المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف

فيما طمأن الرئيس الاميركي باراك أوباما هاتفياً، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن ايران لن يُسمح لها بامتلاك السلاح النووي ، تزايدت المؤشرات التي توحي بأن اليوم السبت  سيكون منعطفاً حاسماً على صعيد المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1، إذ ينضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائب لوزير الخارجية الصيني الى وزراء الخارجية الاميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليم هيغ والالماني غيدو فيسترفيله الى المحادثات الجارية في شأن الملف النووي الايراني في جنيف، والتي وصلت أمس الليل بالنهار، مما يعزز فرضية التوصل الى اتفاق بعد عقد من الجمود. وحتى ساعة متقدمة من ليل الجمعة كانت المشاورات الديبلوماسية المكثفة مستمرة وابرزها اجتماع بين كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين أشتون.
ولاحقا أعلن ناطق باسم الاتحاد الاوروبي بأن ظريف وكيري وأشتون أجروا محادثات "طيبة" وأن هذه المحادثات انفضت لحلول الليل. وقال كيري لدى عودته الى فندقه بعيد منتصف الليل "إننا نعمل بجد".
ونقلت وكالة "ريا - نوفوستي" الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن "هناك الكثير من القضايا التي تمس بالمصالح الاساسية لعدد كبير من الدول. لذا فان التفاوض يجب ان يكون على مستوى وزرء".
وأضاف: "ننوي السبت  التوصل الى نتيجة على المدى الطويل ينتظرها العالم كله". وأكد ان احدا من المشاركين "لا يرغب في الانصراف من دون نتيجة ايجابية"، واذاحدث العكس "سوف يكون ذلك خطأ استراتيجيا".
من جهتها تحدثت طهران عن خلاف كبير، إذ أبلغ العضو في فريق مفاوضيها مجيد تختروانجي وكالة "مهر" الايرانية للأنباء أن العقوبات النفطية والمصرفية المفروضة على طهران يجب تخفيفها في المرحلة الأولى من أي اتفاق. وعرضت القوى العالمية على إيران الحصول على أموالها المجمدة في الخارج منذ بضع سنوات والتي تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار، ولكنها استبعدت أي تخفيف كبير للعقوبات في المراحل الأولى للاتفاق.
اما اسرائيل فقد عبرت عن استيائها، محذرة الغربيين من اي اتفاق مع ايران عدوها اللدود ومؤكدة انها لن تكون معنية بمثل هذا الاتفاق. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء بينه وبين كيري في مطار بن غوريون في تل ابيب ان "اسرائيل ليست ملزمة هذا الاتفاق وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن أمن شعبها" منددا بما وصفه بـ"خديعة القرن".
وأعلن البيت الابيض في بيان ان الرئيس باراك اوباما اتصل بنتنياهو لمناقشة المحادثات الدولية في شأن البرنامج النووي الايراني. وقال ان"الرئيس اوضح لرئيس الوزراء آخر ما وصلت اليه المفاوضات في جنيف واكد التزامه القوي منع ايران من الحصول على سلاح نووي وهو هدف المفاوضات الجارية". وقال: "الرئيس ورئيس الوزراء اتفقا على البقاء على اتصال في شأن هذا الامر".
وفي موسكو، أعلن الكرملين في بيان ان نتنياهو سيزور روسيا في 20 تشرين الثاني للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن الزعيمين تحادثا هاتفياً بمبادرة من الطرف الاسرائيلي.
وفي مقترح ايراني لم ينشر رسميا قد تكون ايران تقبل بتجميد جانب من برنامجها في مقابل رفع بعض العقوبات الدولية التي ترهق اقتصادها. وتدور المفاوضات بين ايران والدول الست حول "اتفاق موقت" يتبع على الارجح بعد مرحلة لاختبار حسن النيات من الطرفين "باتفاق ختامي يحل نهائيا مسألة النووي الايراني" على ما أفاد مصدر فرنسي.