الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات

بدأت أعمال "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات " في العاصمة أبوظبي الإثنين، برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتعد الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات اللقاء الوطني الأكبر من نوعه الذي شهد اجتماعات موسعة لأكثر من 30 فريق عمل من الحكومة الاتحادية والمحلية في مختلف القطاعات لبحث القضايا الوطنية، وإطلاق الاستراتيجيات والمبادرات التي تعزز النموذج التنموي للدولة وصولاً لمئوية الإمارات 2071.

وترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اليوم الأول، اجتماع أولياء العهود ورؤساء المجالس التنفيذية من الإمارات السبع؛ وذلك بهدف تعزيز التعاون والتنسيق بين إمارات الدولة كافة والحكومة الاتحادية، ومواءمة الاستراتيجيات الاتحادية والمحلية، والتنسيق في ما بينها، والتخطيط لمئوية الإمارات 2071. كما ترأس  الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، خلال اليوم الأول من  "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات "، اجتماع أمناء المجالس التنفيذية في الإمارات السبع، حيث تم إطلاق 3 مبادرات هادفة لتعزيز التعاون بين المجالس المختلفة. وشهدت الاجتماعات، خلال يومها الأول، إطلاق 120 مبادرة وطنية في أكثر من 30 قطاعاً مشتركاً بين المستويين الاتحادي والمحلي، حيث سيتم الإعلان عن نتائج التنفيذ بعد عام، وذلك خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2018. كما تم إطلاق مشروع مدينة المريخ العلمية، وهو مشروع بناء المدينة الفضائية الأولى من نوعها التي ستتخذ من داخل حديقة مشرف مقراً لها، بتكلفة 500 مليون درهم على مساحة أرض تبلغ مليوناً و900 ألف قدم مربعة، لتشكل بذلك أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض، وتشكل نموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ.

وجرى استعراض الواقع الجيوسياسي العالمي، إضافة إلى مناقشة مستهدفات الدولة خلال السنوات الثلاث المقبلة حتى عام 2021. وتوزعت المبادرات بين إقرار برامج وقوانين وتشريعات وسياسات وطنية وتطوير خدمات وقواعد بيانات ومعلومات وقدرات وطنية وخطط استراتيجية وتقارير ودراسات وفرق عمل وطنية مشتركة وأدلة وطنية.

وفي هذا الإطار، قال  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:  "محاضرة أخي محمد بن زايد لشباب الإمارات في مارس الماضي، كانت هي الأساس لبدء العمل على رؤية وطنية للسنوات الخمسين المقبلة، وقد دعونا لهذه الاجتماعات أنا وأخي محمد بن زايد؛ لأننا نريد الجميع أن يكون جزءاً من الحديث عن مستقبل الإمارات "، وأضاف ه:  "لدينا اليوم 30 فريقاً مشتركاً يضعون الأساس لليوم الأول في مئوية الإمارات ".

وأكد أن:  "الموارد الطبيعية لن تستمر، ولكن سيستمر الإنسان الواعي المثقف القادر على صناعة مستقبله والتكيف مع التغيرات العالمية "، وقال ه:  "نريد للأجيال القادمة رخاءً أكثر، وتعليماً أفضل، واقتصاداً أقوى، وبنية تحتية مستقبلية هي الأكثر تطوراً عالمياً ". وتابع  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:  "من يترك نفسه للصدف وللظروف المحيطة به لن يصنع مستقبله.. والتخطيط للمستقبل هو أول خطوة في صنعه ". واختتم قائلاً:  "زايد صنع لنا دولة.. وأودع عندنا أمانة.. وترك لنا وصية بأن يستمر العمل حتى نكون أفضل دولة في العالم ".
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية هذه الاجتماعات في استشراف مستقبل الإمارات.. وقال ه:  "سعدت وأخي  الشيخ محمد بن راشد بمشاركة أولياء العهود والقيادات الحكومية.. اجتماعات حكومة الإمارات حدث وطني مهم يؤسس لمرحلة تنموية جديدة.. كل الدعم والتوفيق للجميع ".

وأضاف :  "إن هذه الاجتماعات مبادرة وطنية رائدة تحملنا جميعاً مسؤولية النظر في المرحلة القادمة وماذا خططنا لها ". وأردف :  "إن تقدم دولة الإمارات ونهضتها ورقيها مسؤولية جماعية، فمهما خططنا للتنمية ووضعنا الاستراتيجيات، لن نصل إلى أهدافنا ما لم تتضافر الجهود، وعملنا كفريق واحد "، منوهاً ه بأن آباءنا وأجدادنا هم قدوتنا في مواجهة التحديات وبناء الوطن، وأجيالنا القادمة لن تغفر لنا إذا لم نترك لهم الإمارات في طليعة دول العالم، وهذه هي أمانة زايد، وهي في أعناقنا. وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد شارك في جلسة الرؤية المستقبلية للتعليم في دولة الإمارات إلى جانب  الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وبحضور معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي، ومسؤولي المؤسسات التعليمية في الدولة.

وتبادل ه الأحاديث مع الحضور، مؤكداً حرص قيادة دولة الإمارات على تكريس أفضل النظم التعليمية المرتكزة على التكنولوجيا، وتوظيف الإمكانات لجعل التعليم لدينا ابتكارياً، يمكن أجيالنا من امتلاك المهارات والقدرات للتعامل مع مختلف التحديات وصنع مستقبل مشرق لوطننا.

وتشهد الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي تتواصل على مدار يومي 26 و27 سبتمبر، مشاركة 450 شخصية من  أولياء العهود ورؤساء المجالس التنفيذية في الإمارات، إلى جانب الوزراء ورؤساء الجهات الحكومية الاتحادية، ورؤساء الجهات الحكومية المحلية، ووكلاء الوزارات ومديري عموم الجهات الاتحادية ومديري عموم الجهات المحلية والوكلاء المساعدين والمديرين التنفيذيين.

وناقش المجتمعون 30 موضوعاً في مجالات الاقتصاد والبنية التحتية والإسكان والخدمات الصحية والوقائية والشباب والتوطين والبيئة والطاقة والتعليم العالي والبحث العلمي والإعلام والخدمات الذكية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتوازن بين الجنسين والتميز والكفاءة الحكومية والقيادات والقدرات الحكومية والثقافة وغيرها، كما تم عقد عدد من ورش العمل والمحاضرات المتخصصة التي تطرح أهم التحديات والسيناريوهات المتوقعة خلال العقود الخمسة المقبلة، وكيفية وضع الخطط الملائمة لها.

وتسعى  "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات " إلى متابعة المستهدفات والنتائج التي تحققت ضمن رؤية الإمارات 2021 التي تهدف لأن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم في شتى المجالات.

كما تهدف الاجتماعات إلى توفير منصة هي الأكبر والأشمل من نوعها تجمع بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لبحث التحديات التي تواجه مسيرة التنمية ومناقشة أولويات العمل الحكومي في مختلف القطاعات التنموية، ورسم الخطط والبرامج وسياسات العمل ذات الصلة، علاوة على مواءمة الاستراتيجيات الاتحادية والمحلية، والتنسيق في ما بينها وبدء العمل في التخطيط لمئوية الإمارات 2071.