الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تطلعه مع شعب الإمارات إلى "ترسيخ وتعزيز مسيرتنا الاتحادية، والحفاظ على إرث الشيخ زايد بن سلطان لتعزيز تجربتنا البرلمانية وصون تجربتنا الاتحادية".
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاحه أمس نيابة عن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس الوطني الاتحادي، في مقر المجلس في أبوظبي.  وحضر الافتتاح، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، والشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا، ولي عهد أم القيوين، والشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة.
وجرت للشيخ محمد بن راشد، لدى وصوله إلى ساحة المجلس، المراسم الرسمية المعتادة، حيث عزفت ثلة من حرس الشرف السلام الوطني، ثم قام باستعراض الحرس. وبدأت مراسم الاحتفال بتشريف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأولياء العهود، ونواب الحكام، قاعة زايد، حيث استهل الحفل بتلاوة آيات عطرة من كتاب الله الحكيم.
بعد ذلك، افتتح الشيخ محمد بن راشد، دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السادس عشر، بالنطق السامي، وقال: "نفتتح اليوم دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس الوطني الاتحادي، متطلعين مع شعبنا إلى ترسيخ تجربتنا البرلمانية، وتعزيز مسيرتنا الاتحادية، والحفاظ على إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه المؤسسين ".
وأضاف: "تحية من هذا المنبر إلى شهداء الوطن المخلصين وآلاف فرق العمل المتفانين، وجميع المسؤولين الحكوميين، وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي الموقرين. تحية إلى كل من يعمل كفريق واحد لخدمة ورفعة وعزة شعبنا ووطننا وعلمنا ودستورنا."
وكتب الشيخ محمد بن راشد على "تويتر" يقول: "افتتحنا، بحمد الله، دور الانعقاد الجديد للمجلس الوطني الاتحادي، متطلعين مع شعبنا لتعزيز تجربتنا البرلمانية وصون تجربتنا الاتحادية. وأضاف: نفخر في الإمارات بأن المسؤولين الحكوميين وأعضاء المجلس الموقرين وآلاف الجنود من المخلصين يعملون بروح فريق واحدة لتحقيق العيش الكريم لشعبنا.
وألقت الدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس، كلمة أكدت خلالها أن المجلس، يعد ركيزة أساسية في برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وأن دعمكم المتواصل لجهوده، هو جزء من برنامج نجني جميعاً ثماره، ليصبح شعب الإمارات شريكاً في مسؤولية الوطن، وليظل المجلس رمزاً لشعب الاتحاد الذي يضع كتفه بكتف قيادته، ليتحمل معها مسؤولية الوطن ومسؤولية بنائه وحمايته.
وأضافت أن افتتاح الدور الثاني للمجلس، يأتي وسط أعيادنا الوطنية التي بدأت برفع علم الاتحاد عالياً بأيادي بناته وأبنائه قيادة وشعباً، لتجسد أنقى صور وحدة الهدف ووحدة المصير، كما أننا نجتمع في وقت يقوم به أبناؤنا وبناتنا من أفراد قواتنا المسلحة والهلال الأحمر الإماراتي، بدور بطولي وتاريخي انتصاراً للمبادئ والقيم التي أُسست عليها دولة الإمارات، ابتداء من نصرة المظلوم وإحقاق الحق وصون حمى الجار واحترام الشرعية الدولية. ولا يسعنا هنا إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الوطن الأبرار الذين قدموا حياتهم، لتظل دولة الإمارات دائماً عنواناً بارزاً للوفاء والأخوة والعطاء. كما أننا نزجي التحية إلى جنودنا الذين ما زالوا يرابطون مع إخوانهم في خندق الحق والواجب.
وقالت: إن ما ينتظرنا من مهام ومسؤوليات، تتطلب منا جميعاً أن نعمل بشكل وثيق فيما بيننا، وبالتعاون مع الحكومة، للتعامل مع المتغيرات التي تحيط بنا والتحديات الجديدة لمجتمعنا ولدولتنا. وفي هذا الإطار ندعو مجلس الوزراء الموقر، إلى تكوين لجنة مشتركة بين المجلس والحكومة، لبحث تداعيات ما يسمى "قانون العدالة ضد داعمي الإرهاب" (جاستا) الذي أقره الكونغرس الأمريكي، وتداعياته السلبية التي تتمثل على وجه الخصوص في إضعاف الحصانة السيادية للدول كافة. إن مناقشة الخيارات التشريعية والسياسات الداعمة تجاه تداعيات ذلك القانون، يجب أن تتم يداً بيد، ومن شأن لجان مشتركة من هذا النوع أن تضعنا جنباً إلى جنب في التعامل مع تلك التحديات. إن الإمارات في موقع يجعلها تتجاوز الأطر التقليدية لعلاقة المجالس المنتخبة بالحكومات التنفيذية، وتطوير نمط جديد من التعاون والتكامل يضعنا جنباً إلى جنب في التعامل مع التطورات المتسارعة من حولنا.
وختمت القبيسي بالقول: إن وحدة الهدف بين المجلس والحكومة، تتجلى في الدور الذي تقوم به الشعبة البرلمانية الإماراتية في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، حيث تتكامل الدبلوماسية البرلمانية مع دور الدبلوماسية الرسمية، بما يؤكد أن شعب الإمارات وقيادته يقفون صفاً واحداً من القضايا المصيرية التي تواجه المنطقة والعالم، وعلى رأسها موقفها من التطرف والإرهاب وتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف، واستخدام السلاح خارج إطار سلطة الدولة والقانون، واحترام حق البشر في الحياة الكريمة الآمنة، وتعزيز أواصر التعاون بين الشعوب.
بعد ذلك، أطلقت استراتيجية المجلس الوطني الاتحادي للأعوام 2016-2019، من خلال عرض فيلم تسجيلي استعرض الإطار العام للاستراتيجية والموجهات والاعتبارات والممكنات الاستراتيجية، وعناصر الخطة الاستراتيجية، والمبادرات والمشاريع الاستراتيجية.
وأكدت الدكتورة القبيسي، أن الخطة الاستراتيجية تعتمد على تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية، ودعم الجهود وتحقيق سياسات الدولة العامة ورؤيتها الوطنية، فضلاً عن تعزيز التلاحم المجتمعي من خلال دعم مشاركة المواطنين في أنشطة المجلس، والتعبير عن قضايا المجتمع وتطوير الأداء التشريعي والرقابي، مضيفة أن المجلس ممثل شعب الاتحاد، ويعبر عن طموحاته وممارسة صلاحياته بشكل فاعل، ويحرص على أداء دور محوري مع الاتحادات والمؤسسات البرلمانية والإقليمية، بما يساعد على تكوين تحالفات استراتيجية تدعم المكانة الريادية لدولة الإمارات، إلى جانب تطوير العلاقات مع المنظمات الدولية غير البرلمانية.
ثم رفعت الجلسة لالتقاط صورة تذكارية، وتوديع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.