طائرات أميركية وليبية تشن غارات على "داعش" في سرت ومقتل 3 جنود من "البنيان المرصوص"

نفذت مقاتلات أميركية وليبية، مساء اليوم الجمعة، غارات استهدفت عدداً من مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي، في مدينة سرت الليبية، وسط تقدم ميداني للقوات الحكومية باتجاه المعقل الأخير للتنظيم، بحسب مصدرين أمنيين مختلفين.

وقال الناطق باسم غرفة عمليات الطوارئ الجوية الليبية، محمد قنونو، إن سلاحي الجو الأميركي والليبي، نفذا العديد من الغارات الجوية على مواقع التنظيم المتشدد. وأوضح أن سلاح الجو الأميركي نفذ حتى الآن خمس غارات جوية، فيما نفذ سلاح الجو الليبي خمسًا أخرى استهدفت تمركزات وأهداف متحركة للتنظيم داخل حي الجيزة البحرية".

وأكد المتحدث العسكري، أن "داعش" لم يتبقَّ له على وقع التقدم على الأرض والقصف الجوي سوى جيوب صغيرة، مبيناً أن عناصر التنظيم يتنقلون داخل خلال الحي الأخير، ويستخدمون قناصتهم لإعاقة اقتحام آخر معاقله.

وأعلن المكتب الإعلامي لعملية البنيان المرصوص، على صفحته الرسمية "فيسبوك"، تقدم قواته باتجاه المعقل الأخير لتنظيم "داعش" أقصى شمال مدينة سرت. وأشار المكتب الإعلامي الى أن القوات الحكومية تتقدم "في الكيلومتر الأخير من سرت على محوري الجيزة البحرية".

كما أعلن المكتب أن عناصر "داعش"، في سرت باتوا محاصرين في الكيلو متر مربع الاخير في المنطقة. وأوضح بأن عملية الحصار جاءت بعد إندلاع اشتباكات جديدة مع عناصر التنظيم، والتي تشارك فيها قوات البحرية التابعة لعملية البنيان المرصوص.

من جانبه أعلن المستشفى الميداني التابع لعملية البنيان المرصوص، على صفحته الرسمية "فيسبوك"، عن سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من 20 جريحًا في صفوف القوات الحكومية، جراء قتال اليوم. وتواصل القوات البحرية التابعة لعملية البنيان المرصوص دورياتها حول المنطقة المحاصر بها عناصر التنظيم في الجيزة وعمارات الستمائة وتقوم بدعم ناري لقوات البنيان لمنع هروب عناصر التنظيم.

وسط ذلك، تناول رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج في حديث صحافي اليوم، تطوّرات الأزمة السياسية في ليبيا وتداعياتها على المستويات المحلّية والإقليميّة والدّولية، بدءا من جولاته الخارجيّة الأخيرة إلى المستجدّات المتعلّقة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني الجديدة، ومواجهة أزمة الخدمات التي يعانيها الليبيّون وعلى رأسها أزمتي الكهرباء والسّيولة النقدية.

وشمل الحوار العلاقة بين المجلس الرئاسي والمشير خليفة حفتر، وخفايا أزمتي الكهرباء والسيولة النقدية، مؤكّدا ما يتردّد في الشّارع الليبي حول افتعال أزمة الكهرباء، داعيا مصرف ليبيا المركزي إلى أن يكون "شريكا فعّالا في حل الأزمة المالية التي تعيشها ليبيا."

وأكد على مبادرة "المصالحة الوطنيّة الشاملة" التي أعلن عنها في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى أن هذه المبادرة لن يكون فيها إقصاء لأحد في الدّاخل والخارج وتشمل الليبيين بكامل أطيافهم.

وقال: عندما نتحدث عن حكومة لا نستطيع أن نتجاوز الحديث عن الملابسات المتعلقة بهذا الموضوع، لأننا بناء على جلسة مجلس النوّاب الأخيرة، وبالرّغم أنه لم يصلنا حتى الآن أي طلب رسمي بتشكيل حكومة جديدة، لكننا تعاملنا مع الأمر بايجابية، رغم أيضا ما شابها من خروقات قانونيّة وهي مسألة أعضاء مجلس النواب أقدر على تقييمها، وأصدرنا بيانا أكدنا فيه العزم على تقديم تشكيلة جديدة للحكومة، وبدأنا في مشاورات بالخصوص، وأتوقّع غدا أو بعد غد سيكون هناك اجتماع كامل لأعضاء المجلس الرئاسي، بحيث نستمر في مشاورات التشكيلة الوزارية لهذه الحكومة، ونعمل على تفادي أي ضعف ظهر في التشكيلات السابقة،

وأضاف: بالرغم من أنّه، ونؤكد مرّة أخرى، لم يصلنا أيّ خطاب من مجلس النوّاب يتعلق بتشكيل وشكل الحكومة المطلوب، ولكننا سنجتهد وفق الظروف في سبيل أن نقدم تشكيلة توافقية إلى أبعد حد.
كما تحدّث رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج باسهاب عن جولته الأخيرة، وردّ على منتقدي زياراته المتكررة خارج البلاد الذين يرون فيها إهمالا للشأن الداخلي، كاشفا تفاصيل ما دار خلال تلك الزيارات. وقال: إن طبيعة هذه الجولات وما يحدث خلالها من الاتّصالات والحوارات مع الأطراف الخارجية لها موجباتها وانعكاساتها الدّاخليّة بطريقة أو أخرى، إن كان من جهة الدّعم السّياسي

وتوفير الدّعم الإنساني الذي تحتاجه ليبيا في بعض المجالات، وحزمة الدعم الدولي ذات العلاقة بالبرامج الخدمية التي تمسّ حاجات المواطن مثل الصحة والكهرباء وغيرها، أو من جهة التأثير على بعض الأطراف الداخليّة. نحن ندرك حالة الاحتقان التي يجد فيها المواطن نفسه بسبب سوء آداء القطاعات الخدميّة، كانقطاع التيّار الكهربائي وأزمة السيولة النقدية، وكل مساعين في الخارج تتعلق بكيفيّة حل هذه المختنقات بما فيها مختنقات العملية السياسية.

وفي العاصمة التونسية عقد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق اجتماعا مغلقا بحضور جميع اعضائه وفق مصدر  مطلع . وقال المصدر الذي رفض الكشف عن إسمه ان هذا الاجتماع التشاوري مخصص لمناقشة التشكيلة الوزارية الجديدة للحكومة.  يشار الى ان الامن الرئاسي منع الصحفيين من حضور الجلسة او الدخول لتصويرها . وكان  مجلس النواب قد رفض التشكيلة السابقة التي قدمها المجلس الرئاسي ومنحه فرسة اخيرة لمدة عشرة ايام لتشكيلحكومة ازمة مصغرة الا ان المهلة التي قدمت له انتهت منذ  أيام