القوات العراقية

رسم وزير الدفاع الأميركي آش كارتر، صورة قاتمة لجهود بلاده حول تدريب المقاتلين في العراق وسورية، وكشف عن أن الجيش قام بتدريب أقل من ثلث القوات العراقية المتوقع أن تقود المعركة ضد "داعش".

ووصف وزير الدفاع، الحملة البرية بقيادة القوات العراقية بـ "التقدم في العمل"، واعترف أن هناك أيضًا صعوبات كبيرة في تحديد المقاتلين الذين يمكن الوثوق بهم لمحاربة "داعش" في سورية.

وأوضح كارتر "إننا ببساطة لم نحصل على ما يكفي من القوات"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة دربت فقط حوالي سبعة آلاف جندي عراقي، في أربعة مواقع متخصصة التي كان من المتوقع أن تستخدم لتدريب 24 ألف جندي بحلول الخريف.

وأضاف أن تدريب مقاتلين عراقيين للحملة البرية المتعثرة لاستعادة السيطرة على الأراضي التي احتلها "داعش" هو الركيزة الأساسية لإستراتيجية وزارة الدفاع الأميركية.

وأفاد القادة العسكريون مرارًا وتكرارًا أنهم يعتقدون أن القوات المحلية على أرض الواقع، جنبًا إلى جنب مع الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسورية، يمكن أن تتطور وبالتالي ستسفر عن هزيمة الجماعة المسلحة.

وذكر كارتر أمام جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أن هزيمة "داعش" لا تزال ممكنة، على الرغم من سلسلة النكسات العسكرية التي يعاني منها الجيش العراقي.

واعترف بالفشل في تجنيد قوات الأمن المحلية، وخصوصًا السنّة الذين يترددون في الانضمام إلى المعركة، وتابع "إن هذا الفشل يفرض ضغطًا على الحكومة العراقية لزيادة الجهود لتجنيد مقاتلين بأجر".

وكان الرئيس باراك أوباما وافق الأسبوع الماضي على إرسال 450 جنديًا إضافيًا لدعم الجيش العراقي في محافظة الأنبار.

ويصر البيت الأبيض أن هؤلاء الأفراد غير مؤهلين للقتال وليسو سوى مستشارين، وأن الولايات المتحدة كانت تقوم بزيادة تدريجية لوجودها في العراق مع قوات تصفها بأنها تشمل المستشارين والمساعدين منذ سيطرة "داعش" على أجزاء واسعة من البلاد.

وسحبت الولايات المتحدة رسميًا قواتها من العراق بعد أكثر من أربعة أعوام، وبات العدد الإجمالي للأفراد العسكريين المنتشرين في البلاد 3550، وعلى الرغم من ذلك، بدا أن الحكومة العراقية غير قادرة على كبح جماح المسلحين.

واستولى "داعش" الشهر الماضي على الرمادي في محافظة الأنبار وفشل الجيش العراقي في استعادة السيطرة على الموصل.

ويحث "صقور الجمهوريين" في واشنطن على نشر الآلاف من القوات البرية في العراق، بحجة أن جيش البلاد غير قادر على هزيمة المسلحين، ويتساءل الآخرون في الكابيتول هيل ما إذا كان على الولايات المتحدة إعادة توجيه الدعم الحالي إلى الحكومة العراقية وتوجيهه إلى القوات الكردية، التي تبدي المزيد من الوعود.

وصرح كارتر أن كلًا من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين يجهزون الأكراد، وأصر على أن هناك بعض علامات التقدم في الجهود الرامية إلى تجنيد قوات سنيّة للجيش العراقي.

وأضاف كارتر أن الجهود الرامية إلى تدريب وتسليح الجماعات المتمردة في سورية تثبت إلى حد كبير أن الوضع أكثر تعقيدًا مما كان عليه في العراق.

وأوضح أنه تبين أن من الصعب التعرف على المتمردين في سورية الذين لديهم الحق في التفكير والعقيدة والقدرة على محاربة المتشددين.