أعاد حفل مهرجان الأقصر للسينما المصرية - الأوروبية إلى الذاكرة فنون الفراعنة الذين مارسوا فن التمثيل قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، حيث تؤكد المعالم الأثرية لملوك مصر القديمة التي تضم عشرات الشواهد التاريخية في أبيدوس والأقصر وإدفو أن المصريين القدماء عرفوا نوعين من الدراما هما الحفلات الطقسية والدراما الدينية، وكانت الحفلات الطقسية يقيمها الكهنة في المعابد؛ وأن كهنة مصر القديمة أنشأوا مدارس لتعليم الرقص تابعة للمعابد، وأن الرقص عند قدماء المصريين كان يوظف درامياً، وهو أمر سبقت به مصر دول العالم في هذا المجال. وعلى غرار ما كان يقوم به عشاق التمثيل في مصر الفرعونية بتقديمهم العروض المسرحية على ضفاف البحيرة المقدسة في معابد الكرنك التاريخية قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، اختتم المهرجان دورته الأولى التي أقيمت في موعدها خلال الفترة من 17 إلى 22 سبتمبر الجاري، في مسرح خاص على ضفاف البحيرة ذاتها التي شهدت العروض التمثيلية لقدماء المصريين. وكان حفل الختام الأسطوري مفاجأة لجموع المشاركين من 21 دولة أوروبية بجانب مشاركة المصريين، إذ بدأ حفل الختام بتدفق المشاركين إلى أروقة معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة حيث شاهدوا عرضاً مبهراً للصوت والضوء، وما إن وصلوا إلى البحيرة المقدسة حتى وجدوا أنفسهم في رحاب حفل يقام بين أحضان التاريخ، حيث تحيط بهم بحيرة الكرنك المقدسة من جانب وأعظم الآثار المصرية من جانب آخر، وتلقي مسلات حتشبسوت الشاهقة بظلالها عليهم. دفع هذا المخرج المصري الدكتور سمير سيف رئيس لجنة التحكيم إلى القول إن المشاركين في المهرجان كتبت أسماؤهم جميعاً في سِفر الزمن بحضورهم حفل الختام المقام في أعظم أمكنة التاريخ. أما حفل العشاء فأقيم في ساحة معابد الكرنك حيث تناول المشاركون عشاءهم على وقع عروض الفنون الشعبية المصرية. وفاز بعمود الجت الذهبي في مسابقة الفيلم الروائي الطويل فيلم «الولاية» للمخرجة الإسبانية بيدوا برينز، وفاز بجائزة عمود الجت الفضي في المسابقة ذاتها فيلم «الابن البار» إخراج الفنلندية زايده بيرحروث، وحاز جائزة عمود الجت البرونزي فيلم «حارث القبور» للمخرجة الأستونية كاترين لور. ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم الروائي الصربي الطويل «الصندوق» من إخراج أدريانا ستويكوفتش، وشهادة تقدير أخرى لفيلم «رحلة إلى البرتغال» للبرتغالي سيرجيو تريفوا. وفي مسابقة الفيلم الروائي القصير، فاز بعمود الجت الذهبي المخرج الأيرلندي ميشيل لفيل عن فيلمه «كلوك»، وفاز بجائزة عمود الجت الفضي الفيلم المقدوني «هناك رجل اعتاد ضربي على الرأس بمظلة» من إخراج فردان توزيجا. ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير لتشارلوت بولاي جولد سميث مخرج الفيلم البريطاني «الرجل ذو القلب المسروق». واختار المنظمون عمود الجت كجائزة للفائزين في مسابقاته، وهو يرمز إلى الاستقرار ويعد من رموز أوزيريس في مصر القديمة، ويعتبر تميمة حامية للجسد وتعطيه صفة الدوام والقوة.