انطلاق ملتقى الشارقة الدولي للراوي

يدشن معهد الشارقة للتراث في 27 من الشهر الحالي، ملتقى الشارقة الدولي للراوي، والذي تستمر فعالياته إلى الأول من أكتوبر/‏تشرين الأول 2015، بمشاركة 20 دولة عربية وأجنبية.  ويهدف الملتقى، الذي يقام برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى الاحتفاء بفنون السرد الشفهي والرواة الذين يعدون كنوزاً بشرية حية، والتأكيد على أهمية المحافظة على الذاكرة القديمة والتراث غير المادي.

ومن أبرز الدول المشاركة في فعاليات النسخة الـ 15 من الملتقى، والذي مُددت فعالياته من يوم واحد إلى 5 أيام، الإمارات والسعودية وقطر والكويت من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن الدول العربية الأخرى، مصر والمملكة المغربية وسوريا ولبنان والجزائر وتونس وفلسطين والأردن، ومن بين الدول الأجنبية الهند والفلبين والمكسيك وفنلندا وفرنسا وأوكرانيا وإسبانيا ورومانيا.

وقال عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: «يهدف ملتقى الشارقة الدولي للراوي إلى التأكيد على أهمية الراوي، وضرورة الاهتمام، به كمصدر ثقافي وإنساني».

وأضاف: «يولي الكثير من وسائل الإعلام بعض الاهتمام أحياناً بالرواة وكبار السن وحملة التراث الثقافي، إلا أنها تلتقيهم لملء مساحات البث الفارغة، ولا تولي هؤلاء الأفراد المهمين الاعتبار الذي يستحقونه والاستجابة لحاجاتهم ومتطلباتهم».

 

وتابع: «نأمل من خلال الملتقى، إعطاء الراوي الاعتبار الذي يستحقه، وتلبية احتياجاته، كما نسعى لتدوين وتوثيق عدد كبير من العادات والتقاليد والمعارف التراثية، والتعرف إلى المزيد من الرواة، وتوسيع القائمة لدينا سواء في الدولة ومنطقة الخليج والوطن العربي، او الرواة العرب والعالميين، بهدف التبادل المعرفي والثقافي».

وأكد المسلم أن الملتقى يهتم بالراوي بشكل خاص نظراً للفجيعة التي تحل بالباحث والجامع الميداني عند موت الراوي، مضيفاً: «هذا ما تنبه له اليابانيون عند إنشائهم مشروع الكنوز الحية من سنين عدة، وكان أحد الباحثين الموريتانيين قال إن موت راوٍ هو موت أو احتراق لمكتبة، وهي مقولة تبنتها منظمة اليونيسكو، وهذه الفجيعة تجعلنا نتعلق بهؤلاء الرواة وحياتهم ووجودهم بيننا، لنغتنم الفرصة للحصول على مكنونات تلك الذاكرة، وعلى تلك الخبرات العظيمة».

ويشمل الملتقى برامج وخططاً واستراتيجيات وأهدافاً عدة، من أبرزها مواكبة أهداف منظمة اليونيسكو الرامية للحفاظ على ميراث الكنوز البشرية، والتركيز على أهمية ذاكرة الرواة وخبراتهم وإبداعاتهم بالنسبة للتراث الثقافي المحلي والإنساني، والمحافظة على استدامة العلاقة بين الأدب الشعبي والمجتمع.

وعن أهم فعاليات الملتقى قال المسلم: هناك ندوة فكرية بعنوان (دور الراوي في نقل السرد العربي القديم)، بمقر المعهد يومي 28 و29 سبتمبر/‏أيلول الجاري.

وأضاف: «تهدف الندوة إلى الاحتفاء بفنون السرد الشفهي، والرواة الذين يعتبرون كنوزاً بشرية حية، وتسليط الضوء على ضرورة المحافظة على الذاكرة القديمة، وتناقش جلسات الندوة موضوعات مهمة عدة، منها مفهوم السرد وأنماطه، وأسباب تراجع الاهتمام بالتراث السردي، والوظائف التي ينهض بها الراوي داخل النص السردي، والتقنيات السردية التي يحتاج اليها الراوي والأدوات المساندة».

ومن أبرز المشاركين في الندوة كل من د. نجيمة طاي طاي وزيرة التعليم غير النظامي السابقة، وخبيرة التراث الثقافي اللامادي الدولية، والدكتور أحمد بهي الدين العساسي من كلية الآداب بجامعة حلوان، والفنان التشكيلي الدكتور محمد يوسف علي، والكاتب والمخرج المسرحي الدكتور نمر سلمون، والمفكر والروائي الدكتور صالح هويدي، ونجيب الشامسي، مدير إدارة الدراسات والبحوث بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدكتورة نجيمة طاي طاي، والدكتور نمر سلمون، والدكتور سعيد حداد، وكوكبة من الرواة والحكواتيين والخبراء المختصين بالسرد الشفهي غير المادي.

وسيعمل المشاركون في الطاولة المستديرة على طرح تجاربهم وشهاداتهم عن فنون السرد الشفهي، وسبل الحفاظ عليه، كما تقام خيمة تحاكي الشوارع القديمة، بما فيها من محال ودكاكين وأكشاك، تضم ما يتعلق بفنون الراوي.