الأميرة هيا بنت الحسين

وجَّه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، بتقديم معونات عاجلة إلى هايتي لمساعدة ضحايا إعصار "ماثيو"، وقدَّم طائرة خاصة لحمل تلك المعونات إلى الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي. وقامت حرم الشيخ محمد بن راشد الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بمرافقة شحنة الإغاثة العاجلة التي انطلقت من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، وذلك خلال توقف الطائرة التي تحمل الشحنة في مطار روما متوجهة إلى مدينة "بورت أو برنس" في هايتي، وذلك لإشرافها بصفة شخصية على توزيع المعونات وهي عبارة عن 90 طناً من مواد الإغاثة العاجلة، للمتضررين من إعصار ماثيو الذي اجتاح البلاد أخيراً مُخلِّفاً أعداداً كبيرة من القتلى ودماراً واسعاً وتسبب في تلف ما يقارب من 80%من المحاصيل الزراعية هناك.

وكانت الأميرة هيا بنت الحسين، التقت بصفتها سفيرة الأمم المتحدة للسلام، في الفاتيكان أمس البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وذلك في إطار زيارة رسمية للعاصمة الإيطالية روما.

وخلال اللقاء مع البابا فرنسيس، تطرق النقاش لبحث الجهود العالمية المبذولة في مجال مكافحة الجوع الذي أضحى يهدد ملايين البشر في مناطق مختلفة من العالم، وسبل تخفيف معاناة المجتمعات الأقل حظاً، وذلك في إطار الاهتمام المشترك بأهمية إيجاد الحلول الناجعة للقضاء على تلك المشكلة التي باتت من أعظم المشاكل التي يواجهها العالم وتنعكس سلباً على جهود التنمية في تلك المجتمعات.

واستعرضت الأميرة هيا خلال اللقاء الجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال مكافحة الفقر على الصعيد الدولي في ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة بتقديم يد العون لكافة المناطق الأقل حظاً من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى القضاء على جذور المشكلة ومعاونة تلك المجتمعات على الحصول على فرص حياة أفضل، منوهةً بالإسهامات الكبيرة للشيخ محمد بن راشد في هذا الصدد والعناية الكبيرة التي يوليها سموه لمجال العمل الإنساني بصفة عامة وعلى كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، مع إطلاق سموه العديد من المبادرات التي طالت بآثارها الإيجابية الملايين في مناطق متفرقة حول العالم.

وأطلعت الأميرة هيا بابا الكنيسة الكاثوليكية على المبادرة العالمية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ أيام لتعزيز ونشر قيم التسامح في العالم انطلاقاً من أرض الإمارات، حيث تضمنت المبادرة تأسيس "جائزة محمد بن راشد للتسامح" بهدف بناء قدرات عربية شابة من شأنها تشجيع الإنتاج الفكري والثقافي والإعلامي الداعي لترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر في العالم العربي، وكذلك تكريم الرموز العالمية البارزة في ذات المجال، إضافة إلى إعلان الشيخ محمد عن إنشاء "المعهد الدولي للتسامح" وهو الأول من نوعه في العالم العربي لتقديم المشورة والخبرات اللازمة لترسيخ قيم التسامح بين الشعوب، وإطلاق مجموعة من الدراسات الاجتماعية لتأصيل قيم التعايش والتسامح في المجتمعات.

وتطرقت الأميرة هيا إلى الدور المحوري الذي باتت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية تلعبه في مجال الإغاثة على مستوى العالم ومنذ انطلاقها في العام 2003، حيث أصبحت تمثل مركزاً رئيساً لانطلاق جهود الإغاثة الطارئة والعاجلة مع الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لدبي في وسط العالم، وما تتمتع به دبي من بنية أساسية قوية وخدمات لوجستية متميزة، ومنافذ بحرية وجوية عالمية المستوى وعالية الكفاءة، لتتحول المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في فترة وجيزة إلى أكبر مركز للإغاثة في العالم بالشراكة مع أكبر وأهم المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال.

وحضرت الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام جانباً من مباراة ودية دعت إليها الفاتيكان وأقيمت في الاستاد الأولمبي في روما تحت شعار "متحدون من أجل السلام" وشارك فيها نخبة من نجوم اللعبة المخضرمين حول العالم، ونظمته مجموعة من المؤسسات الإيطالية الناشطة في مجال العمل الإنساني والتطوعي، حيث شاركت في بداية المباراة، تلبية لدعوة من الفاتيكان، بغرس شجرة زيتون كرمز لدعم جهود إقرار السلام في العالم وذلك في أرض الاستاد الذي أقيمت عليه المباراة التي شارك فيها ممثلاً عن العرب لاعب نادي الوحدة والمنتخب الوطني لكرة القدم إسماعيل مطر، وحضرها وفد ممثل عن "جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي".

وتأتي المعونات العاجلة لهايتي عقب أقل من شهر من توجيه مساعدات إنسانية عاجلة أيضاً للاجئين الفارين من النزاع المسلح في جنوب السودان، وذلك بناء على توجيهات مباشرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أمر بسرعة توفير المساعدات لنحو 600 ألف لاجئ سوداني متواجدين في المنطقة الحدودية مع أوغندا، حيث تم شحن 100 طن من المعونات المتنوعة من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى مدينة عنتيبي الأوغندية قبل توجيهها براً إلى مخيمات اللاجئين في المنطقة الحدودية.