مسرح الشباب للفنون

أكد كاتب السيناريو المحلي محمد حسن أحمد، في بداية الجزء الثاني من البرنامج السينمائي الذي ينظمه مسرح الشباب للفنون في مقره، والمختص بكتابة سيناريو قصة سينمائية حيث تستمر الورشة حتى يوم الخميس من الشهر الجاري بمشاركة 17 شاباً وشابة من المعنيين بالفن السابع، أنَّه «لا توجد قواعد وقوانين لكتابة سيناريو فيلم سينمائي».

وتحدث محمد حسن أحمد الذي يحاضر في أول ورشة له في الإمارات بعد إقامته لعدد كبير من الورش في بلدان الخليج، في البداية عن تاريخ السينما في منطقة الخليج ونمطية الأفكار المطروحة وتجربته مع كتابة السيناريو على مدى 17 عاماً.

ويقول حول أهم معطيات السيناريو: «تفكيك الأفكار وتحرير الفن من منظومة تسخيره لتوصيل رسالة ما والتي يكمن فيها مقتله، وإسقاط سينما هوليوود من طموح الباحثين عن الإبداع الذي نجده في السينما المستقلة».

كما استعرض المشهد السينمائي في منطقة الخليج بما له وعليه قائلاً: «لدينا حراك سينمائي وشبابنا يمتلكون الموهبة والثقافة ويتميزون في كافة فئات صناعة الفيلم باستثناء «كتّاب السيناريو» ربما لأنهم دوماً خلف كواليس الكاميرا.

ومن جهة أخرى يتوفر لدى الكثير منهم الحرفية التقنية والثقافة، لكن ما ينقص معظمنا هو الوعي المعني بتفاصيل الحياة الدقيقة وبناء الفكر الخاص الذي يساهم في اتساع دائرة الوعي التي ترتبط مباشرة بالإبداع ».

وطرح حسن أحمد العديد من الأمثلة عن كيفية تفكيك الأفكار منها: «معظم سيناريوهات السينما والدارما التلفزيونية سواء الخليجية أو العربية، تعتمد الصيغة التقليدية في ربط الابن الضال بأم مطلقة أو أرملة.

وهذه الصيغة المكررة غير صحيحة على أرض الواقع ولا يمكن اعتبارها قاعدة. علينا الانطلاق من ذكاء الإنسان التركيبي الذي يكتسب وعيه من محيطه الاجتماعي والكشف المعرفي والبحث والتحليل».

وتابع: «لابد لسيناريو الفيلم أن يشبه كاتبه بيئة ومجتمعاً، وأن يتعامل مع فكرة السيناريو من منطلق المعطيات المتوفرة كالميزانية وشخصيات القصة، علما أن الفيلم القصير يساعد في هذا المجال، خاصة وأن معطيات الفيلم الروائي الطويل تتطلب معطيات ضخمة، وبذا لا يمكن لنص السيناريست أن يرى النور خاصة في المراحل الأولى التي تتطلب خبرة على مختلف الأصعدة».

وشاهد المشاركون في الورشة فيلمين قصيرين اختارهما حسن أحمد كنموذج للفيلم القصير الإبداعي بميزانية محدودة، وما يجمع بين الفيلمين المؤثرين الاستغناء عن لغة الحوار مقابل التعبير الإنساني والموسيقى.

تناول الفيلم الأول «بو» للمخرج روبرت ريد قصة زوجين عجوزين حولا فكرة انتظار الموت إلى لعبة طريفة تشيع جواً من المرح، حيث يدعي كل منهما الموت أمام الآخر. أما الفيلم الثاني «عيد الميلاد» للمخرج بيترو ماليغرو لزوجين يحتفلان بعيد ميلاد طفلهما المتوفى وبالموت بأناقة الحزن العميق.

ودار حوار ونقاش بين المحاضر والمشاركين حول لغة الفيلمين البصرية وأبعادها النفسية في المشاهد والقيمة الفنية والإبداعية للعمل على الرغم من ميزانيته المحدودة في موقع تصوير