قوات الحركة العربية الأزوادية

اقتحم مسلحون تابعون للحركة العربية الأزوادية ليل الأحد- الاثنين  ثكنات للجيش المالي في تينبوكتو  بأزواد وطاردوا الجنود إلى خارج  المدينة، في أول حادث من نوعه منذ البدء في تنفيذ اتفاق الجزائر المبرم بين الحركات الأزوادية والحكومة المركزية في باماكو وقال مصدر أزوادي رفيع المستوى لـ"صوت الإمارات إن الحادث يأتي على خلفية رفض جماعات تابعة للحركة العربية الأزوادية التي يتزعمها سيدي ابراهيم ولد سيداتي لتنصيب رئيس للسلطة الانتقالية في ولاية "تاودني" في أقصى الشمال.ويُطلق اسم "أزواد" على شمال مالي. ويسكنه العرب والطوارق.  وتتألف الحركة العربية الأزوادية من أبناء قبيلة "البرابيش" العربية.

وعلم "صوت الإمارات" أن التمرد ينال دعم جماعات من القبيلة من مؤيدي الحكومة المالية. وقال المحتجون إنهم لن يقبلوا أن ينصب عليهم إلا أحد أبناء "البرابيش"، مؤكدين ألا إمكان لتنصيب الرئيس الذي تقترحه السلطات وهو أيضا عربي من "أروان" في الاقليم. وقاد التمرد الدينا ولد دايه وهو رئيس مجلس الأعيان في الحركة العربية، وفي الوقت نفسه  قائد عسكري ميداني تجتمع فيه صفة العسكرية والقيادة التقليدية، وهو  من عشائر "أولاد ادريس" البربوشية. وتصنف عشيرته حسب المصادر في الاقليم بأنها الأكثر حضورًا من الناحية العسكرية في الحركة العربية الأزوادية، وهو حسب هذه المصادر" الرجل الأقوى من بينهم بإمكانياته المالية والعسكرية والقبلية".

 ولم يعرف ما إذا كان التمرد ينال موافقة الأمين العام للحركة سيدي ابراهيم ولد سيداتي الذي هو عضو تنسيقية الحركات الأزوادية ويتولى باسمها مراقبة اتفاقية الجزائر.

 ويريد "البرابيش" وفق ما ذكر المصدر الأزوادي للعرب اليوم تعيين قائد التمرد. و"تجري مفاوضات بين الأطراف المعنية بهذا الشأن". وقال المصدر إنه ربما وافقت السلطة المالية على تعيين هذا الشخص، مشيرًا إلى أن "غالبية الفاعلين في الساحة يرون فيه الشخص الذي يستطيع فرض الأمن في الإقليم بما فيهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المشرف على ملف الإتفاقية برمته ، لأن لديه قوة وتتبعه مجموعات قوية قادرة على بسط الأمن في الإقليم عكس مرشح النظام الذي لا يتمتع بأي صفة تمكنه من فرض الأمن الإستقرار في المنطقة فهو شخص مدني وكان رجل اعمال يقيم في بماكو لا علم له بشيء مما يدور".

وجرى التمرد في "تينبوكتو" لأن "تاودني" ولاية مستحدثة  أقتطعت من ولاية تينبكتو  ولم تختر لها عاصمة حتى الآن، وكل أعيان الولاية الجديدة اصلا من اهل تينبكتو ويقيمون فيها. وخلال الشهر الماضي بدأت السلطات والحركات الأزوادية في تنفيذ الخطوة الأولى في اتفاق سلام أُبرم تحت إشراف الجزائر وهي تعيين سلطة انتقالية للأقاليم الأزوادية الخمسة وهي  " كيدال" و" تينبكتو" و "قاوه" و "منكا" و" تاودني ".

ويقضي الاتفاق بأن يتم التعيين بالتفاهم بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية. وتتولى السلطة الانتقالية تسير الشأن العام في الإقليم مدة تطبيق وثيقة الجزائر والتي حدَّدت بـ 24 شهرًا .وعلى الرغم من أن القوات الفرنسية المتمركزة في الاقليم  ظلت تمنع أيًا من مسلحي الحركات الأزوادية من الاقتراب من بوابات "تيمبوكتو" لأقرب من عشرين كيلومترًا فإنها وفق ماا  ذكرت المصادر لم تتدخل لمنع التمرد الحالي.