جانب من مؤيدي المشير السيسي

القاهرة – محمد فتحي دخل السباق الرئاسي في مصر، مرحلة الجد، وبدا السيسي وصباحي، هما فرسا رهان هذا السباق، ويرصد"مصر اليوم" أهم المحطات في حياتهم السياسية التي تحدد ملامح برنامج كل منهما، فالأول هو ضابط الجيش ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، يوصف بين أنصاره أنه انحاز إلى نداء الملايين من الشعب وساعد في إسقاط حكم جماعة "الإخوان المسلمين"، والثاني هو حمدين صباحي الصحافي ذو الميول الناصريّة التي يؤكّد أنصار أنها تتخذ من القوميّة العربيّة والانحياز للفقراء منهجًا.
والبداية مع عبد الفتاح السيسي، تأتي منذ كان طالبًا في المدرسة الثانويَّة العسكريَّة قبل 45 عامًا، ووصل إلي أعلى رتبة عسكريَّة في الجيش المصري في 2014، وهي رتبة "المشير"، وأعلى منصب عسكري وهو وزير الدفاع، قبل أن يستقيل من أجل الترشح إلى الرئاسة، وشهدت حياة السيسي محطات من ميلاده وحتى استقالته. ولد عبد الفتاح سعيد خليل السيسي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر في 1954، وتخرج من الكلية الحربيّة في 1977، وعمل في سلاح المشاة في الجيش المصري، وحصل على الماجستير من كلية القادة والأركان في 1987، كما حصل على الماجستير من كلية الأركان البريطانية في 1992، ثم زمالة كلية الحرب العُليا من أكاديمية ناصر العسكرية في 2003، وزمالة كلية الحرب العليا من الولايات المتحدة الأميركية في 2006، وترقي في المناصب حتى وصل إلى منصب رئيس جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع. وبعدها اصدر الرئيس المعزول محمد مرسي قرار بترقيته من رتبة لواء إلي فريق أول وتعينه وزيرًا للدفاع خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي، وكان 3 تموز/يوليو 2013 يومًا تاريخيًا في حياة المشير، بعد عزله الرئيس محمد مرسي، وإعلانه لخارطة الطريق، وبعدها تحول السيسس إلى بطل قومي في نظر أنصاره، وخرج العديد منهم لمطالبته بالترشح لقيادة مصر، وفي النهاية استجاب إلى قرارهم وأعلن ترشحه لرئاسة مصر.
وعرف الصحافي حمدين صباحي، منذ كان طالبًا في كلية الإعلام في جامعة القاهرة، وتحديدًا عقب انتفاضة 1977، عندما وقف صباحي في مواجهة الرئيس الراحل أنور السادات، أثناء حواره مع طلبة جامعة القاهرة، واختلف معه في سياسة صعود أصحاب رؤوس المال على حساب الفقراء، وهو ما يخالف الفكر الناصري الاشتراكي الذي يؤمن به، وتمسك بأفكاره دون أن يجد رهبة من شخص ومنصب الرئيس.
وولد حمدين صباحي في 5 تموز/يوليو 1954، وهو عام ميلاد السيسي ذاته، وشب صباحي على التجربة الناصريّة وآمن بها ودافع عنها وانتخب رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة في 1975 و1976، وأسس نادي الفكر الناصري في جامعة القاهرة، وبعد تخرجه من الجامعة لم يستطيع الحصول على عمل في أي جهة حكوميّة سواء صحافة قومية أو تلفزيون رسمي، فعمل في صحيفتي "الموقف العربي" و"صوت العربي"، اللتين أسسهما القطب الناصري عبدالعظيم مناف.
واعتقل حمدين مرات عدة بسبب أفكاره، كانت البداية خلال 1977، في انتفاضة الشعب ضد السادات، وكان حينها أصغر معتقل سياسي، كما اعتقل في 1981، في حملة اعتقالات السادات، وفي 1997 اعتقل بعد مظاهرة قادها تضامن مع فلاحي مصر، واعتقل في 2003 في سابقة هي الأول من نوعها إذ كان عضو في البرلمان، واعتقل من دون رفع الحصانة عنه وفي 2005، وانتخب عضواً في البرلمان ووقف ضد القمع المفرط للشرطة. وجاءت ثورة "يناير" التي نجحت الثورة في إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وترشح حمدين في أول انتخابات رئاسيّة بعد الثورة وحصل على المركز الثالث.