السفارة السعودية في أنقرة

نفت سفارة المملكة العربية السعودية في تركيا، المزاعم الإيرانية التي تدعي في منع مواطنيها من أداء مناسك الحج" لهذا العام. جاء ذلك في بيان صادر، عن السفارة السعودية لدى أنقرة، اليوم الاثنين، ردًا على ما تناقلته قيادات ووسائل اعلام في ايران.

وقال البيان إن "المملكة لا تنطلق في تنظيمها لأمور الحج والعمرة، لرعاية أمن وسلامة الحجيج، من خلال منظور سياسي بل من مفاهيم دينية بحتة تحتمها عليها المسؤولية الإسلامية، وواجباتها الملقاة على عاتقها تجاه ضيوف بيت الله الحرام بوصفها حاضنة للأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة على أراضيها".

ولفت الى أن "كل متتبع بعين العدل والإنصاف لنهج المملكة، قيادةً وحكومةً وشعبًا، سيلمس حتمًا تأكيدها بأنها لم ولن تمنع مطلقًا أي حاج من أداء شعيرته، بل ترحب دائما وتتشرف بخدمة كافة ضيوف الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزائرين للأراضي المقدسة من مختلف بقاع العالم، ومن مختلف الجنسيات والانتماءات المذهبية، طالما كان ذلك وفق الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظًمة لشئون الحج المعروفة والمتوافق عليها من جميع الدول".
 
وشدد بيان السفارة السعودية على أنه "كما هو معروف للجميع بأن وزارة الحج والعمرة في المملكة توجه الدعوة في كل عام لجميع المسؤولين عن شؤون الحج في أكثر من 78 دولة والتي تشمل الدول العربية والإسلامية، وتحرص حتى على دعوة الدول ذات الأقلية المسلمة للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شئون حجاجهم، ولا تستثني دولة بعينها،والجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت أيضا من بين هذه الدول".
 
ونوه البيان بأن "المملكة العربية السعودية حرصت على ترتيب الاجتماع مع الوفد الإيراني وبحث كافة الأمور المتعلقة بشئون الحجاج الإيرانيين"، موضحةً أنه "بعد المداولات والمناقشات رفض الوفد الإيراني التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حج هذا العام 1437هـ/2016 م".
 
وأكد أن سبب رفض إيران التوقيع على المحضر الاتفاق كان "معللاً برغبتهم في عرضه على مرجعيتهم في إيران، وأصروا على منح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، والسماح لهم بإقامة مراسيم وتجمعات ذات طابع سياسي، ومن شأنها أن تعيق حركة الحجيج من دول العالم الإسلامي"، بحسب البيان. وأردف أن الوفد الإيراني "طلب مناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني الإيراني والناقل الجوي السعودي وهذا في حد ذاته يعتبر مخالفة صريحة لما هو معمول به دوليا".
 
وفي ما يتعلق بالمعتمرين الإيرانيين، شدد البيان، أن "السعودية لم تمنع مطلقًا المعتمرين الإيرانيين من القدوم لأراضيها"، مضيفا أن "الحكومة الإيرانية هي من تمنع مواطنيها من القدوم للمملكة في هذا الإطار".
 
وختم البيان بالقول: "المملكة ليس من نهجها معاداة أي دولة، ولكنها في الوقت ذاته لن تسمح لكائن من كان أن يعبث بأمنها واستقرارها، أو أن يُعيقها من أداء مهمتها السامية في رعاية الحجيج والحفاظ على أمنهم وسلامتهم".
 
وفي وقت سابق اليوم، قال حسين نوشبادي، المتحدث باسم وزارة الثقافة الإيرانية، في تصريحات صحفية، إن "السعودية رفضت ضمان سلامة الحجاج الإيرانين وطلباتهم بشأن تأشيرة الحج، ما دفع عددا كبيرا من رجال الدين في البلاد إلى إعلان عدم سفرهم للحج هذا العام".

ونفت وزارة الحج والعمرة السعودية، في وقت سابق، منعها الإيرانيين من أداء الشعائر الدينية على أراضيها، وأكدت أن "طهران هي من تمنع مواطنيها، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم".

وقالت الوزارة في بيان لها، إنها "لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج".
 
وأضافت، أن طهران "تصر إصراراً شديداً على تلبية مطالبها ومن بينها أن تُمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة أدعية ومراسم يطلقون عليها، البراءة من المشركين، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي".
 
ونوهت الوزارة إلى أنه "فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الالكتروني الموحد لحجاج الخارج".
 
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم "البراءة من المشركين".
 
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"؛
 
باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
 
ويعتبر هذا الإعلان عند الخميني واجب "عبادي سياسي"، ومن أركان فريضة الحج، وواجباتها السياسية التي بدونه "لا يكون الحج صحيحاً".