دمشق - نورا خوام
تمكنت قوات سورية الديمقراطية مدعمة بطائرات التحالف الدولي من التقدم في الريف الشمالي لمدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش"، وسيطرت على قرية الهيشة الواقعة على بعد نحو 8 كلم من طريق رودكو الواصل بين حلب والقامشلي، وعلى قريتي خنيز فوقاني وخنيز وسطاني اللتين تبعدان نحو 14 كلم عن طريق رودكو، وجاءت السيطرة بعد اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش"، وقصف للقوات على القرى هذه، ليرتفع إلى 26 عدد المزارع والقرى والمواقع التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء حملة "غضب الفرات" في الـ 6 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، والتي تهدف لعزل مدينة الرقة عن ريفيها الشمالي والشرقي، تمهيداً للسيطرة على مدينة الرقة التي تعد معقل تنظيم "داعش" في سوريا، فيما تستمر الاشتباكات في محيط منطقة خنيز في محاولة من قوات سوريا الديمقراطية تحقيق مزيد من التقدم، في حين استشهد شخص جراء القصف الذي استهدف قرية خنيز من قبل القوات وطائرات التحالف الدولي، بالتزامن مع استمرار حركة النزوح لعشرات العائلات من مناطق الاشتباك والقصف ومن منطقتي الهيشة وخنيز إلى مناطق بعيدة عن العمليات العسكرية.
قصفت القوات الحكومية مناطق عدة في بلدة الفطيرة في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن أضرار مادية، دون أنباء عن خسائر بشرية.
وتتواصل المعارك العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من طرف آخر في منطقتي ضاحية الأسد ومنيان جنوب غرب حلب، ترافق مع قصف عنيف ومكثف من قبل القوات الحكومية والطائرات الحربية استهدف مناطق الاشتباك، وتمركزات الفصائل في المنطقة، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
ويخوض تنظيم "داعش" معارك عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة ضمن عملية "درع الفرات" المدعمة بالقوات والطائرات التركية من طرف آخر، في الريف الشمالي لمدينة الباب، وسط تقدم جديد للفصائل وسيطرتها على قرية تليلة في ريف الباب، ليرتفع إلى 12 عدد القرى التي سيطرت عليها الفصائل منذ الـ 8 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، وهي قرى تليلة وشدار وشويحة وسوسنباط وترحين ويازجي وعرب جودك ونعمان وبتاحك ومسيبين والشيخ علوان وزميكة، موسِّعة بذلك نطاق سيطرتها في مدينة الباب، التي باتت تفصلها نحو 7 كيلومترات عن المدينة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وقصف الطيران الحربي، أماكن في بلدات كفرناها والسلوم وقبتان الجبل ومنطقة جمعية المعري في ريف حلب الغربي، كذلك قصفت القوات الحكومية مناطق في حي جبل بدور في مدينة حلب، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجراح، كما تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر في محاور في أطراف حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب، وسط استهداف القوات الحكومية بالقذائف ونيران رشاشاتها الثقيلة لمناطق الاشتباك، بينما استهدفت القوات الحكومية بشكل مكثف مناطق ومحاور في حي الشيخ سعيد جنوب حلب، فيما شيّع أهالي عفرين مقاتلين اثنين من قوات سوريا الديمقراطية قُضيا خلال قصف واشتباك مع الفصائل العاملة ضمن عملية "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي.
وسُمع دوي انفجار في مدينة دير الزور، ومعلومات مؤكدة أنه ناجم عن تفجير القوات الحكومية نفق لتنظيم "داعش" في حي العرفي في مدينة دير الزور، دون أنباء عن خسائر بشرية.
وقصف الطيران المروحي بشكل مكثف أماكن في منطقة مشفى في بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، ما أسفر عن خروجه عن العمل، جرّاء الأضرار التي تعرض لها المشفى، كذلك استهدف الطيران الحربي بنيران رشاشاته الثقيلة مناطق في مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، كما استهدفت الفصائل تمركزات للقوات الحكومية في منطقة مطار حماة العسكري غرب مدينة حماة، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
واستهدفت القوات الحكومية بالقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة مناطق في حي الوعر في مدينة حمص، بينما قصفت القوات الحكومية أماكن في منطقة العامرية في ريف حمص الشمالي، في حين تتواصل المعارك بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، في محيط حقل شاعر النفطي في ريف حمص الشرقي، كما استهدف التنظيم دبابة للقوات الحكومية بمحور جب الجراح في ريف حمص الشرقي، ما أسفر عن إعطابها، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف القوات الحكومية، ترافق مع استهداف التنظيم مناطق في بلدة جب الجراح، دون معلومات عن الخسائر البشرية.
