قوات "درع الفرات" المدعمة تركيًا تتقدّم في محيط الباب

وصلت كتيبة من عناصر وقياديين ميدانيين في تنظيم "داعش"، معظمها من عناصر في الجيش العراقي السابق، إلى مدينة الرقة قادمة من العراق، وفي التفاصيل التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري في الرقة، فإن الكتيبة المعروفة باسم "كتيبة الألغام"، والمؤلفة من 46 عنصراً، وصلت إلى مدينة الرقة، للمباشرة بعمليات تلغيم وتفخيخ محيط المدينة والخطوط المتقدمة في شمال وشرق المدينة، التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" في سورية.

 ويأتي وصول هذه الكتيبة مع اندلاع المعارك في ريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي، بين تنظيم "داعش"من جانب، وقوات سورية الديمقراطية من جانب آخر، إثر إعلان الأخير أمس الأول عن بدء عملياته العسكرية تحت مسمى "غضب الفرات"، بدعم من التحالف الدولي، بغية عزل مدينة الرقة، عن ريفيها الشمالي والشرقي، تمهيداً للسيطرة على مدينة الرقة، وطرد التنظيم منها، وشهدت ريف الرقة، تقدماً لقوات سورية الديمقراطية وسيطرته على 15 قرية ومزرعة، من أهما عبد الله ولقطة والحيوي والجليل والقدرية وعبد الهادي.

  وسُمع دوي انفجار عنيف في منطقة القحطانية (تربه سبيه) بالريف الشرقي لمدينة القامشلي، ناجم عن تفجير استهدف منطقة مركز للقوات الكردية في المنطقة، ولم ترد معلومات إلى الآن عن طبيعة التفجير أو الخسائر البشرية الناجمة عنها. ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول 53 قتيلاً وجريحاً من تنظيم "داعش" منذ يوم أمس الأول، تأكد مقتل 22 على الأقل منهم، جراء العمليات العسكرية التي يشهدها ريف الرقة الشمالي، غالبيتهم قتلوا وأصيبوا في قصف طائرات التحالف الدولي على الريف الشمالي وريف بلدة عين عيسى بشمال غرب الرقة، كما علم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم "داعش" يستمر في منع المواطنين في مدينة الرقة والمدن والبلدات الأخرى الخاضعة لسيطرة في محافظة الرقة، من النزوح إلى خارجها، فيما تقوم العناصر الأمنية في التنظيم و"دوريات الحسبة" بمراقبة مقاهي الإنترنت في مدينة الرقة، حيث نفذت اعتقالات بحق مواطنين واقتادتهم إلى معتقلاتها.

 كذلك رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، قيام "الحسبة" في تنظيم "داعش" بمنع المواطنين من الحديث عن معركة الرقة، وعن "عملية غضب الفرات"، التي تقودها قوات سورية الديمقراطية بهدف عزل مدينة الرقة عن ريفيها الشمالي والشرقي، وحذرت "الحسبة" المواطنين من التحدث عن المعارك ومجرياتها، مهددة إياهم بـ إعدام" كل من يتحدث عنها، بتهمة "مناصرة وموالاة المرتدين".
 
 وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه ارتفع إلى 6 عدد القرى التي سيطرت عليها الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية "درع الفرات" المدعومة بالقوات والطائرات التركية، حيث تمكنت هذه الفصائل من السيطرة على قرى سوسنباط وترحين ويازجي وعرب جودك ونعمان وبتاحك، بريف مدينة الباب في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، كما تقدمت الفصائل في محاور أخرى بريف المدينة، بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش"، الذي خسر القرى واحدة تلو الأخرى، ولتصبح بذلك الفصائل على مسافة نحو 7 كلم من مدينة الباب الاستراتيجية، والتي تسعى للسيطرة عليها، منذ بدء عملية "درع الفرات" بالسيطرة على جرابلس في الـ 24 من آب / أغسطس الفائت من العام الجاري 2016، وأكدت مصادر موثوقة لنشطاء المرصد، أن الفصائل باتت على مشارف مدينة الباب ولا تفصلها سوى عدة كيلومترات عن الوصول إلى أطراف المدينة.
 
 وفي حال تمكنت فصائل "درع الفرات" من التقدُّم إلى مدينة الباب والسيطرة عليها فإنها تكون قد أنهت حلم "فيدرالية الشمال السوري"، ووصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في الجزيرة وعين العرب (كوباني) بمنطقة عفرين، بعد أن تلقت قوات سورية الديمقراطية والقوات الكردية، وعوداً من التحالف الدولي بالسماح بوصل مناطق سيطرتها ومقاطعات الإدارة الذاتية عبر وصل العريمة بريف منبج الغربي بمناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية في جنوب شرق مارع، والتي بدأت على أساسها عملية "غضب الفرات" التي تقودها قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، لعزل مدينة الرقة عن ريفيها الشرقي والشمالي تمهيداً للسيطرة على مدينة الرقة، وطرد تنظيم "داعش"منها.
 
 يُذكر أن الفصائل العاملة في "درع الفرات" سيطرت على عشرات القرى في الأسابيع العشرة الماضية، وتمكنت من إنهاء آخر النوافذ المتبقية لتنظيم "داعش" مع العالم الخارجي، عبر طرد التنظيم من المنطقة الواقعة بين جرابلس الواقعة عند الضفاف الغربية من نهر الفرات، وصولاً إلى منطقتي الراعي واعزاز، كما تمكنت من السيطرة على دابق وعدة بلدات قريبة منها، بعد انسحاب التنظيم منها، على الرغم من أهمية دابق الدينية لدى التنظيم.