تنظيم "داعش"

وضعت الإمارات شرطًا أساسيًا عندما أعلنت الأحد عن استعدادها للمشاركة في سورية بقوات برية تحارب تنظيم "داعش" بحيث تكون تلك القوات ضمن سياق أكبر تتبناه الولايات المتحدة الأميركية، وتقوده عسكريًا، في تعبير صريح عن توجس قادة الخليج من تقاعس الإدارة الأميركية عن الدخول بقوة في مواجهة جدَية مع التنظيم المتطرَف.

 وتنظر الإمارات إلى محاربة تنظيم "داعش" في سورية بشكل مختلف عن الحرب التي تشارك فيها ضمن تحالف عربي موسع لقتال الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، حيث نجح التدخل البري العربي في تحقيق مكاسب واسعة على الأرض، وساعد في تقدم قوات الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مشارف صنعاء.

وشاركت أبوظبي في المقابل في حملة استهدفت توجيه ضربات جوية على مواقع التنظيم في سورية ضمن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، لكنها أبدت مرارا رغبتها في توسيع العمليات الجوية للتحالف لتشمل تدخلا بريا لا يقتصر فقط على قوات عربية وإسلامية، ولكن يشمل أيضا مشاركة دولية.
 
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش "إن موقفنا الدائم هو أن أي حملة حقيقية ضد "داعش" يجب أن تتضمن تدخلا بريا". وأضاف "نحن لا نتحدث عن الآلاف من الجنود، بل نتحدث عن وجود قوات على الأرض تقود الطريق بالطبع، القيادة الأميركية في هذا الجهد شرط مسبق".
 
وأعلن قرقاش في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عن استعداد بلاده للمشاركة في أي جهد دولي "يتطلب تدخلا بريا" لمكافحة التطرَف. وأكد خلال مؤتمر صحافي في أبوظبي الأحد، ثبات موقف الإمارات الداعم للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، قائلا إن "موقفنا لم يتغير، علينا أن نرى مسار الأمور".
 
وكشفت السعودية الخميس عن استعدادها للمشاركة في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في سورية. وقال قرقاش إن "موقفنا هو أن الحملة الحقيقية ضد "داعش" يجب أن تشمل قوات برية. لقد كنا محبطين من التقدم البطيء في مكافحة "داعش"".
 
وأدى التقاعس الأميركي في قتال "داعش" إلى فتور حماس مسؤولين إماراتيين وخليجيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تحمل أجندة مليئة بالتناقضات في المنطقة، على رأسها التساهل مع محاولات إيران توسيع نطاق نفوذها على حساب القضاء على "داعش".
 
وتقود الإمارات مقاربة أوسع لمحاربة التنظيم إلى جانب القتال على الأرض، تشمل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية التي أودت بحياة نحو 300 ألف شخص منذ اندلاعها قبل خمسة أعوام، إلى جانب إعادة إدماج السنة والسماح لهم بتولي مناصب هامة في الحكومة التي يهمين عليها الشيعة في العراق.
 
وأوضح قرقاش أن "شيئين ينقصان (التصدي لتنظيم "داعش")، تحرك سياسي حقيقي في بغداد يضم السنة ولا يهمشهم وكذلك ضرورة دعم الجهود بقوات برية ضد "داعش"". ويعتقد دبلوماسيون خليجيون أن التدخل البري ضد "داعش" سيعجل بالتوصل إلى حل سياسي بين فصائل المعارضة ونظام الرئيس بشار الأسد وروسيا التي تستغل محاربة التنظيم المتطرَف في الاستيلاء على مناطق استراتيجية في ريف حلب ودرعا قد تؤدي إلى عودة تنظيم "داعش" إلى تحقيق مكاسب في مناطق استراتيجية.