صورة تم نشرها على صفحة المتحدث العسكري للجيش المصري يظهر فيها جزء من حطام طائرة مصر للطيران

أكد محققون فرنسيون على أن مقصورة طائرة "مصر للطيران" رحلة رقم MS804، قد شهدت صعود دخان في أماكن متفرقة قبيل تحطمها، في الوقت الذي نشر فيه الجيش المصري صوراً لحطام الطائرة. وكانت علامات الدخان قد تم إلتقاطها في المرحاض والإلكترونيات في الطائرة ، وذلك بحسب البيانات الصادرة من نظام التقارير والإتصالات الذي يقوم بإرسال هذه البيانات بشكل روتيني إلى شركات الطيران بشأن حالة الطائرة.
وقام الجيش المصري تزامناً مع مواصلة البحث عن مسجلات الرحلة للطائرة، بالكشف عن صور لسترة نجاة و أجزاء من مقاعد الطائرة وغيرها من الحطام على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك". وأكد المحققون الفرنسيون وجود تلك البيانات بشأن التحذيرات من صعود دخان والتي تم الإبلاغ عنها لأول مرة من قبل موقع الطيران هيرالد Herald، بينما قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بأنه لا توجد فرضية قد تم إستبعادها تتعلق بالسبب وراء تحطم الطائرة، مضيفاً خلال لقائه أقارب الضحايـا بأنه جاري التحقق في كافة الفرضيات.


وشدد الوزير الفرنسي أيرولت الذي إنضم إليه سفير مصر لدى فرنسا في الإجتماع مع أقارب الضحايا يوم السبت الذي كان يسوده اصرار شديد على رغبة السلطات الفرنسية في إظهار الحقيقة كاملة للعائلات حول ما حدث، إلى جانب التركيز على الوصول إلى الصندوقين الأسودين.
 فيما صرح المتحدث بإسم المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحليل لوكالة فرانس برس AFP يوم السبت بأن رسائل نظام الإتصالات وإرسال التقارير Acars كشفت عن وجود دخان متصاعد في المقصورة قبل فترةٍ وجيزة من إنقطاع الإشارة، إلا أنه من المبكر جداً تفسير السبب وراء الحادث ، في ظل عدم العثور على حطام الطائرة أو مسجلات بيانات الرحلة.
وجاءت التحذيرات حوالي الساعة 26 : 2 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الخميس، قبيل فقدان المراقبين الجويين الإتصال مع الطائرة التي سقطت في البحر الأبيض المتوسط وراح ضحيتها 66 راكباً كانوا على متنها خلال رحلتهم من باريس إلي القاهرة.
 
 وقال ديفيد ليرمومنت الخبير في سلامة الطيران بأن البيانات المقدمة تمثل بداية لسلسة من الأحداث التي قد تكون إجابة على ما حدث، إلا أنه لا يستطيع التأكيد على ما إذا كان الحريق بسبب عمل إرهابي أو خلل تقني. وأشار خلال حديثه الى قناة "بي بي سي الرابعة BBC " إلى أن "الحريق قد يكون ناجمًا عن عمل إرهابي، ولكن خروج الطائرة عن السيطرة يرجع إلى إحتراق أجهزة التحكم، ولكن لم يتبين ما حدث، هل كان عملا إرهابي أم ناتجا عن خلل تقني".
وحذر شاكر قلادة رئيس الإدارة المركزية للتحقيق في الحوادث في وزارة الطيران المدني سابقاً من المبالغة في الإعتماد فقط على البيانات، حيث أنها ترصد الثواني الأربع الأخيرة في نهاية الإرسال، وتشير إلى وقوع إنفجار بعدها. كما أن الدخان قد يكون ناتجا عن قيام أحد الأشخاص بالتدخين في مقصورة القيادة أو المرحاض، ولكن لم يكن هناك تحذير في قمرة القيادة.
أما كبير المحققين اليوناني في حوادث الطيران آثاناسيوس بينيس، فقد قال بأن البحث جارٍ في نطاق 900 ميل مربع أي 290 كيلومتر تقريباً شمال مدينة الإسكندرية، حيث تصل أعماق البحر ما بين 7,500 و 10,000 قدم. فيما تتركز أعمال البحث حالياً على الوصول إلى الصندوقين الأسودين والعثور على ما أمكن من الحطام.


ولا يزال من غير الواضح للمحققين ما إذا كانت الطائرة قد عانت من هبوط مفاجئ من 37,000 إلى 15,000 قدم،  أم أن قائد الطائرة حاول السيطرة عليها. فالطائرة على ما يبدو مرت بمشكلات تقنية قبيل فقدان السيطرة عليها، إلا أن السبب وراء ذلك لم يتم إكتشافه بعد.
وكان على متن الطائرة 30 مواطناً مصرياً و15 فرنسياً وعراقيان وكنديان إضافةً إلي مواطنين من الجزائر وبلجيكـا وبريطانيـا وتشاد والبرتغال والمملكة العربية السعودية والسودان. كما أن من بين الضحايـا طفلا ورضيعين، فضلاً عن سبعة من أفراد الطاقم وثلاثة من أفراد الأمن.
وسلكت الطائرة مسارها الطبيعي عبر المجال الجوي اليوناني، قبل أن تنحرف بشكلٍ حاد وتتحطم بعدها في حوالي الساعة 30 : 2 صباحاً بالتوقيت المحلي. وراح ضحية الحادث 56 راكباً، من بينهم البريطاني ريتشارد عثمان وعشرة من أفراد الطاقم. وعلى الرغم من النظريات بإحتمالية وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة، إلا أنه لم يعلن تنظيم "داعش" أو أية جماعة إرهابية أخرى مسؤوليتها عن حادث تحطم الطائرة.