وخرجت مظاهرة في مدينة سقبا الجمعة مؤلفة من عشرات المواطنين، طالب فيها المتظاهرون فصائل غوطة دمشق الشرقية، بـ"التأكيد على تشكيل جيش واحد"، كما طالبوا الفصائل بـ "نبذ الخلافات، وأنه على جيش الإسلام تسليم المقاتلين الذين أطلقوا النار على عنصرين من فيلق الرحمن من أبناء مدينة سقبا، وقتلوهما"، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 9 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري أن قتالًا اندلع بين مقاتلين من فيلق الرحمن وجيش الإسلام في مدينة سقبا الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، حيث اشتبكت سيارتان إحداهما تتبع للفيلق والأخرى لجيش الإسلام وتبادلا إطلاق النار، في مدينة سقبا، قضى على إثرها مقاتلان اثنان من مقاتلي فيلق الرحمن، فيما أصيب مقاتلون من الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة، كذلك رصد نشطاء المرصد تنفيذ عناصر فيلق الرحمن اعتقالات بحق مقاتلين من جيش الإسلام في مناطق سيطرتهم في الغوطة الشرقية، إضافة إلى نصب جيش الإسلام عدد كبير من الحواجز داخل مناطق سيطرته في القطاع الأوسط من غوطة دمشق الشرقية، ونقاط التماس بين مناطق سيطرته مع الفيلق.
نفذت طائرات التحالف الدولي مجزرة في قرية الهيشة في الـ 8 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، راح ضحيتها 20 شهيدًا من ضمنهم 9 إناث وطفلان اثنان، قضوا جميعًا في الضربات الجوية التي استهدفت القرية، فيما خلّفت هذه الضربات نحو 30 جريحًا أصيبوا بجراح متفاوتة الخطورة، عقبها وصول أكثر من 20 عائلة منهم إلى مدينة الرقة، بعد مسيرة ساعات تنقلوا فيها عبر قرى وطرقات الريف الشمالي المراقب بطائرات التحالف، وسردَ عددٌ من الأهالي حينها لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاءه داخل مدينة الرقة عن تفاصيل الليلة المرعبة.
وأكدت مجموعة من المواطنين النازحين، والخوف ظاهر على وجوههم المصبوغة بتراب النزوح الذي أكرهوا عليه، الموت الذي حل عليهم فجأة، قال الرواة:: ""كنا جالسين في منازلنا في قرية الهيشة، وكانت طائرات التحالف كما اعتدنا عليها، تحوم في سماء القرية جيئة وذهابًا، ولم تكن تظهر أي نوع من الاستفزاز لأهالي القرية، وما هي إلا دقائق، حتى أغارت هذه الطائرات بصواريخها على القرية، وبدأت باستهداف وسط القرية بصواريخ أحدثت تفجيرات هزت المنطقة، وسارع أهالي القرية وبخاصة المنازل الواقعة على أطرافها، إلى محاولة الفرار بأطفالهم إلى ملاذ آمن، يقيهم من الموت بصواريخ الطائرات التي اعتادوا أن تحلق فوق رؤوسهم دون أن تستهدفهم""، يضيف أحدهم:: ""الخارجون من القرية لم يتمكنوا من الوصول إلى أي مكان، فما إن خرجوا من منازلهم وهم يحملون أطفالهم، ولا يدرون أي وجهة يقصدون، حتى باغتتهم طائرات التحالف بصعقات كهربائية"". ثم تتابع المجموعة حديثها:: ""بقيت الطائرات تحلق في سماء القرية لنحو 15 دقيقة، بالتزامن مع حصارها للقرية، عبر استهداف محيطها بالرشاشات الثقيلة والصعقات الكهربائية، واستشهدت إحدى العائلات بنيران رشاشات طائرات التحالف""، وختم أحدهم:: ""لم نتمكن من سحب كامل الجثث، والبعض من أقاربنا لا نزال نجهل مكانهم، ولا نعلم إن استشهدوا أو أصيبوا أو تمكنوا من الفرار إلى غير وجهة، وقد تكون لا تزال هناك جثث تحت أنقاض المنازل التي دمرتها الطائرات بقصفها للقرية، ونحن نزحنا خوفاً من استهداف القرية مرة ثانية"".
ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الرقة، نقل تنظيم "داعش" العائلات التي وصلت إلى مدينة الرقة قادمة من قرية الهيشة ومناطق أخرى في ريف الرقة، ومن ثم وزعتهم على مدارس ومراكز إيواء في المدينة، فيما تشهد مدينة الرقة حالة استياء بين المواطنين وسط تخوف من تطورات معركة الرقة التي تهدف لعزل المدينة عن ريفيها، تميهدًا للسيطرة عليها وطرد تنظيم "داعش" منها، وقال البعض:: ""هيك صارت حالتنا...إذا ما هجرتنا داعش يهجِّرنا التحالف"".
وصوّر للمرصد السوري لحقوق الإنسان صورة تظهر سيطرة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية على قريتي الهيشة والحرية في ريف الرقة الشمالي، ضمن عملية غضب الفرات، التي تهدف لعزل مدينة الرقة عن ريفيها الشمالي والشرقي.