نظام المراقبة للدفاعات الصاروخية على متن سفينة حربية أميركية وقد تم حالياً تفعيل نظام بري من أجل حماية أوروبا

أعلن حلف شمال الأطلسي الخميس عن تشغيل موقع الدفاع الصاروخي في رومانيا, والذي يُوصف بأنَّه استمرارًا لحدة التوتر ما بين روسيا والغرب، وتم تشغيل بطارية الصواريخ الأميركية الإعتراضية SM-3 ، والمصممة لإسقاط الصواريخ القادمة التي أطلقها العدو في قاعدة ديفيسلو ""Deveselu العسكرية, على أنه من المقرر تشغيل مرفق مماثل في بولندا خلال عام 2018, وسوف يتم نشر عدد قليل من الصواريخ الإعتراضية في كلا القاعدتين، بما يكفي لحماية أوروبـا من الهجمات التي قد تنفذها دولة تمتلك ترسانة صغيرة من الصواريخ النووية، وليس دولة بحجم روسيا التي يوجد لديها نحو 300 صاروخ باليستي عابر للقارات على الأرض، فضلاً عن صواريخ أكثر منتشرة على متن الغواصات.

وتزعم روسيا أن رؤيتها لهذه الدفاعات الصاروخية بأنها تشكل تهديدًا مباشرًا لقوة الردع الخاصة بترسانتها النووية، حيث قال المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن الخبراء يؤكدون خطورة نشر هذه الدفاعات المضادة للصواريخ وتهديدها لروسيا, وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا معرفة الأنظمة التي تعمل ضدها هذه الصواريخ، وما سوف تجابهه في المستقبل, ليوضح حلف شمال الأطلسي بأن الدرع الصاروخي مصمم لفرض الحماية ضد التهديدات المحتملة في المستقبل من جانب إيران, إلا أن السيد بيسكوف أشار إلى أنه كان من المفترض بموجب الإتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي مع إيران نزع أسلحتها النووية.

وتعتمد خطة حماية أوروبا من أي تهديدات صاروخية في المستقبل علي بطاريات SM-3 الإعتراضية في بولندا و رومانيـا - وكلاهما يعتمد على رادار ايغيس المتقدم – وكذلك محطة رادار إكس باند X-band في تركيـا، إضافةً إلى البوارج الحربية لحلف الناتو التي تحمل صواريخ إعتراضية وتنتشر في البحر الأبيض المتوسط.

ويشير الخبراء إلى أن النظام موجه بشكلٍ واضح تجاه أي تهديد محتمل من الشرق الأوسط، فيما أكد دوغلاس باري وهو الزميل البارز لصناعات الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بأن نشر هذه الدفاعات الصاروخية لا يؤثر على قوة الردع النووية الإستراتيجية الروسية, ولكن هناك مخاوف من إستغلال روسيـا تفعيل العنصر الأول من درع الدفاع الصاروخي كذريعة لنقل الأسلحة النووية إلى مواقع حساسة مثل كالينينغراد Kaliningrad، والواقعة على الحدود مع بولندا وليتوانيا, وأظهر إستطلاع للرأي تم نشره في الصحف البولندية يوم الخميس أن معظم البولنديين يؤيدون الآن العودة إلى التجنيد بسبب المخاوف من العدوان الروسي.

وكانت بولندا قد أوقفت التجنيد في عام 2008، إلا أن ضم روسيـا لشبه جزيرة القرم والحرب في شرق اوكرانيا قد أقنع الكثيرين على ما يبدو من سكان البلاد بضرورة عودة في الوقت الحالي, حيث وافق 58 بالمائة من البولنديين في إستطلاع الرأي على عودة التجنيد، في الوقت الذي شكلت فيه نسبة المعترضين 34 بالمائة.