الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن أنقرة بدأت الإعداد لتطهير مناطق عين العرب ورأس العين وتل أبيض في سورية من المسلحين حتى الحدود مع العراق، مؤكدّا "قد ندخل سنجار في أي وقت، ونحن عازمون على طرد المسلحين من العراق وإنهاء أنشطتهم بشكل كامل"، كما أضاف أن تركيا لا تعتزم إيذاء جنود من دول حليفة متمركزة في المنطقة، لكنها لن تسمح للمسلحين بالتحرك بحرية، بحسب تعبيره.
 
من جهة أخرى، أشار أردوغان إلى أنه "حزين جدًا" لموقف فرنسا "الخاطئ تمامًا"، بعدما اقترحت وساطة بين أنقرة وقوات سورية الديمقراطية، التي يقاتلها الجيش التركي في شمال سورية، وقال في خطاب حاد ألقاه في أنقرة "أود التأكيد أنني حزنت جدًا للمقاربة الخاطئة تمامًا لفرنسا بخصوص هذا الموضوع"، متسائلًا "من أنتم لكي تتحدثوا عن وساطة بين تركيا ومنظمة إرهابية؟"، متابعًا "لسنا بحاجة لوساطة، متى كانت تركيا تجلس إلى الطاولة مع منظمة إرهابية؟"، كما استطرد بنبرة غاضبة : الذين يقولون (وعدنا وحدات حماية الشعب بدعمهم، يمكننا التوسط بين تركيا وقوات سورية الديمقراطية)، يتخطون حدودهم".
 
وذكر الرئيس التركي أن نظيره الفرنسي أدلى "بتصريحات غريبة" في اتصال بشأن سورية الأسبوع الماضي، لافتًا بقوله "اضطررت لأن ألفت نظره إلى ذلك، وإن كانت النبرة مرتفعة قليلا" دون مزيد من التفاصيل.
 
وأعلن الجيش الروسي، الجمعة، التوصل إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة المعارضة في دوما قرب دمشق لخروجها من هذه المدينة الواقعة في الغوطة الشرقية التي يستهدفها هجوم واسع النطاق تشنه قوات النظام السوري، وقال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الجنرال، سيرغي رودسكوي، خلال مؤتمر صحافي "تم التوصل إلى اتفاق مع قادة الفصائل المسلحة لخروج مقاتلين وأفراد عائلاتهم من مدينة دوما في مستقبل قريب"، دون أن يوضح المجموعات المعنية بهذا الاتفاق.
 
من جانب آخر، نفى "جيش الإسلام"، أحد أبرز الفصائل المعارضة في المنطقة، التوصل إلى أي اتفاق مع روسيا، وذكر حمزة بيرقدار، المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام، في رسالة على حسابه على "تليغرام" :لا يزال موقفنا واضحًا وثابتًا وهو رفض التهجير القسري والتغيير الديموغرافي لما تبقى من الغوطة الشرقية"، علمًا أن الفصيل كان قد جدّد تمسكه في وقت سابق أيضا بالبقاء بمدينة دوما ورفضه تهجير سكانها، مؤكدًا أن المفاوضات مع روسيا ما زالت مستمرة كما الهدنة أيضا وبموعد زمني مفتوح.
 
ويسعى سكان مدينة الرقة السورية إلى إعمار مدينتهم، التي دُمرت مناطق كثيرة بها، خلال سيطرة تنظيم "داعش" عليها والمعارك التي تلت ذلك، حيث شهدت حربا بين التنظيم المتطرف و"قوات سورية الديمقراطية"، وتمكنت الأخيرة من طرد "داعش" والسيطرة على المدينة، إلا أن عودة السكان للرقة وإعادة إعمارها، يصطدم بعقبة أساسية، فقوات سورية الديمقراطية تفرض رسومًا لحصول سكان المدينة على رخصة لإعادة بناء ما دمرته الحرب، بينما يرى سكان المدينة أن هذه الرسوم غير مبررة، وتزيد على كاهلهم أعباء الحياة التي سببتها الحرب.
 
ومع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان الرقة، فإن إعمار المدينة أبرز ما يؤرقهم، ويقول أحد المدنيين العائدين إلى الرقة "نحن من أهالي الرقة نزحنا وعدنا إلى بلدنا التي لن يعمرها إلا أهلها، بدأنا منذ شهر ونصف. جهزت محلين لكننا نطلب المساعدة من جميع الجهات"، وتابع: "ليس لدينا القدرة الكافية لإعادة إعمار البلد".
 
وطال الدمار أكثر من 90 بالمائة من مباني المدنية، سواء في عهد "داعش" أو خلال المعارك التي خاضتها قوات سورية الديمقراطية للسيطرة على المدينة، وانتهت قبل نحو 5 أشهر