مقطع فيديو صادم يظهر طفلًا سوريًا نجا من القصف في حلب يثير الاعلام ومواقع التواصل

أثار مقطع فيديو مصور لطفل سوري نجا من القصف الجوي في حلب، مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الدولية، بحيث أظهر طفلًا ملطخًا بالدماء، تغمره وجهه آثار الحرب وعلامات الخوف والرعب، من شدة ما شاهده وعاشه خلال الغارات الجوية على أحياء المدينة. ولحسن حظ الطفل عمران دقنيش، ابن الخمسة أعوام والقدرة الآلهية فقد بقي حيًا وتم انقاذه من بين الدمار الذي لحق بالمكان المقصوف.

 
فلقد نجا الطفل عمران دقنيش من القصف الروسي والسوري بأعجوبة، لكن غيره كُثُرًا وبالعشرات لم يحالفهم الحظ ولم يكتب لهم الحياة. وكانت نظرات الطفل، الذي يبدو أنه لم يتجاوز عمره الخمس سنوات، كافية لهزّ ضمير العالم، الذي لم يُحرّك ساكناً لمقتل الآلاف من الأطفال على يد القوات الروسية والسورية.

وخصصت شبكة "سي أن أن" الأميركية مساحة واسعة في نشرة أخبارها لتحليل هذا المقطع والتعليق عليه، وكادت المذيعة أن تذرف الدموع وهي تتساءل: "أليس هذا الفيديو كافيًا للعالم لإيقاف هذا القصف وهذه الحرب؟"، وعلقت في تقريرها قائلة إن هذه الصورة تستحضر صورة الطفل "إيلان"، الذي وُجِد ميتًا على أحد الشواطئ التركية، بعد أن حاول هو وعائلته الفرار من ويلات الحرب. وأضافت أن هذه الصورة تذكّر العالم بفظاعة هذه الحروب وويلاتها على الأطفال والمدنيين العزل. وأسهبت في توصيفها لحالة الطفل ونظراته.

وكانت مراسلة "سي أن أن" كالاريسا وارد قد تحدثت أمام مجلس الأمن حول ما يجري في حلب، ووصفت "جرائم النظام السوري والروسي والإيراني" بقولها: "ما هُدِم في سورية ويرجى إعادة بنائه أصعب بكثير من أي بناء قد قُصف، إنه الثقة". وأضافت: "لا يوجد هناك أي ثقة، لا يثقون بنظام بشار الأسد، لا يثقون بوقف إطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية أو الممرات الإنسانية، لا يثقون بالروس، ولا يثقون بكم أيضًا بالمناسبة، لا يثقون بنا، وبالمجتمع الدولي، الذي يقف متفرجًا بينما تُقصف المستشفيات والمدارس والمخابز، وبينما تقتل القنابل الفوسفورية والعنقودية أعدادًا من المدنيين لا تُعدّ ولا تُحصى".

وأكملت بالقول: "من قرّر البقاء وتحمّل القصف الذي لا هوادة فيه كل يوم، لا يخططون للمغادرة، فقد اتخذوا قرارًا منذ وقت طويل، أنهم يفضلون الموت بكرامتهم في منازلهم على المغادرة، لقد شاهدوا ما حصل في الأماكن الأخرى في سورية، ويعلمون كيف ينتهي هذا الكابوس بقصفهم وتجويعهم إلى أن يغادروا، رأينا ذلك مرارًا وتكرارًا في حمص، المعظمية، ومضايا".

وختمت حديثها قائلة: "يعلمون ما يحدث لمن يترك منزله، أغلبهم لا يرون منازلهم مرة أخرى، وكثير منهم يوضعون في حافلات، ولا يرون نور النهار مرة أخرى".