الرئيس اليمني عبد ربه منصور

استهدفت غارة جوية مناطق في مدينة عدن اليمنية، أمس الأربعاء، بعد مرور ساعات على إعلان الرياض انتهاء عملية "عاصفة الحزم" التي شنتها ضد "الحوثيين" لمدة شهر تقريبًا، في الوقت الذي استمر فيه القتال، بما يلقي بظلال من الشك حول إحتمالية التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.

ورحبت الولايات المتحدة وإيران على حد سواء بالبيان الصادر من الرياض مساء الثلاثاء، الذي أعلن نهاية عملية "عاصفة الحزم"، ولكن أصر مسؤولون سعوديون على أنه لم يتم إعلان وقف إطلاق النار.

وصرَّح المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني، الأربعاء، بأنَّ الأسابيع الأربعة الماضية شهدت مقتل ما يقرب من 950 شخصًا، منهم 300 من المدنيين، فضلًا عن أزمة إنسانية، واصفًا الأضرار التي لحقت بأرواح المدنيين وممتلكاتهم بأنها "صادمة تمامًا"، داعيًا جميع الأطراف إلى السماح بمرور إمدادات الطوارئ.

وتعهدت المملكة العربية السعودية بالاستمرار في اتخاذ إجراءات ضد "الحوثيين"، مع الإشارة إلى بداية المرحلة المقبلة من تدخلها والتي ستركز على إعادة بناء اليمن وحماية المدنيين ودعم عمليات الإجلاء والإغاثة.

وأكد نائب محافظ عدن نايف البكري، أنَّ الغارة الجوية التي استهدفت المدينة أمس الأربعاء، كان تستهدف مجمع للدبابات والأسلحة الثقيلة، وأفادت التقارير بوقوع غارة أخرى بعد سيطرة "الحوثيين" على قاعدة عسكرية في تعز بعد قتال عنيف.

وأعلنت وزارة الدفاع السعودية، الثلاثاء، أنَّ الحملة الجوية التي شنتها يوم 26 آذار/ مارس قد حققت أهدافها وأن "الحوثيين" لا يشكلون خطرًا على المدنيين، كما دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى "العودة إلى الحوار" مرحبًا بإعلان انتهاء الهجمات على حلفائه "الحوثيين".

ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى عقد محادثات سلام، قائلًا "لقد أثبت التاريخ بأن التدخل العسكري ليس الاستجابة المناسبة لحل هذه الأزمات وسيؤدي بدلًا من ذلك إلى تفاقم الوضع" حسب تصريحاته في مؤتمر الآسيوي الأفريقي المنعقد في جاكرتا.

وكانت إيران أعربت عن دعمها "الحوثيين"، في الوقت الذي تنفي تسليحهم، علمًا أنَّهم استولوا على صنعاء في كانون الثاني/ يناير، ووضعوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية الذي غادر البلاد في نهاية آذار/ مارس الجاري إلى المملكة العربية السعودية.

وأضاف السفير السعودي في بريطانيا محمد بن نواف، "يجب أن لا تتدخل إيران في الشؤون اليمنية فهي ليست جزءا من العالم العربي، وقد أشعلت عدم الاستقرار، حيث تسبب تدخل الإيرانيين فسادا في هذا الجزء من العالم، وكما شاهدنا في الأحداث التي وقعت بسبب سياساتهم الخبيثة".

وأعربت الولايات المتحدة عن القلق إزاء معدل الجرحى والإصابات وقالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، أنه تم الإبلاغ عن مقتل 944 شخصًا وإصابة 3،487 في الأسابيع الأربعة الأخيرة حتى الجمعة الماضي.