أنجح الأفلام السينمائية المغربية قد لا يتعدى عمرها الإفتراضي في القاعات السينمائية 8 أسابيع، إلا أن فيلما مغربيا يتهكم على "الإرهاب" أصر على البقاء بالقاعات لفترة تتجاوز العام، هي سابقة في تاريخ السينما المغربية..لكن لماذا كل هذا النجاح لفيلم لم يتحدث عن قضية تهم المغاربة ولو كانت من الطابوهات، ولم يثر أي احتجاجات رغم تعبير فعاليات تأهيلية ونقابية وحقوقية مغربية تنتمي إلى مدينة تزنيت المغربية عن احتجاجها على مضامين الفيلم  المعنون بـ"الطريق إلى كابول" والذي حقق حتى الآن أكبر الإيرادات في تاريخ السينما المغربية، إذ شاهده أكثر من 3 ملايين شخص والقائمة مازالت مفتوحة. سكان مدينة "بتزنيت" احتجوا بعد عرض الفيلم ضمن فقرات مهرجان "السينما للجميع" (جنوب المغرب)، واعتبروا ظهور أحياء من مدينتهم في الفيلم على أنها "خراب شبيه بما يحدث في أفغانستان" هو انتقاصلهم، وتشويه لمعالم مدينتهم الهادئة والجميلة والتي تشكل قطبا سياحيا قبل أن تتحول إلى مجرد "خراب" في الفيلم". و"الطريق إلى كابول" هو فيلم مغربي "كوميدي" ضاحك، يسخر من قضايا اجتماعية متعددة في قوالب هزلية لا تخلو من رسائل" مشفرة" في طليعتها حالة البطالة التي يعانيها عدد من الشباب في العالم العربي ومن بينها المغرب، إذ يقرر أربعة أصدقاء عاطلون الهجرة "سراً" إلى هولندا لبدء صفحة عيش جديدة قوامها الكرامة، لكنهم سيجدون أنفسهم في أفغانستان، وفي قلب التطاحنات الحربية هناك. وفي الوقت الذي كان هؤلاء الأربعة يمنون النفس بالعمل والغنى في أرض أوروبا، وجدوا أنفسهم مكبلين بعدد من الإتهامات الضخمة، ومنها الإرهاب والتجسس والتخابر، لتنضاف معاناتهم مع معاناة الشعوذة واستفحال الرشوة وغيرها من المظاهر السلبية في بلدهم والتي دفعتهم إلى الرغبة في الهجرة بأي وسيلة. وإضافة إلى المسار الكوميدي العام للفيلم، فهو أيضا يقوم على توظيف الحركة والمعارك.