماضي بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة خمس جلسات عقدت تباعاً قدم خلالها مشاركون ومشاركات بالندوة 22 ورقة عمل تناولت مختلف جوانب الموضوع الرئيسي للندوة التي عقدت في إطار  فعاليات المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013م . وتناولت الجلسات التي عقدت على مدى يومين موضوعات تركزت  حول حرار وجبال المدينة المنورة وحدود حرمها ,وتنظيم السكان والإسكان في المدينة المنورة في العصر النبوي ,والطرق الموصلة إلى المدينة المنورة  ,وقراها ومنابرها من بداية العصرالإسلامي  حتى أوائل القرن العاشر الهجري,والمدينة المنورة في كتابات المؤرخين المسلمين حتى نهاية القرن الثالث الهجري( التاسع الميلادي) . وحملت أوراق العمل مضامين بشأن الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة المنورة من خلال كتاب الموطأ للإمام مالك, والمدينة المنورة من خلال الرحلة الحجازية: رحلة البلوي نموذجاً ,والإمام محمد بن عبدالوهاب في المدينة المنورة وأثر ذلك في منهجه ودعوته,والأبعاد التاريخية والحضارية للوقف وأثره في النهضة العلمية بالمدينة المنورة (المساجد والكتاتيب نموذجاً), و إبراهيم بن علي العياشي مؤرخ المدينة المنورة (1329 ــ 1400هـ) , إلى جانب ورقات عمل بعنوان دار القلم ومدرسة طيبة : مشروع حضاري وتربوي وثقافي, ونظرية جديدة حول منشأ الحرف العربي وموطنه الأصلي, وحفرية إنقاذية لقصر هشام، مطل على وادي العقيق من خلال الأعمال الميدانية بالمدينة المنورة,و الآثار النبوية في المدينة المنورة ( بئر غرس ) نموذجاً, ومصادر تاريخ المدينة المنورة في دراسات حمد الجاسر وتحقيقاته. وطرحت خلال الجلسات بحوث حول  المنشآت الخيرية في المدينة المنورة من القرن الأول حتى سقوط الخلافة العباسية 656هـ , وأهمية الحرف والصناعات اليدوية في تشغيل المواقع التراثية بمنطقة المدينة المنورة, والربط والخوانق في المدينة المنورة, وسكان المدينة في العصر المملوكي , فضلاً عن موضوعات متصلة مثل  الفريش:  أول محطة على الطريق السلطاني من المدينة المنورة, والصناعات  والحرف اليدوية في المدينة المنورة في العصر العباسي في القرنين الثاني والثالث الهجريين, وأضواء على إضاءة المسجد النبوي أواخر العهد العثماني في ضوء الوثائق العثمانية والمصادر التاريخية, وصورة الإرسالية في عهد السلطان عبد المجيد الأول وأثرها على الحياة الاجتماعية في المدينة المنورة.