"درع الفرات" تحاول تحقيق مزيد من التقدم

 قصفت الطائرات الحربيّة مناطق في بلدة بشقاتين، في ريف حلب الغربيّ، من دون معلومات عن وقوع إصابات، في حين تستمر الاشتباكات بين الفصائل الإسلاميّة والمقاتلة العاملة ضمن "عملية درع الفرات" من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، على تخوم مدينة الباب وريفها، في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، حيث تحاول الفصائل تحقيق مزيد من التقدم، والوصول إلى أطراف مدينة الباب وضواحيها، وتوسيع نطاق سيطرتها في ريف المدينة، تمهيدًا لدخول المدينة، وطرد "داعش" منها، حيث شهدت قصفًا، من قبل قوات "درع الفرات"، أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل، وسقوط عشرات الجرحى، لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد القتلى إلى الارتفاع.

وفي حمص، قتل رجل وطفل نازحين، من جراء إصابتهما في قصف لقوات الحكومة، على مناطق في مدينة تلبيسة، فيما لا يزال عدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود نحو 10 جرحى، بعضهم بحالات خطرة.

أما في اللاذقيّة، فجددت الطائرات الحربيّة والمروحيّة قصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ، على مناطق في الريف الشمالي، حيث استهدفت الضربات الجويّة، أماكن في منطقة تلة الخضر، القريب من منطقة كباني، في جبل الأكراد وأماكن أخرى، في تردين في الريف ذاته.

كما تواصل الفصائل الإسلامية والمقاتلة، استهداف مناطق سيطرة "جيش خالد بن الوليد" الذي يشكل لواء "شهداء اليرموك" المبايع لتنظيم "داعش"، في ريف درعا الغربي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

أمّا في محافظة إدلب، فقصفت الطائرات الحربيّة مناطق في الأطراف الجنوبيّة من مدينة خان شيخون في الريف الجنوبي، من دون معلومات عن إصابات، كما قصفت الطائرات الحربيّة مناطق في مدينة إدلب، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن.

يأتي ذلك في وقت نفذت الطائرات الحربيّة غارات استهدفت مناطق في بلدة بيت نايم، بأربعة صواريخ، ومناطق في غوطة دمشق الشرقيّة، بالتزامن مع استهدافها بغارة مناطق في بلدة الريحان، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

إلى ذلك، تمكّن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من توثيق وفاة 4 على الأقل، بينهم طفلة وسيدة متقدمة في السن، في منطقة رجم الصليبي، في ريف منطقة الهول الحدودية مع العراق، والواقعة في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة الحسكة، نتيجة نقص الأدوية والعلاج اللازم وسوء الوضع الصحيّ والإنسانيّ، مع استمرار حاجز قوات سوريا الديمقراطية، الذي يمنع المواطنين من الدخول إلى الحسكة، إلا بوجود كفيل من أهالي المنطقة، يقوم باصطحاب من يكفلهم إلى داخل المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي، في المحافظة، وهو الأمر الذي تسبب بوفاة هذه السيدة، مع المدنيين الثلاثة الآخرين في الأيام والأسابيع الفائتة.

ويعيش هؤلاء المدنيون واقعًا مزريًا، في حين يفترش معظمهم العراء أو في خيم أقاموها لأنفسهم، بينما عمد البعض الآخر، إلى حفر حفر واسعة في الأرض، والمبيت فيها مع عائلاتهم، في حين تتجاهل الجهات القائمة على المنطقة، والإدارة الذاتية الديمقراطية، تقديم خدمات لهم، وبخاصة في الأسابيع الأخيرة، كما لم تدر المنظمات الإغاثيّة والجهات الدولية أي بالٍ، للصرخات التي أطلقها الأهالي لتأمين عبور لهم إلى داخل محافظة الحسكة، أو تأمين مخيم لهم ومأوى وغذاء وملبس يقيهم من افتراس الصحراء الخاوية لهم.

وروى بعض المواطنين أن ربطة الخبز تباع بأكثر من 800 ليرة سورية، كما تباع قارورة الماء بسعة لتر ونصف، بأكثر من 600 ليرة سورية، بالإضافة إلى الغلاء الفاحش الذي يجري التحكم به من قبل باعة متجوّلين، كما أكد نازحون في منطقة رجم الصليبي، أن بعض المواطنين تمكنوا من العبور والدخول إلى مدينة الحسكة، بعد أن دفعوا مبالغ ماليّة لسماسرة، قاموا بتمريرهم إلى المدينة، كذلك روى نازحون، أن عناصر الحاجز أخذوا أوراقهم الثبوتيّة وبطاقاتهم الشخصية بداعي تدقيقها، إفلى حين حضور الكفيل، ويضيف أحدهم "قطعنا مسافات طويلة، هربنا من الظلم والموت بعد أن تركنا منازلنا، لنأتي إلى هنا ونصبح نازحين نعايش البرد والغبار وقلة الغذاء والموت بسبب الجوع والمرض".

ولا تزال العائلات التي وصل تعدادها إلى نحو 400 عائلة، من ضمنها عشرات الأطفال وعشرات المواطنات، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا يقيهم من البرد ملبس أو مسكن أو حتى خيمة مقامة في صحراء أنهكتها الحرب، يطلقون صرخات منادين الجهات الدوليّة والمنظمات الإغاثيّة، أن تكفل دخولهم، أو تفاوض القائمين على إلغاء شرط الدخول هذا.